يحمل اسم الفنان صالح حوش
انطلاق المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي بباتنة
- 153
عبد السلام بزاعي
انطلقت بالمسرح الجهوي "لمباركية الصالح" بباتنة، أول أمس، فعاليات الطبعة الرابعة عشرة من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي، تحت شعار "المسرح نبض هويتنا"، وذلك بحضور شخصيات ثقافية وفنية فاعلة. حملت هذه الطبعة اسم الفنان المسرحي صالح حوش، وتتواصل فعالياتها إلى غاية 27 نوفمبر الجاري، في خطوة تهدف إلى ترصين المشهد المسرحي الأمازيغي وإبراز دوره في الحفاظ على الهوية الوطنية.
أعطى إشارة الانطلاق ممثلُ وزارة الثقافة والفنون، السيد عبد الرزاق بابا، بحضور والي باتنة رياض بن أحمد، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، والوالي المنتدب لبريكة، إلى جانب السلطات المدنية والأسرة الفنية والفرق المشاركة، وقرأ بابا ىرسالة الوزيرة نيابة عنها، والتي أبرزت فيها خصوصيات المسرح الأمازيغي، مؤكّدة أهمية هذه المهرجانات التي تبقى فضاءً للفن والإبداع والارتقاء بالمسرح الأمازيغي نحو الاحترافية. كما نوّهت بالمجهودات المبذولة لإنجاح الطبعة، حفاظاً على الموروث الثقافي الوطني وتعزيز ثوابت الأمة. وأكّدت على ضرورة أن يشكّل المهرجان إضافة حقيقية للحركة المسرحية والثقافة الجزائرية عامة، ولباتنة خاصة. كما دعت إلى تشجيع المبدعين على استثمار الموروث الأمازيغي في الأعمال المسرحية والسينمائية، مع ضرورة الانخراط في مقاربة إنتاجية تجعل المهرجان فعالية حيّة ومتواصلة لا تقتصر على بضعة أيام.
من جهته، أبرز والي باتنة رياض بن أحمد خصوصيات المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي، مؤكّداً ضرورة منحه الدفع اللازم لضمان استمراريته، بالنظر إلى إضافته النوعية للمشهد الثقافي. وأكّد مرافقته للحدث واستمرار دعم هذا الموعد السنوي الذي اعتاده جمهور الفن الرابع، باعتباره دعماً معنوياً لتجسيد أهداف الوزارة الوصية الهادفة إلى تطوير الإنتاج الثقافي وإيجاد فضاءات للتواصل بين أبناء الوطن. كما أشار إلى أنّ المهرجان أثبت جدواه في تفاعل الأفكار وتبادل الخبرات.
بدوره، أكد محافظ المهرجان حميد علاوي، أنّ هذا الموعد الثقافي يعدّ مناسبة لتلاقي أبناء الوطن من مختلف ربوعه، مضيفاً "في باتنة تذوب الطبوع وتتناسخ وتتنافس على ركحها أحسن العروض المسرحية التي تساهم في حماية هويتنا الأمازيغية"، مشيراً إلى أنّ المهرجان يرسّخ معالم التنوّع الثقافي الذي يعدّ مصدراً حيوياً للتنمية الثقافية والسياحية والاجتماعية. كما شدّد على دور المحافظة في الاهتمام بالشباب من خلال فتح المجال لهم للإبداع والمشاركة، داعياً المسارح الجهوية إلى دعم التظاهرة بعروض أمازيغية لرفع مستوى المنافسة.
خلال سهرة الافتتاح، تمّ في أجواء احتفالية تكريم مجموعة من الوجوه الفنية والمسرحية، من بينهم ابن الفنان صالح حوش نيابة عن والده الذي تعذّر عليه الحضور لأسباب صحية، تقديراً لإسهاماته في المسرح الأمازيغي، سواء في تأسيس الفرق أو إخراج العروض أو مرافقة الفنانين الشباب. كما تم الإعلان عن لجنة التحكيم برئاسة إبراهيم نوّال، وعضوية كل من جوهرة دراغلة، سهيل بوخضرة، رمزي قجة، وعلي عبدون. واستمتع جمهور الافتتاح بعرض مسرحي بعنوان "عياش" من إخراج لحسن شيبة، ناقش عدة قضايا اجتماعية بلغة فنية مؤثرة.
تجدر الإشارة إلى أنّ الطبعة الرابعة عشرة، التي ستستمر إلى 27 نوفمبر الجاري، ستشهد مشاركة سبع فرق مسرحية، منها ست جمعيات ثقافية من ولايات تيزي وزو (3)، البويرة (2)، تقرت (1)، إضافة إلى فرقة المسرح الجهوي لأم البواقي. وفي اليوم الثاني، ستُعرض مسرحية "لخيال" للجمعية الثقافية أومزقون من تيزي وزو، بداية من الساعة السابعة مساءً.
كما سيُبرمج على هامش العروض التنافسية ندوتان فكريتان برواق المعارض بالمركب الثقافي والرياضي بحي كشيدة بباتنة، تتناول الأولى "الخطاب البصري في المسرح الأمازيغي"، والثانية "توظيف التراث الشعبي في صناعة الفرجة المسرحية"، وسيتم تنظيم ورشتين تكوينيتين لفائدة الشباب الهواة، الأولى حول "السينوغرافيا والإخراج"، والثانية حول "فن التمثيل"، بتأطير نخبة من الفنانين الممارسين.
مديرة الثقافة أميرة دليو:
الطبعة لا تقتصر على بضعة أيام
أكّدت مديرة الثقافة بالولاية أنّ المهرجان يسعى، من خلال أهدافه، إلى تقديم الإضافة وإبراز خصوصيات المسرح الأمازيغي، مشيرة إلى أنّ هذه الطبعة لن تقتصر على بضعة أيام فقط، إذ يسعى المنظّمون إلى توسيعها لتشمل برامج ثقافية متنقلة نحو البلديات، في مبادرة لفتح المسرح أمام جمهور أوسع. واعتبرتها طبعة لرفع التحدي وترسيخ مفهوم الهوية الأمازيغية، وخلق ديناميكية ثقافية تليق بباتنة، عاصمة التاريخ والحضارة ونبع الهوية الوطنية. وأضافت أنّها تحرص على الاستثمار في طاقات الشباب، من خلال الورشات التكوينية التي وضعتها المحافظة، على أن تشمل هذه المبادرة شباب ولايات أخرى أيضاً.
لحسن شيبة مخرج عرض "عياش أمِّي":
التراث غير المادي للأوراس مجال واسع للبحوث
أبدى المخرج لحسن شيبة ارتياحه للجهود المبذولة لإنجاح فعاليات الطبعة الرابعة عشرة للمهرجان، مشيداً بدور المحافظة في تقديم برنامج يحاكي الحضارة والتراث. وأوضح أن عرضه المسرحي "عياش" يفتح الباب لدراسة التراث غير المادي للأوراس وتكثيف البحوث حوله، حيث أبرز العمل مظاهر من عادات وتقاليد الأوراس الكبير مثل "الرحابة"، "التويزة" و«الزردة".
أما عن عنوان العرض، فأوضح أنّ الفكرة مستوحاة من القصة الشعبية الشهيرة "عياش أمّي"، المأخوذة من التراث غير المادي للأوراس، والموجّهة للباحثين لدراسة القصص والعادات والتقاليد وتجسيدها في أعمال فنية. ويروي العمل قصة رجل أحب امرأة رفضته وتزوجت غيره وأنجبت طفلاً، وبعد وفاة زوجها عاد إليها عياش فرفضته مجدداً، فقتل ابنها وماتت هي على قبره مرددة أغنية "عيشا أمّي".
جوهرة دراغلة:
لجنة التحكيم ستؤدي وظيفتها باحترافية ونزاهة
أكدت عضو لجنة التحكيم الممثلة جوهرة دراغلة أهمية المهرجان في ترسيخ الهوية الوطنية، معتبرة إياه منصة مهنية وجزءًا من خطة استراتيجية لدعم النشاط المسرحي. وقالت إن المنظمين يسعون من خلاله إلى خلق بيئة مسرحية احترافية متكاملة تربط طموحات الممثلين والجمعيات الثقافية بوفرة الإنتاج المسرحي. عن لجنة التحكيم، أبدت ارتياحها للعمل مع طاقم متنوع الاختصاصات يشمل التمثيل والموسيقى والإخراج والسينوغرافيا، مؤكدة أن اللجنة ستؤدي مهامها باحترافية ونزاهة.