"الثائرون" بمسرح "بشطارزي"

تراجيديا البطل أرزقي أولبشير

تراجيديا البطل أرزقي أولبشير
  • 329
دليلة مالك دليلة مالك

استقبل المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، أوّل أمس، العرض المسرحي "الثائرون" للمخرج كريم بودشيش، الذي أنتجه مسرح قسنطينة الجهوي "محمد الطاهر فرقاني"، ضمن إحياء الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية. وهو عمل فني، يجسّد قصة المناضل أرزقي أولبشير؛ من أجل الشرف، والوطن في منطقة عزازقة بتيزي وزو.

كتب نصّ المسرحية جلال خشّاب في سياق درامي تاريخي مفعم بحماس القبائل؛ لطرد المحتل الفرنسي، والمتمثلة في شخصية " أرزقي أولبشير" (أدى الدور أسامة بودشيش)، وحكمة "ثاجماعت" المتجلية في جماعة القرية المتواجدة في أعالي عزازقة، وبينهم قصص تعكس الأخوة والحبّ، والشجاعة والشرف.

ويقود أرزقي أولبشير مقاومة على مستوى منطقته في جبال القبائل، أربك بها العدو، وأخلط أوراقه بفضل ذكائه، وسرعة بديهته، لكن سرعان ما أسقطه جيش المحتل في معركته الأخيرة. ثم يمر على محاكمة غير عادلة، ليُحكم ضدّه بالإعدام.

ويوضّح العمل المسرحي خلفية بداية المقاومة في المنطقة، من علي والد أرزقي، الذي غرس في ابنه مبادئ الشهامة والحكمة، والذي، بدوره، طوّرها ليصبح مقاوما فذا يواجه المستعمر الفرنسي وجها لوجه؛ الأمر الذي جعله يصعد الجبل، وعاش بعيدا عن أسرته. وزوجته "تسعديت" (أدّت الدور نجلاء طارني) التي اعتُقلت. وعانى من فراق ابنه الذي أخذه المحتل الغاشم، وهو الرضيع الذي لم يفطم بعد، لكن هذا واقع يعكس همج المستعمر، وغطرسته الفجّة.

واتّسعت الخشبة لـ25 ممثلا، أدوا دورهم بشكل مقبول. ويُرتقب أن تكون أكثر سلاسة بعد تقديم عروض أخرى.

ولوحظ استعمال اسم أرزقي أولبشير بنطق خاطئ في كثير من المرات، ولا سيما من الراوي (أدى الدور محمد الطاهر زاوي). 

وعن النص، هناك لُبس في قضية كيفية إعدام أرزقي أولبشير، سنة 1895، تقول القصة إنّه أُعدم شنقا، بينما ظهر على الخشبة محكوما عليه بالمقصلة. والمعروف تاريخيا أنّ أحمد زبانة هو أوّل شهيد أُعدم بالمقصلة.

ومن ناحية السينوغرافيا التي اشتغل عليها بوخاري حبال، فقد كانت جميلة، ووظيفية خاصة. وتميّز العرض بأزياء بديعة، تعكس الزمن، ومكان الأحداث. وعكست، بحق، إتقان السينوغرافي واجتهاده لتقديم لوحات بصرية مدهشة.

ومن ناحية العمل وقصته، فقد تَعثّر في النهايات المتكرّرة، والخطابية المباشرة التي شابت العرض في الربع ساعة الأخير منه، دون إنكار مشاهد لامست القلب ودمع العين معاً، لا سيما عند اعتقال أرزقي أولبشير، وعند لقائه زوجته في المعتقل، ومشاهد كثيرة.