واصلوا مسيرتهم الفنية في الخارج
تشكيليون جزائريون يستذكرون فترة تكوينهم
- 318
تحدّث فنانون تشكيليون جزائريون مقيمون بالخارج، بكلّ حنين، عن فترة تكوينهم في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر، خلال استضافتهم في الطبعة الثامنة للمهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، الذي اختُتمت فعالياته مؤخرا.
عرفت الطبعة الثامنة للمهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، تنظيم عدّة نشاطات، من بينها منتدى دولي حول الفن المعاصر، نشّطته أسماء جزائرية وأجنبية بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، تناولت فيه عدّة مواضيع تتعلق بموضوع الطبعة، التي نُظمت تحت شعار "من أجل إرث جديد" ، واختيرت فيها فلسطين، ضيفة شرف.
وفي هذا السياق، تحدّث الفنان يزيد أولاب عن فترة تكوينه في المدرسة العليا للفنون الجميلة التي دامت ست سنوات، وشملت عدة تخصّصات؛ مثل الرسم، والنحت، والخط العربي، ثم مغادرته الجزائر نحو مرسيليا عام 1988، والتحاقه بالمدرسة العليا للفنون والديزاين. كما أشار إلى انجذابه للعمل اليدوي في تخصّصه النحت؛ حيث استعمل المسمار، والأسلاك، وأدوات أخرى في صنع تحفه. وتطرّق لمحاولة مزجه بين عالم والده الميكانيكي، وعالم والدته المثقفة، وانعكاس ذلك على منحوتاته.
أما الفنانة أمينة زبير فقد عادت إلى طفولتها التي قضت جزءا منها في المدرسة العليا للفنون الجميلة؛ باعتبار أنّ والدها هلال زبير، كان مدرّسا فيها، فقالت إنّها حاولت بعد التحاقها بالمدرسة، أن تجد طريقها الفني بعيدا عن مسار والدها. وبعد انتهاء مسارها الأكاديمي بالجزائر تخصّص ديزاين غرافيك، واصلت دراستها بجامعة باريس 8، لتبدأ رحلتها في البحث عن أسلوبها الفني الذي ربطته بتاريخ الجزائر القديم، وبأهمية أن يعرف الفنان نفسه، ومن ثم يتعرّف على الفنانين الآخرين؛ بغية تبادل المعرفة والخبرات. وأضافت أنّها حينما درست في باريس واجهت طرقا مختلفة في التفكير، فشرعت في البحث عن تاريخ بلدها. وقامت بنقل صور عن الجزائر في فترة الاستعمار، إلى منحوتاتها، علاوة على نحت حكم لفرانس فانون وكاتب ياسين وإيمي سيزار؛ بغية التفتّح على الآخر أيضا.
من جهته، تطرق الفنان المقيم بألمانيا، إدريس وضاحي، لمسيرته الفنية بعد أن تلقّى تكوينا في الهندسة، ثم درس بالمدرسة العليا للفنون الجميلة في الفترة الممتدة من 1984 إلى1987، وتحديدا في ورشة الفنان الراحل مسلي، ثم بأكاديمية الفنون الجميلة بدوسلدورف بألمانيا. وقال إنّه بدأ في رسم المناظر الطبيعية المتعلقة بصحراء الجزائر في ألمانيا بعيدا عن الأسلوب الفني المتّبع في ذلك البلد والمتعلّق بالميتافيزيقا والتعبيرية، لينتقل إلى رسم المناظر العمرانية في ضواحي فرنسا بعد اكتشافه لها حينما زار عائلته هناك.
وانتقل إدريس إلى رسم السياج خلال معرضه بسان فرانسيسكو، الذي لقي نجاحا كبيرا، ثم رسم الأنفاق. لكنّه توقّف عن ذلك، ويفكّر الآن في مشروع جديد.
في حين أشار الفنان طارق مسلي المقيم بألمانيا أيضا، إلى التحاقه بورشة الفنان مارتيناز، حينما كان يدرس في المدرسة العليا للفنون الجميلة، رافضا أن يكون في ورشة والده الفنان الكبير شكري مسلي، ليطرح سؤالا على الجمهور: "هل الفن محصور في اللوحة، أم يمكن تجاوز إطارها؟ ". كما تساءل مسلي مجددا: "ما هي حدود كل عمل فني؟" ، مضيفا أنّه أنجز فيلما حول كيفية صناعة فيلم من طرف رسام وليس من خلال مخرج. كما كشف عن اهتمامه بإضفاء النور على أعماله الفنية، والبحث عن نظرة ولمسة الجمهور لها، مؤكّدا حمله إرث الفن التشكيلي.
وبالمقابل، تحدّث الفنان سليم لكواغط الذي درس الفنون الجميلة بقسنطينة ثم بمدرستين للفنون الجميلة بفرنسا، عن استعماله رمز الألف في لوحاته، ثم في أعمدة؛ من خلال معارضه في الفن التركيبي. وقد زيّنها بألوان مختلفة، تذكّره بزريبة عائلته. وأشار الفنان إلى توقّفه عن الرسم لفترة، ليعود إليه بعد اكتشافه رمز الألف، ومن ثم قرّر أن تكون لوحاته على شكل مربع، قبل أن ينبهر بجمال وسط الدار ببيوت القصبة، المصنوع على شكل مربّع.