المهرجان الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة

تسليط الضوء على أدب الطفل والتحديات الرقمية الراهنة

تسليط الضوء على أدب الطفل والتحديات الرقمية الراهنة
  • 88
م. ص م. ص

شكل موضوع "واقع أدب الطفل والتحديات التي تواجهه، في ظل الانتشار الواسع للوسائط الرقمية، والأخطار المحدقة بهذه الفئة في الوقت الراهن"، محور لقاء نظم بورقلة في إطار الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر، التي انطلقت فعاليتها، أول أمس، بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "المجاهد محمد التجاني".

في هذا الصدد، أبرز مدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة والفنون، التجاني تامة، في مداخلته خلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور شخصيات ثقافية وأدبية ومهتمين بأدب الطفل، الأهمية التي توليها الدولة لأدب الطفل والجهود المبذولة من طرف مختلف المؤسسات والهيئات والمراكز، لرعاية الطفل وحماية حقوقه. مؤكدا أن السلطات العمومية تسهر على إعداد برامج تربوية وثقافية ونشاطات ترفيهية متنوعة، تتماشى مع التطورات العلمية الراهنة، والتي تتميز بالخصوص بالانتشار الهائل للمعلومات عبر فضاءات افتراضية، تتحكم فيها مؤسسات عالمية، لاستقطاب هذه الشريحة التي تشكل النواة الأساسية للمجتمعات.
من جهته، تحدث الأستاذ عبده محمد زكي الزراع (جمهورية مصر العربية) في مداخلة حول "أدب الطفل الفلسطيني من الانتفاضة إلى الحرب"، عن التضحيات التي يقدمها الطفل الفلسطيني في قطاع غزة، ومساهمته في انبعاث أدب المقاومة، ونشر العديد من المؤلفات الأدبية والشعرية التي تشيد بتضحيات الطفل الفلسطيني، ومقاومته الشديدة للكيان الصهيوني.

بدوره، دعا الدكتور رضا الأبيض (جامعة قابس بتونس) إلى إعادة النظر في برامج الكتب الموجهة لشريحة الأطفال في الدول العربية، التي لم تعد تستقطبهم، ما يتعين، كما قال، مواكبة العصرنة، من خلال اعتماد تصاميم جمالية تؤثر على الطفل، كالكتب المصورة الصغيرة الورقية، والرقمية وإخراج منتوج يرغب الأطفال في الاطلاع عليه.وبرمجت ضمن أشغال هذا الحدث الثقافي الخاص بأدب وثقافة الطفل، في عصر الوسائط الرقمية، تحت شعار "نكتب للأطفال من أجل بناء المستقبل"، عدة مداخلات لأدباء وشعراء من داخل الوطن وخارجه، يتناولون فيها عدة محاور، من ضمنها "مخاطر الأنترنت على أدب وثقافة الطفل" و"إشكالية النص القصصي الموجه للطفل بصفته خطابا مركبا"، وكذا "البيئة الرقمية: ميزاتها وتأثيرها في تشكيل الهوية الثقافية للطفل العربي’’ وكذا ‘’دور القصة في إثراء التعلم والفهم عند تلاميذ المرحلة الابتدائية، واستغلال الذكاء الاصطناعي في أدب الأطفال بين الواقع والمآلات"، مثلما أوضح محافظ المهرجان العيد جلولي.

وما يميز هذه الطبعة السادسة من المهرجان، استحداث مسابقة المهرجان في كتابة القصص الموجهة للأطفال، والتي كانت إحدى توصيات المشاركين في الطبعة السابقة، بهدف تشجيع روح الإبداع الأدبي لدى الناشئة، وتحفيزهم على الكتابة.وتشهد هذه التظاهرة الثقافية التي تحتضنها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "المجاهد محمد تجاني"، ودار الثقافة "مفدي زكريا" بورقلة، على مدار أربعة أيام، مشاركة ثلة من الأدباء والشعراء، وتنشيط العديد من الورشات والأنشطة الثقافية، على غرار ورشات القراءة والمطالعة وكتابة الشعر وتقديم عروض مسرحية، بالإضافة إلى أمسيات شعرية. وسيتم كذلك ضمن فعاليات المهرجان، تنظيم معرض دولي للكتاب، تحت شعار "بالعلم نرتقي وبالكتاب نسمو"، بمشاركة 70 دار نشر، تمثل العديد من ولايات الوطن، بمبادرة من وزارة الثقافة والفنون عبر الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي.