"الألفية الثالثة" تختم موسمها

تكريم آكلي يحياتن الفنان والمجاهد

تكريم آكلي يحياتن الفنان والمجاهد
  • 622

اختارت الجمعية الفنية الألفية الثالثة، أن تكرم الفنان آكلي يحياتن لتختم برنامجها لهذا الموسم. وإذ فكرت في هذا المطرب القبائلي الكبير، ليس نظير مساره الفني فقط، بل تمجيدا لنضاله في صفوف جبهة التحرير الوطني إبان الاحتلال الفرنسي، وعرفانا به. والسانحة مواتية، تماما، مع احتفالات الجزائر بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية. جرى حفل التكريم مساء أول أمس، بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، بحضور جمهور كبير من عشاقه، وأسماء بارزة في الساحة الفنية، بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وضرب رئيس الجمعية الفنية "الألفية الثالثة" سيد علي بن سالم، موعدا مع موسم جديد، يرتقب أن يكون شهر أكتوبر المقبل.

واستُقبل الفنان القبائلي صاحب تسع وثمانين عاما، بالزغاريد والتصفيقات وأنغام إيضبالن، بما يليق بمقام أحد أعمدة الفن الجزائري، الذي دأب من خلال الأغنية، على إسماع صوت الجزائر خلال أحلك الظروف التي مرت بها، لا سيما في الفترة الاستعمارية. آكلي يحياتن من مواليد سنة 1933 في آيت منداس بوغني (تيزي وزو). نفي، إبان الاستعمار، إلى فرنسا، حيث اشتغل في العديد من المهن قبل أن يتعرف، لاحقا، على بعض نجوم عصره آنذاك من ملحنين ومطربين، على غرار سليمان عازم، وزروقي علاوة، والشيخ الحسناوي، وغيرهم ممن صقلوا لديه موهبة الغناء. كما لم يكتف الفنان آكلي يحياتن بفنه، بل كان مجاهدا أيضا، تم اعتقاله مرات كثيرة من طرف السلطات الفرنسية، بتهمة المشاركة في جمع التبرعات لجبهة التحرير. 

وأصدر عازف العود والمندولين العديد من الأغاني التي جعلته أحد أشهر فناني تلك الفترة، ولاتزال تأسر قلوب معجبيه إلى يومنا هذا، على غرار "آخام" (البيت)، والتي ترجمت للإسبانية، إضافة إلى رائعة "المنفي" التي تعتبر من الأغاني الخالدة في التراث الجزائري، وهي أغنية تروي معاناة المهاجرين الجزائريين، والمهجرين قسرا إلى كاليدونيا الجديدة، حيث قام بتأديتها جملة من الفنانين، مثل الثلاثي فضيل وخالد ورشيد طه، إلى جانب الفنان اللبناني علاء زلزلي. وشهد حفل تكريم الفنان الذي تقلد سنة 2017 وسام الاستحقاق الوطني من مصف "عشير"، حضور عدد من الفنانين على شاكلة مطربة الحوزي والعاصمي السيدة نادية بن يوسف، ومطرب الشعبي رضا دوماز، والحسناوي أمشطوح، وغيرهم، ممن أبوا إلا أن يكرموا فنانا ومجاهدا وهب فنه وحياته لوطنه.