خطأ في الترجمة يوتّر مهرجان الشعر العربي الفصيح

تسمية "الكلاسيكي" تثير مشكلا بين الشعراء الجزائريين

تسمية "الكلاسيكي" تثير مشكلا بين الشعراء الجزائريين
  • القراءات: 767
دليلة مالك دليلة مالك
ترتب عن خطإ في ترجمة تسمية مهرجان الشعر العربي، المرتقب ببسكرة، ضجة وسط عدد كبير من الشعراء الجزائريين، ذلك أنّ الوزارة الوصية أطلقت عليه اسم "مهرجان الشعر الكلاسيكي"، والأصح أن يسمى بـ"مهرجان الشعر العربي الفصيح"، وتعرّض المنظّمون لموجة من الانتقادات سبقت انطلاق المهرجان المزمع تنظيمه من 16 إلى 23 فيفري الجاري، وهناك من الشعراء من اعتذر عن حضور الطبعة الأولى للتظاهرة الدولية.

رابح ظريف: المهرجان تصفية لحسابات قديمة
نبّه الشاعر رابح ظريف لـ«المساء" إلى أنّه لا توجد لديه أيّ رغبة في حضور هذا المهرجان، حتى لا يفهم أنّ موقفه ناتج عن عدم دعوته، إذ حتى لو وجّهت له دعوة فإنّه سيعتذر عن الحضور والمشاركة لعدّة أسباب، من بينها موقفه الذي أعلن عنه منذ أكثر من 7 سنوات والمتعلق بمقاطعة كلّ مهرجان شعري لا يخصّص مبلغا ماليا محترما للشعراء المشاركين، وثانيا لأنّ تسمية المهرجان "الكلاسيكي" تقصي كثيرا من الحساسيات الشعرية الجزائرية والعربية.
من ناحية أخرى، أبدى الشاعر تحفّظه عن السرية والتكتّم الذي رافق التحضير للمهرجان، حيث كان يمكن أن يكون حدثا ثقافيا كبيرا تستقبله وسائل الإعلام والساحة الثقافية بالنقاش والاهتمام، إذ لم يسمع بالمهرجان إلاّ بداية شهر فيفري، وبلغه أنّ القائمين عليه يستغلون الفرصة لتصفية حسابات قديمة مع عدد من الشعراء، وأضاف قائلا "مع احترامي للأسماء المشاركة فإنّ المبلغ المالي الكبير الذي خصّص للمهرجان لن يكون في مستوى تطلّعات الدولة ولا الوزارة الوصية، لأنه سيكون فرصة كبيرة لتصفية حسابات ثقافية وسياسية قديمة لا غير".

ميلود خيزار: إهانة للتجربة الشعرية الجزائرية
وتساءل الشاعر ميلود خيزار على حائط حسابه الشخصي بالفايسبوك، هل ينجح "أحمد دلباني وجماعته" في إهانة الشّعر والشّعراء الجزائريّين ؟ (أحمد دلباني شاعر وعضو تنظيم المهرجان). 
وكتب "هكذا وتحت مسمّى (الشّعر الكلاسيكي) تختصر التجربة الشعرية الجزائريّة بكلّ أطيافها ومرجعياتها في مسمّى ليس من الموضوعية العلمية أن يوصف بها أصلا عدا أنّها تخفي إهانة كبيرة لهذه التّجربة".
وتابع "هكذا يتم رفع رأي شخص كدلباني.. إلى درجة حكم على تجربة غنية ومتنوعة وثريّة ويتمّ تبني هذا الرأي الإلغائي والمتسرّع وغير الناضج، ويتمّ توريط وزارة كاملة في حكم هو بعبارة بسيطة إهانة كبيرة للشعر الجزائري، هل تعلم الوزارة في أيّ مشكلة كبيرة أوقعتها مغامرة وصف مهرجان دولي للشّعر بتكلفة 3 ملايير بالكلاسيكي؟".

عاشور فني: سؤال عن الرؤية الثقافية
وكتب الشاعر عاشور فني مقالا على حسابه الخاص بالفايسبوك، حيث تفاجأ من تسمية المهرجان الدولي للشعر العربي الكلاسيكي ببسكرة، وقال "هل يعقل أن يكون مهرجان للشعر (الكلاسيكي) بالجزائر بعد خمسين سنة من الاستقلال؟ وأوضح أنّ هذه التسمية تعكس رؤية ثقافية والشعر واللغة العربية.
فتسمية "كلاسيكي" هي مقابل تسمية "شعبي" باعتبار أنّ هناك مهرجانا للشعر الملحون، فهؤلاء الذين صمّموا المهرجانات يصدرون عن رؤى خاصة بهم للغة العربية معتبرين إياها لغة كلاسيكية "كاللاتينية" وأن شعراءها هم شعراء "كلاسيك".
وأضاف الشاعر أنه "على أساس هذه الرؤية وضعوا التسمية لمهرجان الشعر العربي في الجزائر، لم يكلفوا أنفسهم استشارة الشعراء والمثقفين بل وضعوها حسب رؤاهم، فهل يجهلون "الرؤى" الثقافية المتداولة؟ أم يجهلون أسماء المثقفين الذين يمكن أن يستشيروهم؟ لا أظن ذلك، بل هو اختيار واع ومقصود.
وأضاف أنّ تسمية كلاسيكي تضع بين قوسين تجربة أجيال من المبدعين الحداثيين ومنهم من قضى خلال العشرية السوداء، تسمية تضع الطموح الحداثي كله خارج اهتمام المهرجان.

شرف الدّين شكري: المنتقدون رجعيون لا يمتلكون رؤية حداثية
من جهته، أكّد الشاعر شرف الدين شكري وهو أحد منظّمي التظاهرة في اتصال هاتفي مع "المساء" أنّه تمّ تعديل التسمية التي كانت خاطئة منذ البداية، وتمّ تدارك الأمر الذي نبع من سوء ترجمة، تسبّبت فيها الوزارة الوصية التي أوكلت الأمر لإداري مُفرنس، وجاء تعديل التّسمية بعدما اشتعل فتيل حرب كبيرة بين العديد من الأدباء، منهم المشاركون، ومنهم غير المشاركين الذين تحدّثوا عن "أزمة"، بسبب غيرة غير معرفية، ادّعت أنّ كلمة كلاسيكية، لا تمت بصلة للحداثة، رغم أنهم لم يشتغلوا بحقل الحداثة قطعًا، بل هم رجعيون في الأساس، ولا يمتلكون أي رؤية حداثيّة.
وأضاف المتحدث "أنّ أغلب من أشعلوا فتيل المشكل العابر، هم أناس بلا قيمة أدبية في حقيقة الأمر، ذهب بعضهم، إلى اتهامنا باقتسام كعكة حفل لم يبدأ بعد، وهم أعلم النّاس بنزاهتنا، فعلوا ذلك لأنّ أنفسهم المريضة، اعتادت هي ذاتها على اقتسام ريع الثّقافة، أنفسهم المريضة هي التي جعلتهم يفكّرون على هذا الأساس".
وجزم المتحدث أنّ المهرجان سينجح، لأنّ وراءه إرادات تعمل بصدق وإخلاص، دون أن تفكّر في سرقة فواتير الأكل وبطاقات الأسفار والتنقل، والمشاركة في مقاولات الاحتيال التي اعتادت على التخطيط لسرقة أموال الوزارة.
ويأمل شكري أن تعطي التظاهرة بقدر إمكانها، كي تكون هذه الطبعة الأولى خير بداية، رغم بدايتها العاصفة، وقال "سننجح لأنّ ورشات العمل ستعمل بجدّ، من أجل تأسيس رؤية شعرية عربية بانورامية تلتقي في مدينة معروف عنها أنّ الخطاب الأدبي فيها يؤسّس بكلّ عمق، والمهرجان سينجح في بسكرة كما لا يمكن له أن يحدث في مدينة أخرى غيرها".