احتفاء "أناب" باليوم العالمي للشعر

تأكيد على استثنائية الكلم الجميل

تأكيد على استثنائية الكلم الجميل
  • القراءات: 628
لطيفة داريب لطيفة داريب

أحيت المؤسسة الوطنية للنشر والاتصال والإشهار"أناب"، اليوم العالمي للشعر، بتنظيم ندوة بعنوان "مكانة الشعر في مجتمعنا"، نشطها الشعراء رابح قدور وأليمة عبدات ولميس سعيدي. 

بالمناسبة، قرأ الأستاذ حسان غراب كلمة "اليونسكو"، حينما أقرت يوم 21 مارس عيدا عالميا للشعر، جاء في بعضها أن الشعر هو التعبير اللغوي والثقافي الأكثر قيمة، كما يهدف إلى حماية اللغات المهددة بالزوال، بعدها، تناوب الشعراء المحاضرون على إلقاء بعض من قصائدهم، أولا، ثم تقديم آرائهم عن واقع الشعر وكذا مكانته في مجتمعنا.البداية بالشاعرة أليمة عبدات، التي قرأت أمام الحضور قصيدة جديدة، أهدتها إلى الشاعرة الراحلة أمينة مكاحلي، وقالت إنها لم تلتق قط بالراحلة، إلا أن الشعر جمعهما، لتكون النتيجة قصيدة كتبت في بيتها الأول "بما أنك البحر، فأنا الرمل".

وتساءلت أليمة عن سبب ضمور الشعر أمام رواج الرواية، مضيفة أن الشعر يواجه مشكلة عويصة، تتمثل في صعوبة النشر، والتي تقابلها معضلة ثانية، تعنى بضعف المقروئية. لتؤكد في حديثها، على تفاقم الأمر بالنسبة للشعراء الذين يكتبون باللغة الفرنسية، بفعل قلة من يقرؤون بهذه اللغة في الجزائر.وأمام غياب الإحصائيات المتعلقة برواج الشعر في الجزائر، قالت أليمة، إن الشعر في فرنسا يعاني بدوره من ضعف النشر، حيث كان نصيبه من النشر 0٫5 بالمئة عام 2021. وعن واقع الشعر في الجزائر، وهذه المرة على مستوى البحث العلمي، ذكرت الشاعرة وجود مذكرة دكتوراه واحدة حول واقع تدريس الشعر في الطور الابتدائي.

من جهتها، قرأت الشاعرة لميس سعيدي قصيدة من ديوانها الأخير "كقزم يتقدم ببطء داخل الأسطورة"، الذي قالت إنه يضم قصائد عن الجزائر العاصمة، وبالأخص عن عمرانها، وأخرى كتبتها حول الشعر تحديدا. واعتبرت أن كتابتها الشعر باللغة العربية، أي اللغة التي يتحدث بها أكثر من 300 مليون نسمة، مكنها من النشر في دول عديدة مثل مصر ولبنان، ومع ذلك استنتجت أن الشعر يعاني في كل منطقة من العالم حتى في العالم الغربي، بما أنها نشرت أيضا في إيطاليا وإسبانيا.وأكدت لميس قدرة الشعر على التنصل من كل محاولة لجعله منتوجا مستهلكا، مثل الرواية، لهذا فمشكلته مع المجتمع الذي يسيطر عليه "المؤثرون" الذين يوجهونه إلى استهلاك منتجات معينة.

وذكرت خلو المناهج الدراسية الجزائرية من قصائد شعراء جزائريين، مضيفة أنه حتى الذين مارسوا الشعر والرواية، مثل كاتب ياسين، يصنفون في خانة السرد، لتطالب بضرورة مراجعة تاريخ أدبنا بصفة عامة، وشعرنا بصفة أدق وترجمته. وأضافت أن الشاعر هو حرفي اللغة، ويعمل رفقة شعراء آخرين في مخبر للغات يعتبر مرجعا هاما ينهل منه الروائي.أما الشاعر رابح قدور، فقد قرأ قصيدة من ديوانه "الالهة الثالثة"، الذي كتبه باللغة الأمازيغية.

وذكر معاناة الشعر من التهميش وميل الناشر إلى تحقيق الربح التجاري. كما اعتبر تغييب الشعر في المناهج الدراسية مرده أسباب سياسية.وجرى نقاش في الندوة عن مسائل تخص الشعر، مثل أهمية التعريف به، خاصة في المدارس، وكذا تأسيس منظمة تهتم بالترويج له، علاوة على ضرورة تسليط الضوء حول نجاح تظاهرات خصت الشعر الملحون والشعبي في الجزائر، دليل على تعلق الجزائري بالشعر.