عبد العزيز عثماني يوقع "القمر المفتت" بمكتبة العالم الثالث

بناء سردي من أساطير الزمن الغابر

بناء سردي من أساطير الزمن الغابر
  • القراءات: 362 مرات
مريم . ن مريم . ن

احتضنت مكتبة "العالم الثالث"، أول أمس، الكاتب عبد العزيز عثماني، الفائز بجائزة "آسيا جبار" (في فئة اللغة الفرنسية)، عن روايته "القمر المفتت" (دار القصبة)، مع توقيع بالإهداء لجمهور معتبر، جاء ليهنئه ويدردش معه عن هذه الرواية، التي تغوص في أدغال التاريخ السحيق.
أشار الكاتب عبد العزيز عثماني، خلال حديثه مع "المساء"، إلى أنه يكتب ما يشبهه وما يريد قوله، مضيفا بالقول "أردت كتابا أحب قراءته ويشبهني، وهو من أدب الخيال." كما أوضح أن شخصيات الرواية من حضارات ومناطق مختلفة، منها العربية والغربية وغيرها، ثم من فترات قديمة، منها التاريخ القديم وكذا تاريخ القرون الوسطى، مؤكدا أن له الإمكانيات اللازمة للكتابة ونسج الأحداث، كونه يملك الأدوات، نتيجة تكوينه الأدبي.
قال عثماني، إن حال الكتابة وصل به أحيانا إلى فترة فجر التاريخ، وطبعا تطلب ذلك منه الكثير من البحث، ما سمح له باكتشاف جذورنا الإنسانية الضاربة في الأزل، ومن ذلك تاريخ الشمال الإفريقي، الذي كان له أساس في بناء الحضارة الإنسانية. ومما تناوله الكاتب في حديثه، بالتالي في كتابه تاريخ سيفار في جنوبنا الكبير، الذي لم يلق حقه من الاهتمام من مختلف العلوم الاجتماعية، وقال "أردت تكريم تاريخنا الوطني القديم، من خلال سيفار، وبالتالي تكريم الشمال الإفريقي الذي يعتبر مهدا للحضارات".
اعتمد الكاتب في روايته على النصوص القديمة، منها نصوص بلاد ما بين النهرين (بعضها جداريات)، كملحمة جلجامش الشعرية القديمة، وتعد قصيدة ملحمية من آداب بلاد الرافدين القديمة، وهي أقدم الأعمال الأدبية العظيمة، وثاني أقدم النصوص الدينية المتبقية من تلك الفترة، يبدأ التاريخ الأدبي لملحمة جلجامش بخمس قصائد سومرية عن بلجاميش، ويعتقد أنها أول كتاب في التاريخ، كما اعتمد الكاتب أيضا على نصوص قديمة من الشمال الإفريقي، وما فيها من بطولات وتضحيات، وحكايات رجال كانوا ضحية لمسارات تاريخية كبرى.
تحمل الرواية أيضا، جانبا من الخيال المتمثل في الأساطير القديمة، منها "سين"، هذا المخلوق الخرافي الذي يتولى مهمة الحروب.
من ضمن ما جاء في الكتاب ذي 500 صفحة، في طبعة راقية، قصة سيفرودرا، الحاكم الذي قاد بلاده قبل مرحلة الطوفان، بعدما ورث الحكم، ثم انسحب من الحياة العامة، ثم أتت بعده أجيال كانت تتذكر عهده، إلى أن ظهرت بهاء التي حملت الحاكم المستقبلي، لتفاجأ يوم الولادة بتوأم، وتقول الطقوس، إن عليها رميهما في النار، لكن الكاهن يستطيع إنقاذ أحدهما وتهريبه لقبيلة بعيدة، تلفها الجبال، ليكبر الطفل إيفال ويبحث عن جذوره. وقال الكاتب، إنه استعمل أسماء غريبة من الزمن الغابر، لكن الأحداث مشوقة وثرية.
للإشارة، الكاتب عبد العزيز عثماني من مواليد 1990 ببوفاريك، درس الأدب بفرنسا، ثم عاد إلى الجزائر ليدرس بالجامعة. كما نشط عدة ورشات كتابة، وتعاون أيضا في مشاريع فنية وأدبية مع عدة مؤسسات، منها المسرح الوطني الجزائري.