بعد سنوات من الانتظار

انطلاق ترميم قصر الباي وبوابة كرفان سراي بوهران

انطلاق ترميم قصر الباي وبوابة كرفان سراي بوهران
  • 170
رضوان. ق رضوان. ق

انطلقت، بولاية وهران، عملية استعجالية لترميم قصر الباي، ومشروع إعادة تجميع وترميم باب كرفان سراي "باب القوافل"، تحت إشراف مباشر من مديرية الثقافة والفنون لولاية وهران، بعد تخصيص غلاف مالي من طرف الوزارة الوصية. وتأتي هذه الخطوة بعد أكثر من 20 سنة من الانتظار، لرد الاعتبار لهذين المَعلمين التاريخيين والسياحيَين الهامين، المصنفين ضمن التراث الوطني، واللذين تضرّرا بشكل كبير. حسب مديرية الثقافة لولاية وهران، فإن العملية الاستعجالية الأولى شملت قصر الباي، الذي يوجد في حالة خطيرة جراء الانهيارات الكبيرة داخل هذا المعلم التاريخي. 

وقد كانت وزيرة القطاع السابقة وقفت، خلال آخر زيارة لها إلى ولاية وهران، على حجم الأضرار التي لحقت بالقصر، خاصة بعد تسجيل انهيارات أرضية، عجّلت بإطلاق أشغال الترميم، نظرا لحجم الدمار الذي طال أركان ومرافق هذا الموقع التاريخي المصنف، لا سيما الجهة الشرقية التي تعرضت لانهيارات في الجدران، بالإضافة إلى دار الباي، التي تحتوي على فسيفساء فريدة، تعرضت، هي الأخرى، لأضرار جسيمة.

وقد أُسندت أشغال الترميم لمؤسسة جزائرية متخصصة. وانطلقت الأشغال في شهر أفريل الفارط، على أن تُسلَّم خلال مدة أقصاها ثمانية أشهر.  وتم الإسراع بوضع الدعامات الحديدية لتفادي انهيارات جزئية إضافية. ويُذكر أن المَعلم كان استفاد من اتفاقية مع الجانب التركي سنة 2017 لترميمه، إلا أن المشروع لم يُنفَّذ. وتم بناء قصر الباي داخل حصن "روز الكزار" الإسباني في قلب حي سيدي الهواري، من طرف الباي محمد الكبير بن عثمان سنة 1792. وقد اتخذه إقامة له. ويرتبط القصر بعدة مواقع تاريخية مجاورة، منها جامع الباشا، وسلسلة أنفاق وهران.

وبالتوازي مع ذلك انطلقت أشغال جمع وترميم بوابة باب كرفان سراي الواقعة بحديقة ابن باديس، والتي كانت تعرضت لانهيارات منذ أكثر من 15 سنة، وبقيت في حالتها المتدهورة. كما سُرقت بعض أجزائها. وفُقدت أخرى. ويجري، حاليا، إعادة بنائها وترميمها وفق تصميمها الأصلي، باستخدام النحت اليدوي على الحجر، نظرا لتصنيفها ضمن التراث المحمي في المنطقة. ومن المتوقع تسليم المشروع بعد خمسة أشهر. وتعود بوابة فندق "القوافل" إلى سنة 1848. وقد تم تحويلها إلى أمام مستشفى "سانت لازارد" بحي سيدي العراري. ثم نُقلت إلى متنزه عبد الحميد بن باديس سنة 1955 بعد تدمير المستشفى سنة 1883.

وتوجد في منطقة سيدي الهواري المصنفة عدة أبواب تاريخية أخرى، من أبرزها: "باب كنستال"، و "باب إسبانيا"، و "باب تلمسان"، و"باب سانطون" . وهي لاتزال في أماكنها الأصلية نظرا لوجودها داخل الجدران التاريخية، لكنها تشهد، حاليا، حالة تدهور، تتطلب تدخلًا عاجلًا لرد الاعتبار لها.