أ. عبد المالك بن خلاف ضيف منتدى المسرح:
الهواة كان لهم الريادة في التجريب أكثر من المحترفين
- 865
قال الأستاذ عبد المالك بن خلاف من جامعة سكيكدة في عدد جديد من منتدى المسرح الوطني، إن مسرح الهواة كان له الريادة في التجريب، في حين كان الركود والروتين يخيّم على المسرح المؤسساتي، الذي يُقصد به الحكومي، وإذ أكد أنه بالأهمية بما كان إحياء المهرجانات الخاصة بالهواة، وجعلها تنتج ثقافة مسرحية وجمهورا مسرحيا.
يعتقد بن خلاف أن الفرق الوحيد بين مسرح الهواة ومسرح الاحتراف هو الوضع القانوني؛ فما نسميه محترفا هو ما ينتمي للمؤسسة الحكومية، ومن يمارس المسرح خارج المؤسسة فهو هاو. وذكر أن علالو، على سبيل المثال، كان ساعي بريد ويمارس المسرح. وكما هو معلوم فإن عند افتتاح المسارح اعتمدوا على الهواة. وأكد المتحدث أن الراحل عبد القادر علولة بدأ مشواره كهاو.
وقال: "لا يمكننا الكلام أو الكتابة عن المسرح في الجزائر بدون التعرض لحركة مسرح الهواة، فهذا الأخير لعب دورا كبيرا في تطور وانتشار هذا الفن؛ سواء كان ذلك جغرافيا أو اهتماما. غير أن مفهومه لايزال يخلق مناقشات حادة، تضع في صراع مسرح الهواة والمسرح المحترف؛ فالهواة ينفون حب الفن عن المحترفين، وهؤلاء ينفون عن الهواة التمكن في تقنيات هذا الفن".
وتابع: "في الواقع، حب الفن يشترك فيه كل من الطرفين، وما يفرق بينهما هو الوضع القانوني، أولا هناك من يمارس الفن في إطار مؤسسة حكومية ويتقاضى أجرا، وهناك من يمارس المسرح خارج المؤسسة الحكومية ولا يتقاضى أجرا على ذلك؛ الأول يتمتع بإمكانيات كبيرة؛ من قاعات ووسائل تقنية لا يحلم بها الهواة... والهواة كانوا منتظمين في إطار فرق وجمعيات تمارس المسرح كهواية بدون أي مساعدة من طرف الدولة".
وأوضح بن خلاف أن هذه الوضعية لا تعني أن هؤلاء الهواة على نقص تكوينهم وكذلك نقص الوقت (لا ننسى أنهم هواة لهم انشغالاتهم الاجتماعية؛ عمل أو دراسة…) لا يفكرون في الجانب الجمالي للإنتاج المسرحي، "ومازالت عالقة في أذهاننا إلى اليوم، أعمال ذات مستوى عال فنيا". وأكد الأستاذ بن خلاف أن للمسرح الهاوي الفضل في نشر وتوسيع رقعة المسرح وتوسيع جمهوره؛ لأن الهواة يستطيعون الذهاب إلى مناطق يصعب على المسرح المؤسساتي، أن يصلها، وله الفضل كذلك في إدخال تجارب جديدة، ومثال ذلك المسرح الشعبي في قسنطينة.
يُذكر أن الأستاذ عبد المالك بن خلاف حاصل على ماجستير لغة فرنسية تخصص أدب، يحضّر حاليا رسالة دكتوراه حول السرد والتناص في مسرح كاتب ياسين وعبد القادر علولة، ويشتغل أستاذا في قسم اللغات بجامعة سكيكدة. بدأ اهتمامه الفعلي بالمسرح كممارس ضمن فرق مسرحية بسكيكدة منذ 1976، ممثلا ومؤلفا في إطار جماعي، ليستقل بمؤهلته في الكتابة، فترجم عن الفرنسية نصوصا للأطفال منها "انتهى الصيد" لبيار رودي.
وألف العديد من المسرحيات، على سبيل المثال "حنا هما احنا" و"باقي هنا" (مونولوج) و"الطريق المسدود" (مقتبسة)، و"الوعد" و"الرجل الصغير والجسر". وكانت له العضوية في العديد من المهرجانات المسرحية والمناسبات الفنية إلى جانب تقديم العديد من المحاضرات في لقاءات علمية.