متحف المجاهد بتيزي وزو يحيي شواهد ماي

بن يحيى والشهداء الحمالون في الصدارة

بن يحيى والشهداء الحمالون في الصدارة
  • 1469

أحيا المتحف الجهوي للمجاهد بتيزي وزو مؤخرا، في إطار إحياء ذكريات الأحداث والمناسبات التاريخية، الذكرى 38 لرحيل الدبلوماسي والمثقف محمد الصديق بن يحيى (03 ماي 1982-2020)، حيث قدم جانبا من مسار هذه الشخصية الوطنية لزوار المتحف عبر الأنترنت.

أشار المتحف في صفحته عبر "الفيسبوك"، إلى أن الراحل ولد فـي 30 يناير 1932 بجيجل، زاول دراسته واستطاع الحصول على شهادة الليسانس في الحقوق بجامعة الجزائر، وشارك في تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين سنة 1955 مع كل من أحمد طالب الإبراهيمي ولمين خان، وكان من المنظمين لإضراب الطلبة الجزائريين عن الدراسة، والتحاقهم بصفوف جبهة التحرير الوطني يوم 19 ماي 1956، مثل جبهة التحرير الوطني في مؤتمر الشباب المنعقد بباندونغ سنة 1956، عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وعضوا في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1960، ومديرا للديوان برئاسة الحكومة المؤقتة في عام 1960.

كما شارك بن يحيى في المفاوضات الجزائرية- الفرنسية 1960 - 1962، ولعب دورا كبيرا في التأثير على مسارها، وقد أعجبت بحنكته الشخصيات الفرنسيـة المشاركة في المفاوضات، حيث لقبته جريدة "باري ماتش" بثعلب الصحراء، لما أظهره من قدرة على الجدل والإقناع، ووصفه رضا مالك بالسياسي المحنك بعد الاستقلال.

عين وزيرا للخارجية عام 1979 وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، وقبلها وزير المعلومات من 1967 إلى 1971، حيث كان أول منظم لمهرجان أفريقيا عام 1968، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي من 1971 إلى 1977، ووزير المالية من 1977 إلى 1979، ووزير الخارجية من 1979 إلى وفاته.

نجا محمد بن يحيى من محاولة اغتيال في حادث طائرة في 30 ماي 1981 في باماكو بمالي، وتوفي في 3 ماي 1982، في حادث تفجير طائرة على بعد 50 كلم من الحدود الفاصلة بين العراق وتركيا، حيث كان في مهمة ديبلوماسية.

كما أحيا نفس المتحف في 3 ماي الجاري، الذكرى 58 لجرائم ضد عمال ميناء الجزائر التي جرت في 2 ماي 1962، والتي وقعتها منظمة الجيش السري، وهي راسخة في أذهان الجزائريين الذين عايشوا السنوات الأخيرة من الثورة، خاصة المرحلة الانتقالية الممتدة من يوم إيقاف إطلاق النار إلى الاستفتاء، خاصة سكان المدن، وبشكل أخص وهران والعاصمة، وارتبطت لديهم بالرعب والإجرام، ويعود ذلك إلى العمليات الإرهابية التي قامت بها هذه المنظمة آنذاك، فكانت مثلا تخصص كل يوم لشريحة اجتماعية، وتقوم بتصفية عشوائية لكل من تصادفه منها في طريقها، فيوم لسعاة البريد، ويوم لعمال النظافة، ويوم آخر للمنظفات في البيوت الأوروبية، كما خربت العديد من المرافق العامة كإحراق مكتبة جامعة الجزائر، وبالطبع عملية ميناء العاصمة يوم 02 ماي 1962، حيث تم تفجير سيارة ملغمة قرب ميناء الجزائر، خلف 62 قتيلا و110 جرحى في صفوف العمال (الحمالون).

قتلت المنظمة السرية أيضا أطفالا في انفجار بالمدينة الجديدة بوهران، وغيرها من العمليات الكثيرة، واغتالت مثقفين سواء جزائريين أو أوروبيين متعاطفين مع القضية الجزائرية، ومنها اغتيال المعلمين الستة بالأبيار، وعلى رأسهم الكاتب مولود فرعون الذي تلقى العديد من التهديدات من المنظمة، واستهدفت بذلك إفراغ الجزائر المستقلة من كفاءات في التعليم وغيرها من المجالات، واستندت المنظمة في أعمالها الهمجية والتخريبية على فكرة، مفادها أن الجزائر بناها المعمرون، وأنها كانت صحراء قاحلة قبل الاستعمار الفرنسي لها، وإذا استقلت، فيجب تحطيم كل شيء.