رواق "باية" بقصر الثقافة "مفدي زكريا"
تشكيليون يحيون الذكرى 62 لاسترجاع السيادة
- 731
عدد كبير من اللوحات منجزة بمختلف التقنيات والأساليب الفنية، تعرض حاليا برواق "باية"، في قصر الثقافة "مفدي زكريا" في الجزائر العاصمة، من توقيع فنانين خريجي مدارس الفنون الجميلة وعصاميين، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الثانية والستين لاسترجاع السيادة الوطنية.
تعرض مجموعة لوحات في رواق "باية"، رُسمت بتقنية الفن التجريدي، وأخرى بتقنية شبه تجريدي، وثالثة بالفن التصويري، وأخرى مرسومة بأسلوب الفن المائي، وغيرها أنجزت بالزجاج، وبعضها اعتُمد فيها على الأسلوب الانطباعي، تشهد جميعا على قدرة التشكيليين الجزائريين على التعبير عن مكنوناتهم، وكل ما يحيط بهم، وكذا عن مخيلتهم بشكل جميل وعميق ومتنوع.
تشارك الفنانة شفيقة فغير في هذا المعرض بثماني لوحات، عبرت فيها عن الزمن ومآله على البشر والبنيان، مثل اللوحة التي رسمت فيها بأسلوب شبه تجريدي، جامع "كتشاوة"، في حين رسمت بالأسلوب التجريدي المحض "القصبة" بين الماضي والحاضر، وبنفس الأسلوب رسمت لوحة ثالثة عن أبواب المحروسة بشكل هندسي متقن، كما رسمت لوحتين عن فلسطين، مساندة منها للقضية الفلسطينية، عنونت واحدة منهما بـ"كن فيكون".
فنان الرمز، مجيد قمرود حاضر أيضا في المعرض، من خلال عدة لوحات، مزج في بضعها بين الحرف العربي والرمز الأمازيغي، في وسط ملون بشكل زاه. إذ يُعرف عنه استعماله للألوان التي تضفي بهاء ونعومة على مواضيع اللوحات. عكسه تماما، اعتمد الفنان سيف الدين شرايطية على اللون الأسود في ثلاث لوحاته، في حين غلب اللون الأبيض على اللوحتين المتبقيتين.
من جهته، يشارك رسام الكاريكاتور عبد الباقي بوخالفة بعدة رسومات حول غزة والجزائر، من بينها رسمة عن قلب منفطر وفي وسطه كلمة "غزة"، ولوحة أخرى أجرى فيها مقارنة بين مجازر 8 ماي 1945، التي مست الجزائر، ومجازر غزة وخان يونس ورفح في 8 ماي 2024، أما اللوحة الثالثة، فرسم فيها مجموعة أحذية تغزوها الدماء في شكل كلمة "1 جوان" أي عيد الطفولة الذي عاشه أطفال فلسطين بالدم.
ودائما مع موضوع الثورة التحريرية العظيمة، رسم الفنان محمد لعبيدي لوحات بالقلم، وضع فيها العلم الجزائري في الصدارة. أما الفنان سليم ركاح، فيعرض ست لوحات، أبرز في معظمها تأثير وسائط التواصل الاجتماعي الرهيب على شبابنا، مثل اللوحة التي رسم فيها بتقنية الأكريليك، شابتين مشغولتين بهواتفهما النقالة. أيضا رسم لوحة عن امرأتين تتناقلان الحديث. بينما يعرض الفنان نصر الدين داودي مجموعة من اللوحات الجديدة، وأخرى قديمة في هذه الفعالية، من بينها لوحة رسمها مستلهما من لوحة لفنان مستشرق حول عملية اصطياد الأسود، أما لوحة "القناع" فرسم فيها قناعين، واحد في الواجهة، والثاني ينظر على جنب، بينما رسم الأمومة في لوحة ثالثة بشكل شبه تجريدي جميل فعلا.
كما تشارك الفنانة مريم شعوان بأكثر من لوحة في هذه الفعالية، غلب عليها اللون الرمادي، ورسمت فيها محطات من الحياة اليومية. بينما اعتمدت الفنانة آسيا ياحي على الفن التجريدي المحض في لوحاتها، التي تضاربت ألوانها. ودائما مع التجريدي، يشارك الفنان طاهر هدهود بلوحتين رسمهما بشكل ساحر.
بالمقابل، استعمل الفنان طاهر تازورت شظايا من الزجاج، لتحديد وجوه شخصيات لوحاته. ودائما مع الزجاج، تعرض الفنانة آسيا بولحبال لوحات عن نساء يرتدين اللباس التقليدي، وفي لوحتين اختارت أن يكون موضوعهما الأسماك.
بأسلوب انطباعي، يعرض الفنان اسماعيل أوشان لوحاته، مثل اللوحة التي رسم فيها هيئة شبح أسود انبعث من جراحه المخضبة بالدماء، يحاول أن يهجم على أعدائه، أم على من يعتقد أنهم سبب أوجاعه.
في إطار آخر، يعرض الفنان نبيل رحمون، بورتريهات، مثل بورتريه للفنان عثمان عريوات، وكذا لوحة عن رجل يضع قماشا على رأسه ويحمل جمجة بيده، يبدو عليه الوهن الشديد. ومع البورتريهات كذلك، نجد لوحات الفنان فؤاد بلاع، مثل اللوحة التي رسم فيها شابا يشرب العصير وآخر يبتسم. بالإضافة إلى لوحات أخرى للفنانين جساس مسعود وسي عبد الرحمان سعاد وعميروش مقداد وأمال كاميليا حميدو.