"رياس البحر" يحتفي باليوم العالمي للشعر

تكريم المتوّجين في معجم البابطين

تكريم المتوّجين في معجم البابطين
  • القراءات: 823
مريم. ن مريم. ن
نظّم مركز الفنون والثقافة أوّل أمس بقصر "رياس البحر"، بالتعاون مع اتحاد الكتّاب، لقاء لتكريم الشعراء الجزائريين الذين وردت أسماؤهم في معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، ووقّعوا حضورهم بالمناسبة بقراءات شعرية متنوّعة مناوبة مع شعراء آخرين جاؤوا لتهنئتهم.
أقيمت الاحتفالية أيضا إحياء لليوم العالمي للشعر وكانت تحت شعار "احتفالية جزائر الإبداع والتألّق"، وقد افتتحها المستشار الثقافي لمركز الفنون والثقافة بقصر "رياس البحر" الأستاذ جمال سعداوي ليعلن فيها تنصيب منصة الشعر التي تحتضن أسماء حملت اسم الجزائر إلى الأصقاع العربية، مجدّدا أهمية رمزية يوم الشعر التي تسكت فيه كلّ الأصوات ما عدا صوت الشعراء المتكلّمين بالقافية الذين يقتحمون الفضاءات المجهولة ليقولوا ما يشاءون وليشاركوا من جاءهم الفرحة.
تدخّل أيضا الأستاذ نور الدين طيبي، نائب رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين الذي أكد أن المتوّجين أضافوا اسم الشاعر الجزائري إلى متن الشعر العربي من خلال إنجاز رائد خاص متمثّل في معجم الشعر العربي، مشيرا إلى أنّ نفس الاحتفالية بالمتوّجين تشهدها ولايتي بسكرة وسكيكدة التي شرّف أبناؤها هذا المعجم.
استغل المتحدّث المناسبة لتحية وتثمين جهود مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للشعر العربي خاصة فيما يتعلّق بجمع والبحث عن نصوص وأعلام الشعراء العرب وهي - كما أكّد - متواصلة باستمرار مع اتحاد الكتّاب الجزائريين باعتباره شريكا لها في القطر الجزائري.
انطلقت بعدها القراءات الشعرية التي استهلها الشاعر نذير بوصبع، وفضّل القراءة مباشرة دون مقدّمات ليقدّم "رحلة إنسان من عدم"، ثمّ تقدّم شاعر الزيبان عمر عاشور الذي أكّد أنّه لم يقف على منصة منذ 5 سنوات لينطلق في قراءة "كتبنا بوشاح المداد"، ثم جاء دور الشاعر نصر الدين بن حديد الذي شنّف مسامع الحضور بأجمل القوافي التي يجمع فيها بشكل مدهش كلّ الصور والمعنى لتؤدي نفس الغرض.
الشاعر بشير ضيف الله اختار الارتجال في الأداء ليتغنى بـ"منارة العشق" أي التغني بالبهجة البيضاء وهو نصّ كتبه سنة 2010 وهو على مرمى حجر من قصر "رياس البحر"، واصفا الجزائر بـ"العاصمية البيضاء من غير سوء" ووصفها من الشاطئ أي من كورنيش الكيتاني البديع وصولا إلى أعالي شوارعها منها شارع ديدوش مراد، وقرأ أيضا الشاعر بكاي لخضاري "لديك من الوقت ما ليس يكفي لتشرب قهوتك الباردة" وقرأ أيضا "جدتي الصحراء" التي أهداها لمنطقة تمنراست الشاسعة.
حضر الحفل أيضا بعض الشعراء الشباب من غير المسجلة أسماؤهم في المعجم، ليهنئوا أترابهم المتوّجين ويتمنوا الوصول مثلهم وقد قرأوا هم أيضا كحال الشاعر الشاب رضا بورابعة الذي بدا متمكّنا من لغة القافية خاصة في "دمعة للوطن" و"إلى الفرح".
بعدها تمّ توزيع نسخ المعجم على الشعراء المتوجين وكان في مقدّمتهم الشاعر نذير بوصبع وتمت الإشارة إلى أنه يحوي 9 أجزاء وأغلب الأسماء الجزائرية موجودة في الجزء الثامن والتاسع.
في الأخير، أكّد المشاركون أنّ معجم الشعر العربي لملم شتات القوافي والقلوب والشعراء الجزائريون لم يستنجدوا به ليفتكوا شهادة الاعتراف بقدراتهم لكنهم يعبّرون عن تثمينه كإنجاز عربي رائد متابع لحركة الشعر حتى في الجزائر، بينما بقيت جهات أخرى مقصرة فكلّ عام والغاوون بخير.
للتذكير، فإنّ معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين يعدّ حلقة في سلسلة إصدارات مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وأوّل عمل موسوعي تتولى المؤسسة إنجازه وتأليفه بطريقة ابتكارية لم يسبق إليها أحد، تقوم على الجمع الميداني بواسطة شبكة واسعة من المندوبين، ومن خلال الاتّصال المباشر بالشعراء واستكتابهم لسيرهم الذاتية واختيارهم بأنفسهم نماذجهم الشعرية التي يرونها أفضل ما يمثّل فنهم الشعري.
وضمّ المعجم تراجم ومختارات للشعراء العرب داخل وخارج الوطن العربي، ولم يقتصر جهده على منطقة جغرافية دون أخرى ولم يتدخّل في معلومات السيرة الذاتية، بل ترك للشعراء كتابة سيرهم بأنفسهم واختيار أشعارهم التي تمثّلهم.