مسابقة أفضل صورة لمسجد عتيق بالأغواط

تراث معماري وثقافي يستحق الوجود

تراث معماري وثقافي يستحق الوجود
مسابقة أفضل صورة لمسجد عتيق بالأغواط
  • 1765
مريم . ن مريم . ن

تنظم مديرية الشباب والرياضة بالأغواط، بمساهمة الرابطة الولائية للنشاطات الثقافية والعلمية، بمناسبة الشهر الفضيل، مسابقة عن أحسن صورة لمسجد عتيق عبر بلديات هذه الولاية، وتنجز الأعمال بالكاميرا أو الهاتف النقال وفق الشروط الموضوعة، علما أن المسابقة مفتوحة للأطفال والشباب من عمر 6 إلى 35 سنة.

من شروط المسابقة، أن تكون الصورة الملتقطة من إنجاز المشارك، بالتالي لا يحق النقل أو الاقتباس، كما يشترط أن تكون الصورة قد التقطت في الصباح، مع إبراز معالم المسجد من الخارج، وذلك طبعا خارج أوقات الحجر الصحي، وتقتصر المشاركة على فئة واحدة، بمعنى أن يتم التصوير إما بالكاميرا أو الهاتف، وأن لا تكون الصورة المشاركة سبق لها وأن دخلت مسابقات أخرى أو نالت جوائز، إضافة إلى اشتراط المشاركة بصورة واحدة لا غير، وأن تكون ذات جودة عالية، ومن ثمة لا تقبل الصور المركبة أو المعدلة، وسيكون آخر أجل لاستلام الأعمال في 30 ماي الجاري، وسيتم تشكيل لجنة تحكيم مكونة من محترفين لتقييم المشاركات، فيما يتوج الفائزون الثلاثة الأوائل في كل فئة بهدايا قيمة، في حفل بهيج سيقام بمناسبة الاحتفالات المخلدة لـ5 جويلية، وترسل المعلومات الشخصية وموقع المسجد مع الصورة المشارك بها لمديرية الشباب والرياضة للولاية.

للإشارة، تتوفر الأغواط على 101 مسجدا، منها مساجد مصنفة وطنيا، وبها 79جامعا محليا و16 مسجدا أثريا، وتبيّن المعالم الإسلامية بمدينة الأغواط، الدور الفعال الذي أدته هذه المدينة في المدى الزمني وكثافة البناء والتعمير، والمكانة التي حظيت بها المنطقة في ظل الإسلام ومدى التطوّر الذي عرفته في تاريخ وحضارة الجزائر في العصر الإسلامي، لأن ما تبقى من معالمها، خاصة المساجد، هي مرآة تعكس مدى التطور الذي وصلت إليه في مجال العمارة والعمران، والذي هو في حقيقة الأمر ناتج عن فكر جديد لسكان المنطقة في بناء الحضارة الإنسانية،  وأصبحت مركزا حضاريا ازدهر وصدر الكثير من التأثيرات الفنية والمعمارية والعلمية، إلى مختلف المناطق في الجزائر، وهذا ما جعل المؤرخين والرحالة يولون المنطقة عناية كبيرة في كتاباتهم، نظير ما قدمته من مساهمات تعتبر إضافة لها في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية.

فرغم أن مدينة الأغواط عرفت عصورا تاريخية متنوعة، إلاّ أنّ العصر الإسلامي ترك آثارا عميقة في تاريخ المنطقة، وصنع شخصيتها المعاصرة، من خلال الآثار التي خلّفها الأسلاف من مساجد وزوايا منتشرة في الأغواط، كلها معالم تروي المراحل التاريخية التي مرت بها المنطقة من حروب وصراعات داخلية، لكن بفضل تمسّك سكانها بالدين الإسلامي الحنيف، فإن ذلك لم يؤثر على عقيدة السكان. 

من أهم المساجد العتيقة بالأغواط، يطل علينا المسجد العتيق، ليدل على مراحل عاشتها المدينة، فشكّل البناء بالمدينة الصغيرة ذات الأزقة الأخطبوطية لا زال حاضرا، علما أن لكل مرحلة ذوق، وكل المراحل جميلة تتكامل معاً في ظل الحضارة الإسلامية، والمسجد العتيق هو أقدم معلم باقي بمدينة الأغواط على الإطلاق، يعود بناؤه، حسب الروايات الشفوية المتداولة، إلى تأسيس المدينة، أي إلى القرن الخامس هجري، (الحادي عشر للميلاد)، وحسب عمارة وتخطيط المسجد وشكله الهندسي، نجد العمق فيه أكبر من الطول، وهذا من خصائص المساجد المغربية المشيدة في القرنين التاسع والعاشر ميلادي، فالأرجح أنه بني قبل القرن 15م بكثير، ويحظى المسجد باهتمام كبير من طرف سكان المدينة، بصفته الجامع الذي تردد إليه الكثير من الأعلام، أمثال سيدي الحاج عيسى والرحالة الناصري ومؤسس الطريقة التجانية سيدي احمد التجاني، والشيخ امبارك الميلي، ومدرسته القرآنية التي تخرج منها العديد من الأئمة.