الباحث في الآثار أرزقي بوخنوف لـ"المساء":

بعد ملاكو نسعى لتصنيف ضريح أقبو

بعد ملاكو نسعى لتصنيف ضريح أقبو
  • القراءات: 453
لطيفة داريب لطيفة داريب

أفصح رئيس مشروع حفرية ملاكو، وأستاذ التعليم العالي بمعهد الآثار (جامعة الجزائر2)، البروفسور أرزقي بوخنوف، لـ«المساء"، عن إعداد ملف جديد حول تصنيف ضريح أقبو، وهو معلم يقع على بعد 8 كلم من الموقع الأثري لملاكو، مضيفا أنه تم عرضه على اللجنة الوطنية للتصنيف، التي تحفظت على بعض أجزائه، ليتم تصحيحها، ومن ثم إعادة عرضها قريبا على نفس اللجنة.
تابع بوخنوف أنه تم تصنيف ضريح أقبو ضمن الجرد الإضافي في سنة 2009، ليعاد تصنيفه سنة 2023، نظرا لما تحمله هذه البناية الضخمة من آثار عريقة، حيث ارتبطت فيه مقاسات الحجارة بطبيعتها، ما أضفى عليها طابعا معماريا مميزا. كما تعتبر هذه التقنية انعكاسا للإبداع والابتكار في استخدام الموارد المحلية المتاحة، والتي تعكس مهارة وحرفية البنائين القدامى، بل تعبر أيضا عن احترامهم للطبيعة واستفادتهم من الموارد في البيئة المحيطة، يضيف الأستاذ.
في هذا الإطار، قام فريق الحفرية الأثرية لملاكو من معهد الآثار، بالتعاون مع مصالح مديرية الثقافة والفنون لولاية بجاية، باقتراح ملف ضريح أقبو في شهر ديسمبر 2023، على اللجنة الوطنية لتصنيف الممتلكات الثقافية، لتضمه إلى قائمة التراث الوطني، لكنه لم يحظ بالموافقة النهائية، إذ تحفظت هذه اللجنة على بعض النقاط، فلم تكتمل فرحة سكان منطقة الصومام بإدراج هذا المعلم ضمن هذه القائمة. علما أن نفس الفريق، بالتعاون مع مصالح مديرية الثقافة لولاية بجاية، في شهر جوان من نفس السنة، قام بتصنيف الموقع الأثري لملاكو ضمن قائمة التراث الوطني. وهو الموقع الذي كان مهددا بالزوال أثناء إنجاز أشغال مشروع الطريق السريع "A20"، الذي يربط ميناء بجاية بالطريق السيار شرق- غرب.
وحسب رئيس المشروع، البروفيسور أرزقي بوخنوف، فقد كان من المتوقع أن يتم اِستخراج مئات الأطنان من الحجارة الكبيرة، التي كانت في باطن القطعة الأرضية، التي تحتضن هذا الموقع. ما كان سيؤدي إلى تدمير أحد المواقع الأثرية الهامة، التي شهدت على قيام ثورة شعبية، قادها أسلافنا ضد الرومان، وهي ثورة "فيرموس" التي كانت مجرياتها بين 370 – 375م. كما مثلت أيضا مركز تسويق مختلف المنتوجات الفلاحية، قبل تهديمه من قبل الجيش الروماني.
لكن بفضل خبرة طاقم فريق البحث من معهد الآثار، من جامعة "الجزائر 2"، والذي يشرف عليه الأستاذ، تم إنقاذ المعلم والتأكيد بذلك على كفاءة الجامعة الجزائرية، التي تعد قاطرة تقود المجتمع ومؤسسات الدولة إلى كل ما يعود بالمنفعة على هذا الوطن، وجعل قطاع الآثار يساهم في التنمية المستدامة وتطوير المجتمع، يؤكد بوخنوف.
ذكر البروفسور تفاني الفريق وتضحياته في مواصلة اِستخراج ما تبقى من أجزاء الموقع الأثري لملاكو، من خلال التعاون مع السلطات المحلية والولائية، من أجل إبراز المواقع الأثرية في المنطقة، وتحويلها إلى وجهة سياحية وتعليمية بارزة، مشيرا إلى أهمية إشراك المجتمع المحلي من جمعيات وسكان قرية أخناق، وحتى القرى المجاورة والمؤسسات التعليمية والثقافية، في عملية الحفظ والترويج، لضمان اِستدامة هذا التراث وتعزيز الوعي بأهميته.
للإشارة، تشتهر منطقة الصومام بولاية بجاية، كباقي ولايات الوطن، بتاريخها العريق الذي يمتد إلى فترات بعيدة، منها ما قبل التاريخ، القديم، الإسلامي والمعاصر، ما يجعلها محطة مهمة في دراسة تاريخ الجزائر، حيث عرفت المنطقة تصنيف بعض المعالم والمواقع الأثرية ضمن قائمة الجرد الإضافي.