جمعية المسرح البودواوي ببومرداس

تجربة رائدة عمرها ثلاثة عقود

تجربة رائدة عمرها ثلاثة عقود
  • القراءات: 607
ق. ث ق. ث

حجزت جمعية المسرح البودواوي ببومرداس، مكانا مميزا ضمن الفاعلين في المشهد الثقافي على مستوى ولاية بومرداس، من خلال تجربتها الرائدة التي اكتسبتها من حيث الممارسة والنشاط المسرحي المتواصل، والممتد إلى نحو ثلاثة عقود من الزمن. ذاع، في السنوات الأخيرة، صيت هذه الجمعية وطنيا بعدما كرست وجودها محليا، من خلال مشاركاتها في مختلف المهرجانات الوطنية عبر الوطن، حيث استطاعت أن تفتك عددا من الجوائز بفضل إنتاج أعمال مسرحية ذات جودة من ناحية الكتابة النصية، والإخراج المسرحي، والديكور، وما إلى ذلك من العمل المحترف.

وتتمثل أبرز الأعمال الفنية ـ زهاء 20 عملا بين المسرحيات الموجهة للأطفال وللكبار، والمونولوج والأوبرات ـ التي أنتجتها الجمعية على مدار السنوات الأخيرة، حسب رئيسها رضوان زوقاري، في مسرحيات "الشبكة"، و"الريح والمربوحين"، و"أتمولك يا خديم"، و"البيلدوزر"، و"الصديقان" الموجهة للأطفال. وإلى جانب ذلك، أنتجت مجموعة أخرى من الأعمال الفنية، تمثلت أبرزها في "أوبرا الشهيد"، والمسرحية الثنائية الدرامية "حتى ألوين" التي أخرجها المسرحي عبد الوهاب بوحمام ومن تأليف السيد عنتر هلال، ومسرحية "كونسة" من تأليف وإخراج عبد الرزاق قوادري هباز، إضافة إلى مسرحية كوريغرافية بعنوان "بعد الحب".

نشاطات ومهرجانات سنوية قارة

تتميز هذه الجمعية كذلك، بحرصها الكبير على تنظيم نشاطات متنوعة ومهرجانات مسرحية قارة رغم إمكانياتها المتواضعة، ومن أبرزها فعالية أيام مسرح الطفل، التي تعرف، في كل سنة، مشاركة معتبرة من مختلف ولايات الوطن، إضافة إلى فعالية أيام المسرح البودواوي الذي يدخل هذه السنة في طبعته 15. كما تشرف هذه الجمعية المسرحية التي ينشط بها نحو 100 منخرط من بينهم ممثلون شباب صاعدون ومحترفون، حسب السيد زوقاري، تشرف على تنظيم دورات تكوينية للممثلين المسرحيين الصاعدين في مجال الفن الرابع. وضمن التكوين المسرحي، أنتجت الجمعية عملا فنيا تجريبيا يحمل عنوان "العرضة"، وآخر بعنوان "روزاني" بالتنسيق مع دار الثقافة "رشيد ميموني" ببومرداس. وبالموازاة مع ذلك، استحدثت الجمعية في السنوات الأخيرة، مدرسة موسيقية للتكوين في الفن أو الغناء الأندلسي لفئات الكبار والصغار من الجنسين، حيث يقصدها، حسب رئيس الجمعية، العديد من الشغوفين بهذا الفن من كل أرجاء الولاية ومن الولايات المجاورة، في شكل دفعات أو دورات، تضم كل واحدة زهاء 30 متكونا.

ورأت هذه الجمعية النور في ثنايا مقر صغير ومتواضع بالمركز الثقافي لمدينة بودواو (شمال الولاية)، انطلقت منه في العمل المسرحي على يد مجموعة من الشباب المثقفين والواعين بمكانة ودور الفن الرابع في توعية المجتمع وتنشيط الفضاء الثقافي، بإنتاجات مسرحية متعددة، وبشكل متواصل على مدار كل هذه السنوات. وصرح رئيسها رضوان زوقاري، بأن تأسيس هذه الجمعية سنة 1993 كان على يد مجموعة من الممثلين والمخرجين المسرحيين، ومؤلفين كانوا برزوا من خلال نشاطهم المسرحي والفني بداية من سنة 1989، ضمن فرقة مسرحية تنشط تحت اسم "اجتهاد". وتبلورت فكرة تأسيس هذه الجمعية على يد عناصر نشطة بعد إعادة تنظيمهم في جمعية ثقافية في البداية، ولاحقا ضمن إطار تعاونية مسرحية تنشط بدار الثقافة لمدينة بودواو، وتحمل اسمها الحالي، وهو جمعية المسرح البودواوي.