من خيط الراحلة غريسي إلى عدسة ذكية
الوطن يُطرَّز في صالون الصورة الفوتوغرافية

- 119

أطلقت دار الثقافة "محمد بوضياف" بولاية عنابة، فعاليات الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية، تحت شعار "الشهداء يعودون"، ضمن الاحتفالات الرسمية بالذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال، في تظاهرة فنية جمعت بين رمزية التاريخ وروح التجديد.
لم تكن عدسات الكاميرا مجرد أدوات للتوثيق، بل تحولت إلى نوافذ على الذاكرة الجماعية، ووسيلة لحياكة صورة وطن، يواصل بناء مستقبله بألوان الوفاء والإبداع.
العدسة تُخلد الذاكرة.. والراحلة غريسي تصنع الحدث
في لحظة مؤثرة جمعت الماضي بالحاضر، خُصص جناح خاص ضمن المعرض لتكريم الراحلة غريسي، التي سُمِّيت إحدى العمارات المتواجدة بحي "جرانة اليهود" بعنابة على اسمها. هي المرأة المعروفة بـ«صاحبة باطيمة العلام"، أول من خاط العلم الوطني من نساء عنابة خلال الثورة التحريرية.
لم يكن ما قامت به غريسي مجرد عمل يدوي، بل كان فعل مقاومة صامتة، أعاد للحضور صورة المرأة الجزائرية المناضلة، التي خاطت للجزائر رايتها بخيوط من الإيمان والوطنية.
وقد أبدى والي ولاية عنابة، السيد عبد القادر جلاوي، تأثره الكبير بهذه القصة، وأعلن عن تخصيص احتفالات وطنية دائمة في حي "باطيمة العلام"، تخليدا لروح الراحلة غريسي ووفاء لاسمها في ذاكرة المدينة والوطن.
ورشة ترسم المستقبل
وضمن فعاليات الصالون، احتضنت دار الثقافة ورشة مغلقة بعنوان "ما تراه العدسة بتقنية الذكاء الاصطناعي"، نظمتها جمعية ضوء المتوسط، بالتنسيق مع اتحاد المصورين الجزائريين، تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون ومديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة.
شارك في الورشة 20 مصورا فوتوغرافيا من 20 ولاية جزائرية، حيث ناقشت محاور هامة، أبرزها دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الرؤية الفوتوغرافية، وتقنيات التعديل والتركيب الرقمي باستخدام أدوات حديثة، مع التأكيد على الحفاظ على الهوية الفنية داخل إطار تقني متطور.
تتويج نسائي لعدسات الذكاء الاصطناعي
وفي ختام الصالون، الذي امتد ليوم واحد، أُعلن عن أسماء الفائزات بجائزة أحسن صورة فوتوغرافية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد تُوجت ثلاث مصورات جزائريات هن؛ عاشورة سارة، وسوايحي نسيمة، بالإضافة إلى فائزة ثالثة برزت أعمالها ببصمة بصرية عميقة ولافتة. نالَت الصور الفائزة إعجاب لجنة التحكيم، لتوازنها بين الحس الفني والتقنيات الذكية، إضافة إلى ما حملته من رسائل بصرية ترتبط بالهوية والانتماء الوطني.