بمشاركة خمسة فنانين بالمركز الثقافي الجامعيّ

بورتريهات مختلفة والشغف واحد

بورتريهات مختلفة والشغف واحد
  • القراءات: 401
لطيفة داريب لطيفة داريب

خصّص المركز الثقافي الجامعي معرضه التشكيلي المنقضي لـ"بورتريه" ؛ من خلال عرض لوحات في فن رسم الأشخاص بتوقيع خمسة فنانين، وهم أسماء سماحي، ومحمد درويش، وإيمان عبدلي وكذا سمية بوعزون، وإيناس ماريا صحراوي.

بالمناسبة، قال الفنان محمد درويش لـ"المساء" إنه يستلهم مواضيع رسوماته المتنوعة، من الواقع الذي يعيشه، والحياة التي يحياها، وكذا تلك التي تُعنى بالمحيطين به، مضيفا أنه يرسم كثيرا نفسه؛ لأنه لا يملك موديل، وبالتالي يقف أمام المرآة ويرسم ما يشاهده؛ حتى يواصل تعلّم أبجديات الرسم.

وتحدّث درويش عن حبه للرسم، وعن تجاربه الحثيثة في تعلّم تقنياته، حتى إنه التحق بمدرسة الفنون الجميلة بتيبازة وزاول دراسته هناك لمدة شهر ونصف شهر، ليتوقف عن ذلك بفعل التحاقه بعمله في تخصص "الصيدلة"، وهنا قال: "حبذا لو خُصصت دروس مسائية لتعلّم أصول الفن التشكيلي في المؤسسات الثقافية والتعليمية، وفي عطل نهاية الأسبوع؛ حتى أتمكن من مواصلة تعلّمي هذا الفن. حقيقة التحقت، أيضا، بالمركز الثقافي "مصطفى كاتب" لنفس الغرض، لكن نظرا لانشغالي بعملي يتعذر عليّ دائما، مواصلة هذه التكوينات". وكشف محمد درويش عن رسمه المتواصل في كل مكان؛ في المقهى، والشارع، والحافلة وغيرها. كما يرسم البورتريه، وكذا المناظر الطبيعية، وكل ما يصادفه في حياته من خلال حمله دفتر رسم لا يفارقه البتة. 

وعبّر الفنان الشاب عن فرحته الكبيرة وهو يعرض أولى لوحاته في المركز الثقافي الجامعي الذي وضع ثقته فيه، ومنحه فرصة الالتقاء بالجمهور ومحبي الفن التشكيلي، وكذا تخصيصه فضاء يمكنه أن يعبّر فيه قولا وفعلا، مشيرا إلى عرضه سبعة بورتريهات في هذه التظاهرة الفنية. ومن جهتها، تحدّثت الفنانة التشكيلية والمترجمة أسماء سماحي إلـى "المساء" ، عن مشاركتها بأربعة بورتريهات بتقنية الميكس ميديا، أرادتها خيالية عفوية؛ لأنها تحب التجديد، مضيفة: " في السنوات الأخيرة تخصصت في رسم البورتريه من هذا النوع ". وأشارت إلى دراستها الرسم بمدرسة الفنون الجميلة بمستغانم، وهذا لمدة ثلاث سنوات، لتغادرها بفعل التزاماتها الجامعية الأخرى (ماستر لغة إنجليزية)، وها هي اليوم طالبة بكلية الأدب واللغات الشرقية ببوزريعة، تخصص دراسة مسرحية في قسم الفنون، في السنة الثالثة.

وفي هذا قالت: "أحبّ الفن. بدأت بتعلّم الرسم، ثم الفن الرابع؛ لأنّ دراسة الفنون تفتح لنا مصادر وسبلا جديدة؛ ليس سهلا أن يتخصص المرء في الفنون، لكن شغفي بالفنون باق إلى آخر رمق". وعن مشاركتها في المعارض الفنية قالت أسماء سماحي إنها شاركت في أكثر من معرض حينما كانت طالبة بمستغانم، معتبرة الرسم جينة من جيناتها، في حين أكدت عودة النشاط إلى الفن التشكيلي الجزائري بعد معاناته من الركود، خاصة في فترة كورونا، متمنية في السياق نفسه، تنظيم المزيد من المعارض، مثل هذا المعرض الذي يشجع فيه المركز الثقافي الجامعي، المواهب الشابة. للإشارة، شارك في هذا المعرض أيضا كل من إيناس ماريا صحراوي، التي تعرض أكثر من لوحة مثل بورتريه عن المرأة الأمازيغية، سلّطت فيه الضوء على الحلي التقليدية.

أما لوحة "الرجل العجوز" فركزت فيها، على رسم نظرته الثاقبة، بينما شاركت الفنانة سمية بوعزون بأربع لوحات، رسمت فيهن بوتريهات لنساء جميلات؛ لأنهن مختلفات؛ مثل لوحة" النافذة" ، ولوحة "المعطف الأحمر الصغير". وبالمقابل، استعملت الفنانة إيمان عبدلي قلم الرصاص لرسم لوحاتها "بورتريه لرجل عجوز" ، و " طفل في حرب" ، و"البرنوس الجزائري" ، في حين استعملت الأقلام الملوّنة في لوحتها "بورتريه لمايا هاوك"، مركّزة في عملها هذا على تعابير الأعين التي لا يمكنها أن تكذب.