ندوة تاريخية حـول الشهـيد البطل العمري معجوج
باتنة تستحضر بطولة الشهداء
- 3065
نظمت جمعية «الشروق» الثقافية، نهاية الأسبوع، بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بباتنة، ندوة تاريخية حول الشهيد البطل العمري معجوج، بعنوان «شهداء ثورة التحرير وبطولاتهم، الشهيد العمري معجوج نموذجا»، نشطها الأستاذ الباحث في تاريخ الثورة الجزائرية سليمان قراوي، حيث قدم مداخلة لمناقشة إشكالية مدى نجاعة الآليات المتبعة لإبراز دور شهداء الثورة في التوثيق للذاكرة الوطنية، من خلال محاور تبحث في حماية التراث التاريخي والحفاظ عليه، والمساهمة في كتابة التاريخ وصيانة الذاكرة الوطنية وتسجيل الذاكرة الوطنية.
أبرز منشط الندوة، الأستاذ الباحث في تاريخ الثورة الجزائرية سليمان قراوي، في كلمة تناولها بالمناسبة، أهمية الندوة التي تندرج في إطار الاحتفال باليوم الوطني للشهيد، لتذكير الشباب بإنجازات السلف خلال الثورة المباركة وربطهم بجيل الثورة الذي رفض الرضوخ لأطماع المستعمر، وتذكيرهم بتضحياتهم الجسام من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة في عزة وكرامة، كما ضمّن مداخلته جوانب مهمة في تاريخ الحركة الوطنية واستحضر مناقب الشهيد العمري معجوج الذي وصفه بالنموذج.
من جهته، قال الدكتور طارق ثابت، بأن موضوع الندوة يندرج ضمن التراث الحضاري بكافة أشكاله، وهو يمثل ذاكرة الأمة التي تتوارث بين الأجيال، ويرى أن المتاحف ملزمة بحكم الضرورة، ليتحول إلى قوة شديدة التأثير والفعالية تدافع عن مكونات الذاكرة الوطنية الجماعية وإيصالها للآخرين في صورة ناصعة، مضيفا أن هذه الندوة كفيلة بتوثيق المادة التاريخية وتوصيل الرسالة ضمن أبرز شيء، هو الشهادات الحية.
دعا من جهته مدير المكتبة السيد مجيد بوديار، إلى استلهام الثورة المباركة، بالتردّد على المكتبات ودعم نشاطها بالكتابات التي تتناول بطولات الشهداء. أثنى شقيق الشهيد السيد محمد المكي معجوج، على هامش حفل تكريم عائلة الشهيد، على جهود منظمي الندوة، داعيا في السياق إلى تعميم الفكرة عبر الوطن واستحضار ذكريات شهداء الوطن وجمعها في مادة لتسجيلها أو طباعتها. وأشار المتحدث إلى أن مشاركة ومساهمة المتاحف في الحفاظ على الذاكرة الوطنية حتمية تاريخية يفرضها الواجب، باعتبار مكونات الذاكرة، هي الدلالة الحقيقية على أصالة الأمة الجزائرية وسخائها في العطاء والتضحية من أجل استرجاع السيادة الوطنية، معربا عن ثقته في أن المتاحف ستقوم بدورها على أكمل وجه، باعتبارها حافظة للتاريخ وستظل صمام الأمان لتاريخ وقيم ومبادئ الثورة التحريرية والذاكرة الجزائرية.
للإشارة، يعدّ الشهيد العمري معجوج من الرعيل الأول الذي لبى نداء جبهة التحرير الوطني، وارتقى إلى رتبة ملازم بفضل بسالته وشجاعته في القتال ونصب الكمائن بمنطقة آث عباس وويزران ومنطقة البيبان وآقبو. ولد الشهيد سنة 1930، ابن الصالح وجفال مريم، تربى في أحضان أسرة فلاحية بسيطة، وحفظ القرآن واشتهر بهواية ركوب الخيل والصيد والبارود. في سبتمبر 1955 رفقة المجاهد محمد صحراوي بناحية عين التوتة، كانت لهما عدة عمليات عسكرية ناجحة وفي نفس السنة التحق برفيقه الشهيد عزيل عبد القادر الباريكي بجبل بوطالب .
من أشهر معارك وعمليات قام بها، حسب روايات مجاهدي المنطقة والتي تتجاوز الـ 100، منها عملية هجومية بسد كولاس ببريكة خلال سنة 1955، تم فيها الاستيلاء على أربعة أسلحة أوتوماتيكية وتحطيم عتاد الاستعمار الفرنسي، وهجوم في نفس السنة على مركز توليد الكهرباء ببريكة، حيث تم إعدام حارسين من حراس المحطة. كما نفذ هجوما على برج المراقبة بالزيتون (شمال مدينة بريكة)، تم فيه الاستيلاء على 05 أسلحة من نوع الخماسي وصندوق خرطوش وحرق عتادا للعدو
كما نظم في أوائل سنة 1956 كمينا بثنية الزيت (بالقرب من مقرة) لشاحنتين عسكريتين، ودام هذا الكمين مدة 15 دقيقة، حيث تم فيه قتل عسكريين والاستيلاء على 13 بندقية من مختلف العيارات، وبعدها انتقلت العائلة خلال الحرب العالمية الثانية إلى قرية ماونة ولاية فالمة، ولم تكد تستقر هناك حتى اتضح للسلطات العسكرية أن الشهيد لم يؤد الخدمة العسكرية، لأنه كان من بين المعتقلين أثناء أحداث 08 ماي 1945، فنقلته إلى الثكنة العسكرية بقسنطينة، حيث جند في الجيش الاستعماري إلى غاية 1949.
استشهد في 12 فيفري 1960 بجبل الرفاعة في معركة طاحنة، هرعت إليها عساكر فرنسا من كل جهة منذ الساعة 11 صباحا إلى الساعة الرابعة مساء، وقد نجا من المعركة اثنان هما المجاهد علي المدعو بوقشوط (من حيدوسة) والمجاهد موسى بن النوي من باتنة.
❊ ع. بزاعي