سطمبولي يقدّم روايته "صفعة لا غير"

تخلي المرأة المعنّفة عن صمتها..لابدّ منه

تخلي المرأة المعنّفة عن صمتها..لابدّ منه
  • القراءات: 433
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الكاتب نجيب سطمبولي إنّ الدافع من كتابة روايته الأخيرة "صفعة لا غير" بصيغة ضمير المتكلّم وعلى لسان امرأة، يعود إلى إنسانيته وكذا إلى رغبته الملحة في التعبير بعمق عما تشعر به المرأة ضحية التعنيف الزوجي.

قدّم الكاتب الصحفي نجيب سطمبولي، أوّل أمس بمدرسة "كريشاندو" بالبليدة، روايته الصادرة حديثا عن منشورات "كوكو"، والخامسة له بعنوان "صفعة لا غير"، وقال إنّه لم يعتمد على شهادات النساء المعنّفات لكتابة روايته الجديدة، بل ارتأى أن يترك مسافة بينه وبينهن، كي يكتب بشكل أكثر قوّة، بالإضافة إلى قدرته على ملاحظة ما يحدث في المجتمع بشكل واسع باعتبار أنّه صحفي.

وهكذا كتب سطمبولي، حسب ما صرّح به في مداخلته، عن التناقضات التي تميّز مجتمعنا، وحتى عن عالمية ظاهرة التعنيف الزوجي، وهذا من خلال قصة زوجين مثقفين، الرجل أستاذ جامعي والمرأة أستاذة في الطور الابتدائي، يظهر أنهما متناغمان، لكن الحقيقة غير ذلك، فدوني الذي يأخذ زوجته ديلة في رحلات ويدعو إلى تحرّر المرأة من خلال محاضرات ينظّمها في الجامعة، لم يتردّد في صفع زوجته وإبراز جانبه المظلم.

وتصاب ديلة بالحيرة بل بالغضب الشديد، فهل تعرف زوجها جيدا كما كانت تعتقد؟ أم أنها أخطأت في حكمها عليه، ولماذا ضربها بدون سبب؟ وهل يجب أن يكون هناك سبب لتستحق الضرب؟ تساءل سطمبولي وأجاب أنّ بعض أمثالنا الشعبية نابعة من جانبنا القاتم مثل المثل الذي يقول "حينما تدخل إلى بيتك اضرب زوجتك، أنت لا تعلم لماذا ولكنها هي تعلم".

وهكذا اكتشفت ديلة حقيقة زوجها الذي يظهر نفسه في شكل رجل متحضّر لا يفرض على زوجته ارتداء الحجاب، ويتجوّل معها ليلا في الأحياء المحافظة، ومن ثم يدعوها لحضور محاضرته التي يطالب فيها المرأة بالجرأة وتخطي التقاليد البالية، وهنا تستوقفه وتطرح عليه سؤالا حول موضوع المداخلة، فيهينها أمام الجميع.

وتجد ديلة نفسها –حسب سطمبولي - أمام وضع لا يطاق، فقد نزع زوجها قناعه، وخانها أيضا، وتعيش بذلك تجاذبات لا حصر لها، فالطلاق ليس سهلا، ومع ذلك لا تقرّر الشكوى بزوجها الذي يُسجن لأسباب أخرى لم يفصح عنها الكاتب وتتطلق منه.

واعتبر سطمبولي أنّ التعنيف الزوجي ظاهرة عالمية وأنّ الفرق يكمن في كيفية التعامل معه في الإطار القانوني، مضيفا أنّه اختار اسم دوني للرجل نسبة إلى الدونية لأنه منحط بما أنّه ضرب زوجته، أما ديلة فنسبة الى عديلة أي العدل، وهكذا اختياره لأسماء شخصيات رواياته ليس اعتباطيا أبدا.

وتحسر نجيب سطمبولي عن صمت النساء اللواتي يتعرّضن للتعنيف الزوجي، فالمجتمع يضغط عليهن، ولا يدفع بهن إلى الشكوى والتعبير عما يحزنهن وأحيانا يقتلهن، لهذا تمنى لو أنّ كتابه وكتب أخرى وأفلام وغيرها من الإبداع يدفع بهؤلاء النساء إلى إطلاق العنان لألسنهن، مضيفا أنه في بعض الدول ومنها الجزائر توجد قوانين تحمي المرأة المعنفة لكن بشرط التخلي عن صمتها والإفصاح عما يحدث لها.

كما أكّد المتحدّث عدم رغبته في تقديم دروس حول هذا الموضوع، لكنّه يندّد بهذه الآفة، مشيرا إلى أهمية أن تتنعم المرأة بالاستقلالية المالية حتى يكون لها حرية اتخاذ القرار. بالمقابل نوّه بالتغيرات الحاصلة في مجتمعنا، مطالبا بإيجاد توازن بين التقدّم والتقاليد والتكيّف مع زمننا هذا، في حين رفض تبرير تصرّفات رجل ما لأنّه مثلا عاش طفولة قاسية. فالرجل العنيف يبحث عن ذريعة لكي يُخرج إلى العلن عنفه بينما يجب أن يعتبر ضرب زوجته مثل ضربه لأمه.."ممنوع".