"تلاقي" يجمع 20 فنانا من بينهم 8 محامين

تشابكَ الفن بالقانون فأنتجا إبداعا متميّزا

تشابكَ الفن بالقانون فأنتجا إبداعا متميّزا
  • 827
 لطيفة داريب لطيفة داريب

ضمن تظاهرة "تلاقي" وتحت شعار "تقاطع العقول القانونية والأرواح الفنية"، يُنظَّم بمقر وكالة "بي رولاسيون" بحسين داي في الجزائر العاصمة، معرض فني تشكيلي يشارك فيه عشرون فنانا، من بينهم ثمانية محامين.
تُعدّ تظاهرة "تلاقي" حدثا فريدا من نوعه من حيث جمعه بين فنانين من مختلف المدارس الفنية ومحامين وجدوا في الرسم ومشاربه ملاذا ينجيهم ولو لوقت قصير من عالمهم المهني الصعب، الذي تملأه، في الغالب، حكايا رهيبة، وأخرى حزينة.
وتضمّ هذه الفعالية علاوة على هذا المعرض، لقاءات أدبية وأخرى قانونية، وكذا معرضا لإصدارات دار النشر "القبية" ، وأمسيات شعرية. كما يتم عبرها تسليط الضوء على الآليات القانونية اللازمة لحماية الفن والفنانين في  الجزائر، وهذا إلى غاية الخميس المقبل.
أما المعرض التشكيلي فيشارك فيه 20 فنانا من بينهم ثمانية محامين من مختلف مناطق الوطن؛ مثل الجزائر العاصمة، والبليدة، وتبسة وسطيف؛ إذ يقدّم كل مشارك عدة أعمال تعبّر عن أسلوبه الفني، والمواضيع التي يستلهم منها لاستخراج مكنوناته الإبداعية.
وتم تنظيم المعرض من طرف الفنانة والمحامية نور اليقين طيب الزغيمي، التي صرحت للصحافة بأنها بعد مشاركتها في منتدى المحامين الدوليين الذي احتضنته الجزائر بمجموعة من الأعمال الفنية، تلقت تشجيعا من زملائها لتنظيم معرض جماعي لمحامين فنانين، وكذا لنشاطات فنية وأدبية مختلفة.
ويشارك في هذا المعرض الفنان المرموق والأستاذ بالمدرسة العليا للفنون الجميلة كريم سرقيوة، من خلال عرضه ثلاث لوحات، من بينها لوحة "وضعيات متعدّدة" ، وهي لوحة جديدة أنجزها هذه السنة، رسم فيها هيئات لا ندري إن كانت أمامنا أم تدير ظهرها عنا. كما استعمل اللون الأزرق بغزارة، وأضفى عليه بعضا من اللونين الأبيض والرمادي.
ومن جهتها، تعرض المحامية أمينة نايلة شيران، ثلاث لوحات؛ مثل لوحتها عن الطبيعة الصامتة، التي اختارت أن ترسم فيها فاكهة العنب، بينما رسمت المحامية أسماء محلبي الملقبة بـ"أسماء توليبة"، لوحة بخلفية زرقاء، تتوسّطها الآية الكريمة "وجعلنا بينكم مودّة ورحمة" . أما اللوحة الثانية فكتبت فيها آية: "يس والقرآن الحكيم" . وقد جاءت الخلفية سوداء؛ حتى تُظهر اللون الذهبي الذي كتبت به هذه الآية الكريمة.
وبأسلوب مختلف تماما عن اللوحتين الأولى والثانية، رسمت أسماء لوحة لامرأة تحمل السيف بيد، وميزان العدل باليد الأخرى؛ رمز للمرأة المحامية التي تدافع عن العدل بقوّة القانون.
ودائما مع المحامين الفنانين وهذه المرة مع المحامي رمزي سليم، الذي يشارك بأربع لوحات أعطى فيهن الصدارة للمرأة، فرسم في لوحة امرأة يظهر أنّها متعبة، بينما في لوحة ثانية رسم حبّ الأم لابنتها من خلال احتضانهما بعضهما البعض والفرحة بادية على محياهما. ونفس الموضوع نجده في لوحته الثالثة.
وضمّ المعرض تحفا من الصناعة التقليدية للفنانة الحرفية ناريمان سادات شرفاوي، في شكل أبواب صغيرة مزخرفة، ولوحات صغيرة جدا، وصناديق مجوهرات، وحتى لوحات كبيرة أنجزتها بأسلوب الفن التجريدي، وهو نفس الأسلوب الذي اعتمدته الفنانة نور اليقين طيب الزغيمي.
وبالمقابل، تعرض الفنانة سارة صدقاوي أعمالها المتميّزة؛ مثل صورة امرأة زيّنت لباسها بقطع من قماش مزركش، ووضعت على أذنيها حليا.
أما العمل الفني المجاور للصورة، فجاء معبّر جدا، ومن توقيع الفنان المحامي شربال سيف الإسلام، الذي ألبس كرسيا العلم الفلسطيني، ووضع في قلبه كفنا يضم رؤوس دمى أطفال؛ رمزا لضحايا العدوان الصهيوني على أطفال فلسطين.
ويشارك سيف الإسلام أيضا بلوحة لوّنها بالرملي الرطب؛ وكأنّه زوبعة من الرمال، وسطها رجل يرتدي اللباس الصحراوي.