بعد انتكاسة كيري في الدفع بعملية السلام
الولايات المتحدة على وشك رمي المنشفة
- 1264
يبدو أن الولايات المتحدة ستجد نفسها مضطرة إلى نفض يدها من لعب دور الوسيط في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعدما عجزت مجددا في تقريب وجهات نظر الطرفين المتناقضة حد النفير.
فقد لمح، أمس، وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، إلى إمكانية انسحاب واشنطن من لعب دور الوسيط في مفاوضات السلام التي بلغت عنق الزجاجة جراء التنصل الإسرائيلي من الالتزامات المفروضة عليه.
وقال كيري إن الطرفين ”انتهجا في الفترة الأخيرة مبادرات لا تساعد على الحوار” وأنه سيتشاور مع رئيسه باراك اوباما لبحث الخطوة القادمة وتقييم ما يمكن فعله وما لا يمكن فعله.
وأضاف بلهجة المتشائم أنه ”توجد هناك حدود للوقت والجهود التي يمكن للولايات المتحدة بذلها إذا لم يكن الطرفان راغبان في تحقيق تقدم”. وأكد أن الوساطة التي يجريها لن تستمر إلى ما لا نهاية في إشارة واضحة إلى التذمر الأمريكي جراء بلوغ مفاوضات السلام طريقا مسدودا قبل شهر من انتهاء المهلة المحددة لها.ففي الوقت الذي كانت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إقناع الطرف الفلسطيني بمنح مزيد من الوقت للعملية السلمية جاء التنصل الإسرائيلي برفض إطلاق آخر دفعة من الأسرى القدامى ليقضي على المساعي الأمريكية ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
وهو ما أدخل مفاوضات السلام في أزمة حادة حاول رئيس الدبلوماسية الأمريكية تجاوزها لكن على حساب ممارسة مزيد من الضغط على الطرف الفلسطيني الذي طالبه بالتراجع عن مواقفه الأخيرة وخاصة ما تعلق منها بالانضمام إلى المؤسسات الأممية.
وكان الأجدر بكيري أن يمارس ضغوطه على الطرف الإسرائيلي لحمله على الانصياع للشرعية الدولية والإيفاء بالتزاماته بعد أن كان السباق في إفشال العملية السلمية، وأكثر من ذلك ألقت حكومة الاحتلال باللائمة على الفلسطينيين الذين توعدتهم بإجراءات عقابية قاسية في حال أصروا على مواصلة مساعيهم للانضمام إلى المؤسسات الأممية والتي هي حق مشروع بموجب القانون الدولي لشعب يعاني الاحتلال ولم يبق أمامه سوى الهيئات الدولية لاسترجاع ولو بعض من حقوقه المغتصبة.
غير أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قلل من أهمية التهديد والوعيد الإسرائيلي بفرض عقوبات على القيادة والشعب الفلسطينيين في حال مواصلة الانضمام إلى الهيئات الأممية، حيث أكد مسؤول فلسطيني على صلة بملف المفاوضات أن الرئيس عباس أكد لكيري أن ”التهديدات الإسرائيلية لا تخيف أحدا وبإمكانهم فعل ما يريدون”. وأضاف أن الرئيس عباس رفض مطالب وزير الخارجية الأمريكية خاصة فيما يتعلق بتقليص عدد الأسرى الذين طالبت القيادة الفلسطينية بإطلاق سراح حوالي ألفي أسير منهم بينما أبدت إسرائيل استعدادها للإفراج عن 400 أسير وممن اقترب موعد انتهاء محكوميتهم.
وفي حال أبقى الطرف الفلسطيني على تمسكه بمواقفه واستطاع الصمود أمام سيل الضغوط الأمريكية والتهديدات الإسرائيلية فإنه يمكن أن يفرض نفسه في مسار سلام لطالما كان الحلقة الأضعف فيه وتم التعامل معه على هذا الأساس في كل مفاوضات السلام السابقة.
والحقيقة أن الفلسطينيين ليس لديهم ما يخسرونه مع حكومة احتلال مارست ولا تزال تقترف ضدهم كل أشكال التضييق والاعتداءات فهي لم تتوقف يوما عن انتهاك الحقوق الفلسطينية من خلال تقتيل وتعذيب وتجويع وتشريد الفلسطينيين. ولم تتوقف يوما عن نهب أراضيهم سواء بعملية السلام أو بدونها وسواء التزم الفلسطينيون بمبادئ هذه العملية أم لا وفي كل مرة تعلن إسرائيل عن إطلاق مزيد من المشاريع الاستيطانية حتى في أوج مفاوضات السلام.
وآخر ما قامت به المصادقة على بناء مشروع استيطاني ضخم في مدخل وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة. أكدت مصادر إعلامية فلسطينية أن المشروع سيقام على بعد 20 مترا عن أسوار القدس التاريخية و100 متر عن جنوب الأقصى ويتكون من 7 طوابق إضافة إلى موقف تحت الأرض ويضم متحفا ومركز زوار يهود.