انطلاق المهرجان الدولي التاسع للسينما بالجزائر
الموعد يتجدّد مع قضايا الإنسان
- 783
انطلق المهرجان الدولي التاسع للسينما بالجزائر، أيام الفيلم الملتزم، سهرة أول أمس، بقاعة ”ابن زيدون” بديوان رياض الفتح، بحضور وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، وسفير فلسطين، لؤي عيسى، ووجوه سينمائية وفنانين وكتاب وجمهور غفير، وتم عرض الأفلام الـ17 المتنافسة على جوائز الطبعة التاسعة في فئتي الروائي الطويل والوثائقي، والتي تشترك في مواضيع إنسانية على اختلاف أشكال التطرق إليها.
في كلمته، شكر وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، القائمين على المهرجان وبالأخص السيدة زهيرة ياحي وأحمد بجاوي، قائلا ”زهيرة ياحي مناضلة من أجل السينما والثقافة، تقف وراء إنجاح هذا الموعد السنوي الهام”، وأضاف ميهوبي ”لهذا وجب علينا تقديم الدعم لها مع التقدير، نحييها ونحيي الفريق العامل معها وعلى رأسه الناقد أحمد بجاوي”.
وأكدّ الوزير أنّه ”سعيد لكون هذا المهرجان يفرض نفسه كل سنة، بدليل الجمهور الذي يحضر ليشاهد سينما قوية وناجحة”، وشدد في السياق على أنّ قيمة هذا المهرجان ”إنسانية بالدرجة الأولى”، لكون المشرفين عليه يقضون سنة كاملة في انتقاء الأفلام واختيار موضوع أساسي لكل طبعة، وأوضح أنّ ”الطبعة التاسعة اختارت موضوعا حيويا يشغل العالم وهي قضية المهاجرين”.
وأكّد الوزير أنّ الهجرة أصبحت حديث العالم وتجاوز الحديث عن الإرهاب، لأننا نستيقظ كل صباح على أخبار مؤلمة، وتابع الوزير ”نتابع ما يجري في البحر المتوسط والمكسيك وفي جنوب القارة الإفريقية، فالسينما تعدّ الناقل الأمين لهذه المعاناة”، وأشاد بجهود إدارة المهرجان بجعلها فلسطين في صميم اهتمامات الفعالية، واعتبر أنّ هذا دليلا على أنّ القضية الفلسطينية ما زالت في ضمير الجزائريين والعالم.
أما محافظة المهرجان السيدة زهيرة ياحي فقالت في تصريح للصحافة إن الدورة لم تهتم فقط بموضوع الهجرة كظاهرة خطيرة طفت في العالم، والتي شملت الجزائر أيضا، ولكن تتطرق الأفلام المشاركة لموضوع الكرامة التي تتقاسمها كل الدول وشعوبها، والتي لا يمكن أن لا نتحدث عنها، لذلك تم اختيار الأعمال السينمائية المناسبة لهذه الإشكاليات.
من جهته، قال لؤي عيسى، سفير دولة فلسطين بالجزائر، عقب نهاية فيلم افتتاح المهرجان وهو فيلم ”واجب” للمخرجة آن ماري جاسر، إن الفيلم ”تذكير بالقضية الفلسطينية خاصة وأنه يتناول نموذجا من نماذج حياة الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948 وينقل للمشاهد الجزائري طبيعة الجدل وطبيعة الحياة الموجودة في هذه المناطق، والجدل الذي تم بين الوالد وابنه خاصة في آخر الفيلم هو تعبير عن حالة الصراع والمفاهيم وحال الأجيال المختلفة وحتى عن الحالة الرمزية التي جاء بها الفيلم بأشكال وهي التي ما بين الخطأ الذي وقع في بطاقة الدعوة في يومي السبت أو الجمعة وهو تعبير عن الحالة الفلسطينية أو العربية أو الحالة الإسرائيلية”.
وتابع السفير يقول ”كذلك قصة وفاة زوج الأم والذي هو أمريكي، ثم في الحوار يتجلى أن الأم قادمة وهو ما يعني أن الخيار الأمريكي انتهى وأن الدولة الفلسطينية قادمة، وكل في ذلك رموز، غير أن الشيء الجميل في الفيلم هو أن المشاهد لما يرى الحالة الفلسطينية والفرد الفلسطيني وهو يعيش حالة الاستيطان وحالة سلب إرادته وشخصيته ووجوده هو تحت الكيان الصهيوني الذي يمارس كل ما يمكن لسلب الهوية وسلب الأرض وبالتالي انعكاسه على الفرد سواء كان الأب أو الولد وأيضا لدور منظمة التحرير التي في النهاية تقود العمل الوطني الفلسطيني في الخارج وبين حالة الفلسطينيين في الداخل وحالة الإجبار التي يعيشها الناس في بعض الأحيان ليتشبثوا في الأرض، وأن يكونوا قادرين على حفظ هويتهم ولكن ضمن هذا الفرد الإسرائيلي، وأيضا هناك مؤشرات في الفيلم لها علاقة بالواقع العربي في المشهد الذي تم فيه الحديث عن داعش بشكلين، الأول الذي يقول فيه من خرج من الناصرة ليلتحق بداعش والثاني من أتى من داعش ليُعالج في مستشفيات الكيان الصهيوني، وكذلك قضية الرعاية الإسرائيلية لهذه المنظمة”.
وتضم لجنة الأفلام الطويلة السنغالي أوسمان وليام مباي رئيسا والأعضاء ميشال كوليري وجورج دوبون (فرنسا)، والجزائري الحاج بن صالح،. في حين يشكل لجنة الفيلم الروائي كل من الجزائري نبيل بوذراع رئيسا، والأعضاء يمينة شويخ وصافي بوتلة وكمال مكسار (الجزائر) وأندري غازو من فرنسا.
ويذكر أنّ المهرجان يحتفي بوزير الثقافة التشادي السابق محمد صالح هارون ( ولد سنة 1961)، وذلك بعرض فيلمه ”فصل في فرنسا” في اختتام التظاهرة. كما يتيح للجمهور فرصة مشاهدة 27 فيلما منوعا بين روائي قصير وطويل ووثائقي منها 17 فيلم داخل المسابقة الرسمية.