مستغانمي تسرد ذكريات 8 ماي 1945

تاريخ سُجّل في روائع الأدب

تاريخ سُجّل في روائع الأدب
الروائية أحلام مستغانمي
  • القراءات: 579
مريم. ن مريم. ن

أحيت الروائية أحلام مستغانمي، أول أمس، ذكرى مجازر 8 ماي 1945؛ حيث تكرست في وجدانها منذ الطفولة بفضل والدها، وهو ما دفعها إلى ترسيخ هذه الأحداث في رائعتها "ذاكرة الجسد".

كتبت الروائية على صفحتها الإلكترونية مؤكدة أنه في ذكرى 8 ماي 1945 الأليمة التي استشهد خلالها في ظرف أيام 45 ألف شهيد، تترحم على شهدائنا الأبرار، وتحيي روح أبيها، الذي وثقت في فصل من رواية "ذاكرة الجسد"، شيئاً من سيرته الذاتية، كما كان يرويها لها ولإخوتها بدون أن تفارق الدموع عينيه. تقول: "كان سجن "الكديا"، وقتها، ككل سجون الشرق الجزائري، يعاني فجأة من فائض رجولة، إثر مظاهرات 8 ماي 1945، التي قدّمت فيها قسنطينة وسطيف وضواحيهما أوَّل عربون للثورة، متمثِّلاً في دفعة أولى من عدة آلاف من الشهداء سقطوا في مظاهرة واحدة، وعشرات الآلاف من المساجين الذين ضاقت بهم الزنازين؛ ما جعل الفرنسيين يرتكبون أكبر حماقاتهم وهم يجمعون لعدة أشهر بين السجناء السياسيين، وسجناء الحق العام".

وتضيف: "وهكذا جعلوا عدوى الثورة تنتقل إلى مساجين الحق العام، الذين وجدوا فرصة للوعي السياسي، ولغسل شرفهم بالانضمام إلى الثورة، التي استُشهد بعد ذلك من أجلها الكثير منهم. لقد أدرك الجزائريون والحرب العالمية تنتهي لمصلحة فرنسا والحلفاء، أن فرنسا استعملتهم ليخوضوا حربًا لم تكن حربهم، وأنهم دفعوا آلاف الموتى في معارك لا تعنيهم، ليعودوا بعد ذلك إلى عبوديتهم".

للتذكير، كتب الكثير من النقاد والباحثين الأكاديميين عن رواية "ذاكرة الجسد"، ومدى ارتباط مستغانمي بتاريخ الجزائر؛ حيث نبض الثورة، وسخونة الذكرى المسترجعة تتحول إلى مادة سردية. وحدود التوازي والتقاطع دفعت الذاكرة التاريخية إلى فضاء الكتابة. وتحولت الثورة إلى مادة دسمة، ساهمت في سعة المشهد السردي، وحجمه التراكمي في الإنتاج الإبداعي. ولعل سرد أحلام مستغانمي هو تماهي الذات مع أشياء الثورة الجزائرية، وتفاصيلها.