تدوم فعالياتها ثلاث سنوات

تجديد اتفاقية حماية الآثار بين الجزائر وألمانيا

تجديد اتفاقية حماية الآثار بين الجزائر وألمانيا
  • القراءات: 2471
وقّع المتحف العمومي لشرشال على اتفاقية تجديد حماية وحفظ الآثار مع المعهد الألماني للآثار وهذا أول أمس بشرشال، وقد أمضى الاتفاقية التي تدوم ثلاث سنوات من الجانب الجزائري، مديرة متحف شرشال عائشة حيون ونظيرها الألماني مدير معهد الآثار دالي أورتوين، بحضور علي رجال، رئيس ديوان وزارة الثقافة، ممثلا لوزير القطاع ومستشار بسفارة ألمانيا، ممثلا عن سفير بلده كلابر مولفغانغ.
وتتضمن الاتفاقية التي تندرج في إطار التعاون بين البلدين في شتى المجالات، ثلاثة محاور أساسية هي: "ترميم القطع الأثرية" و«تكوين إطارات المتحف في الترميم والمحافظة على الآثار" و«إعادة عرض وتنظيم متحف شرشال" حسب رئيس ديوان وزارة الثقافة. وتهدف الاتفاقية - حسب المسؤول - إلى مواصلة العمل المشترك في المجال بين المؤسستين، مشيرا إلى أن الاتفاقية تعد خارطة طريق ترتكز على المحاور الثلاثة المذكورة سابقا على "أمل أن يتم تعميمها أوخوض نفس التجربة في متاحف أثرية أخرى عبر الوطن"، مؤكدا أن وزارة القطاع تولي اهتماما بالغا للموروث الأثري الجزائري.
من جهته، اعتبر ممثل سفير ألمانيا بالجزائر الاتفاقية بـ«ثمرة نجاح المشروع على اعتبار أنه يعرف مراحل جد متقدمة"، منوّها بالموروث الأثري الجزائري الذي وصفه بـ«الرائع والفريد من نوعه". كما أعرب السيد كلابر عن أمله في أن تكون الاتفاقية ثمرة لتعزيز التعاون الثقافي المشترك بين البلدين والمضي قدما لإمضاء اتفاقية تعاون ثقافي خاصة بين الجزائر وألمانيا.
وقد ظهر الاهتمام الألماني بمتحف شرشال والآثار المتواجدة بالمنطقة سنوات السبعينات قبل أن يكلل ذلك الاهتمام باتفاقية يستفيد الطرفان بالخبرات في حماية والمحافظة على الآثار والتكوين والبحث العلمي في مجال تاريخ المدينة القيصرية القديمة التي تعاقبت عليها العديد من الحضارات منها القرطاجية والرومانية والإسلامية والعثمانية والفرنسية.
ويضم هذا المتحف القديم الذي شيّد سنة 1908 بساحة محفوفة بأشجار "البال أميراس" التي يناهز عمرها الـ100 عام، أربعة أروقة وفناء يتوسط قاعة العروض تزينه لوحة الفسيفساء الشهيرة للأعمال الريفية والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث ولوحة تصور "ديان الصيادة". ويتضمن المتحف مجموعة من القطع الأثرية والتماثيل المقلدة لأعمال فنية يونانية وتمثالا كبيرا مصنوعا من الرخام يمثل الإمبراطور "أوغست" وتماثيل لكل من "باخوس" و«أبلون" وسيدات رومانيات.
وقد فتح المتحف الثاني أبوابه للجمهور عقب غلق المتحف القديم سنة 1980 حيث تتوفر شرشال العاصمة القديمة لمملكة موريتانيا على تراث تاريخي وثقافي هام. وبعد الزلزالين اللذين ضربا المنطقة سنتي 1980 و 1989 والخسائر التي ألحقهما بهذه المكاسب الأثرية، اضطرت السلطات إلى بناء متحف آخر بالمدخل الشرقي للمدينة بداية الثمانينيات بعد غلق المتحف القديم لعدة أشهر.