من إخراج إلياس بوخموشة

انطلاق تصوير وثائقي "بن زرجب"

انطلاق تصوير وثائقي "بن زرجب"
  • 150
ن. ج ن. ج

انطلقت في تلمسان، عملية تصوير مشاهد من الفيلم الوثائقي حول حياة الحكيم بن زرجب بن عودة، إنتاج وزارة المجاهدين والمركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر سنة 1954، والشركة المنفذة "SARL KINO DZ PROD".

الفيلم من إخراج الأستاذ الدكتور إلياس بوخموشة، وبحث وتحقيق الأستاذ الدكتور أحمد بن دريس، ويشارك في هذا الفيلم الوثائقي، مجموعة من الممثلين الشباب، في رؤية إخراجية تسعى للوصول إلى حقيقة الجريمة التي ارتكبتها فرنسا باغتيالها الطبيب بن زرجب، انتقاما من كل شخص متعلم ومثقف يسعى إلى مساعدة السكان في الجزائر المحتلة.

قتلته فرنسا بدم بارد، فخرج سكان تلمسان ليعبروا عن غضبهم لاغتيال رمز من رموزها، وتندلع بعدها أحداث كثيرة كانت شعلة أخرى لدعم ثورة التحرير المباركة. الدكتور بن زرجب بن عودة، أول طبيب شهيد في الثورة التحريرية الجزائرية، وُلد بمدينة تلمسان، ونشأ في بيئة شعبية بسيطة.

تلقى تعليمه في متوسطة "ابن خلدون" بتلمسان، حيث حصل على شهادة البكالوريا سنة 1941، ثم تابع دراسته في فرنسا وحصل على شهادة الطب سنة 1948، وكان موضوع أطروحته عن سرطان الدم. بعد عودته إلى الجزائر، استغل الدكتور بن زرجب مهنته كطبيب لتقديم الدعم للثورة بسرية تامة، حيث كان يعالج المرضى، ومن بينهم المجاهدون، في عيادته، ويقوم بتوزيع التعليمات الطبية والثورية، لتوفير الأدوية للثوار في الجبال.

كما اقتنى آلة "رونيو" لنشر الوثائق والمناشير الدعائية للثورة. تم القبض عليه من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية، وزُج به في السجن قبل أن يُعدم يوم 17 جانفي 1956 بدوار أولاد حليمة قرب سبدو في ولاية تلمسان، وهو في سن 37 عاما. شق طريقه في دراسة الطب في زمنٍ كانت فرنسا الاستعمارية تعتبر كل جزائري متعلم خطرًا على مشروعها الاستيطاني.

فكان طبيبا للفقراء، سندا للثوار وصوتا للوعي والصمود، لكن المستعمر لم يكن ليتسامح مع رجل حمل حقيبته ليضمد جراح المقهورين ويزرع الأمل في عيون المحرومين. فكان اغتياله بدم بارد، انتقامًا من كل جزائري ينشد الحرية وكل عقل مستنير يحاول أن ينتشل الجزائر من ظلام القهر والجهل.