تظاهرة ثقافية بمدينة الصخرة السوداء
"بانوراما مسرح بومرداس" قريبا

- 147

تستعد المديرية المحلية للثقافة والفنون لإطلاق تظاهرة "بانوراما مسرح بومرداس" خلال جويلية الجاري، بالتنسيق مع المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" ومشاركة كوكبة من المسرحيين.
ذكر المسرحي عمر فطموش في تصريح لـ"المساء"، أنّ هذه التظاهرة ستحتفي بالمسرح المحلي من خلال عروض تقدّمها التعاونيات والجمعيات الناشطة في المجال. كما ستحاول عبر الأعمال المدرجة، الخروج من العروض الكلاسيكية من خلال عروض المسرح التجريبي وكذا المسرح الوثائقي.
تنطلق التحضيرات لتظاهرة "بانوراما مسرح بومرداس" هذه الأيام بمدينة بومرداس بمشاركة تعاونيات وجمعيات المسرح المحلي، وحسب المخرج والكاتب المسرحي عمر فطموش المشرف على هذه التظاهرة، فإنّها ستكون من تنظيم المديرية المحلية للثقافة والفنون بالتنسيق مع المسرح الوطني "محي الدين بشطاورزي". وأضاف لـ«المساء" لم يتم بعد ضبط الرزنامة التاريخية ومكان العروض بصفة نهائية، غير أنّ العمل جارٍ مع مديرية الثقافة لضبط الأمور التحضيرية بصفة نهائية خلال هذه الأيام.
عن "بانوراما مسرح بومرداس"، يقول محدثنا إنّها مبادرة من وزارة الثقافة والفنون تحتفي بالمسرح المحلي، جاءت على خلفية سعي الجمعيات الثقافية بالشراكة مع مديرية الثقافة، لإنشاء تظاهرة منفردة اصطلح على تسميتها "بانوراما مسرح بومرداس"، حيث ستشارك التعاونيات والجمعيات المسرحية المحلية خلال ستة أيام، بأعمال مسرحية متنوّعة تعرض على جمهور الولاية الساحلية وزوّارها من مختلف ولايات الوطن خلال الصائفة الجارية.
وأوضح فطموش في معرض حديثه أنّه لم يتمّ لحدّ الساعة ضبط البرنامج النهائي بما فيه برنامج الافتتاح الرسمي "لكن من المحتمل أن يكون عمل مسرحي من نوع باتشوورك"، مشيرا إلى أنّ كلّ الفرق المُشاركة ستعمل على تقديم مقطع مسرحي قصير من المسرحيات التي اختارت تقديمها خلال هذه الفعالية في حفل الافتتاح الرسمي.
إلى جانب ذلك، ستكون هناك عروض مسرحية يومية طيلة ستة أيام، عمر التظاهرة، سواء على الركح المركزي، وكذا عروض موازية على مستوى 7 بلديات منها بغلية، الناصرية، بومرداس، أولاد موسى، وغيرها من البلديات التي خُصّص لها عروض مسرحية لمدة أربعة أو خمسة أيام، مع التفكير في توسيع قائمة البلديات التي ستشهد عروضا مسرحية ضمن نفس التظاهرة خلال طبعات مقبلة.
كذلك ينتظر أن يعرف برنامج هذا الحدث الثقافي المنتظر، الجمع ما بين العروض المسرحية الكلاسيكية وما يسمى بمسرح الأداء أو الأعمال المسرحية الفريدة أو ما يصطلح على تسميته كذلك بـ"المسرح في عين المكان"، وحسب محدّث "المساء" فإنّ هذا النوع من الأعمال يقوم على الانتقال لمكان شهد حدثا معيّنا وتقديم عمل مسرحي مستوحى من ذاكرة المكان والزمان، متحدّثا في هذا السياق عن انتقال ممثلين إلى معتقل "جرمان" الكائن ببلدية لقاطة شرق ولاية بومرداس، وهو معتقل كبير كان يحتجز فيه مجاهدو ثورة التحرير من طرف المستعمر الفرنسي للتعذيب، في محاولة لتقديم أعمال مسرحية مستنبطة من الأحداث التاريخية التي شهدها هذا المكان، وأضاف أنّ مثل هذه الأعمال ستكون مع شهود عيان وبالتالي استخراج مسرحيات من عين المكان.
والأمر نفسه بالنسبة لمركز التعذيب "غوتييه" ببلدية سوق الأحد، علما أنّها ستكون أعمال تجريبية يمكن تسميتها كذلك بالمسرح التجريبي "الذي يعتبر من المعطيات الجديدة التي يتعامل معها أكبر المسرحيين على مستوى العالم ويسمى كذلك مسرح الواقع"، وأضاف فطموش "أنه من خلال إدراج هذا النوع من الأعمال في التظاهرة الثقافية المرتقبة فإنه سيتم إضافة الشيء الجديد للمسرح الوطني، متحدثا في نفس المقام عن إدراج نوع آخر من الأعمال المسرحية وهو ما يسمى المسرح الوثائقي".
وعبر عمر فطموش عن أمله في أن تكون تظاهرة "بانوراما مسرح بومرداس" موعدا ثقافيا سنويا خاصا بعاصمة الصخرة السوداء، مع السعي لتوسيع دائرة المشاركة مستقبلا لتشمل فرقا مسرحية وطنية وعربية.