بقصر الثقافة ”مالك حداد”
تكريم رواد الأغنية القسنطينية
- 1693
كُرّم مؤخّرا بقصر الثقافة ”مالك حداد” بمدينة قسنطينة، أربعة فنانين من فقيدي الأغنية الكلاسيكية القسنطينية، وهم الشيخ حسونة وأحمد وعبد الكريم بسطانجي والعربي بلعمري، وذلك خلال ”قعدة” تقليدية حميمية.
المبادرة من توقيع دائرة التراث غير المادي والفنون الحية لتظاهرة ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”، وكانت مناسبة، استحضر فيها أصدقاء وأقرباء هؤلاء الفنانين الذاكرة الموسيقية للمدينة من خلال شهادات مؤثرّة حول مسيرة ومساهمة تلك الوجوه المميّزة في الحفاظ على هذا التراث الموسيقي العتيق.
وفي هذا الصدد، أشار ابن الفنان حسونة علي خوجة (1896-1971) الملقب من طرف أقرانه بـ ”الفنان المفكّر”، إلى أنّ الموسيقى كانت بالنسبة لوالده، شغفا كرّس لها كامل حياته بدون أن تكون بالنسبة له مصدر دخل، فقد عمل الشيخ حسونة بمصنع تبغ عائلة بن تشيكو، وبذل جهدا كبيرا من أجل إشباع شغفه بالمالوف والزجل والمديح والاستخبار والقصائد الكلاسيكية.
كما أكّد الموسيقيون الذين عايشوا الفنان، أنّه برع في الدربوكة والناغرات والعود أيضا، كما عمل الشيخ حسونة بدون كلل مع الشيخين قدور درسوني وعبد القادر تومي على المحافظة على الزجل (نوع من التعبير الشعري باللغة العربية الدارجة)، من الزوال؛ من خلال كتابة أغلب القصائد. وتمت الإشارة أيضا إلى أنّ ”الكراس السحري” لحسونة حافظ على جزء من الذاكرة الموسيقية للمدينة خصوصا، والجزائر عموما. ولدى تطرّقه لأحمد بسطانجي (1875-1946)، أكّد السيد محمد العلمي باحث متخصّص في التراث، أنّ الشيخ بسطانجي الذي كان من مريدي الأخوية الحنصالية، نجح، مثل جميع أفراد عائلته، في إدخال بعض الآلات الموسيقية على هذه الأخوية. وكشف هذا الحديث الشيّق المفعم بالحنين، بأنّ أحمد بسطانجي الذي كان عازفا فوق العادة على آلة الكمان، لحّن أيضا قصائد ”العقيقية” للشاعر سيدي سعيد المنداسي، و«الفياشية” التي كُتبت في القرن الـ17 من طرف الشاعر الأسطوري سيدي بهلول شركي.
وأكّد المتحدّثون أنّ الراحل كان ماهرا في العزف على العود؛ لذلك لُقّب بـ ”أستاذ العود العربي بقسنطينة”؛ حيث جعل من فنادق مدينة الجسور المعلقة، تلك العمارات متعددة الوظائف، مكانا لتعلّم الموسيقى الكلاسيكية.
أما عبد الكريم بسطانجي فكان مكوّنا لألمع دفعات عازفي العود في بداية القرن الـ20 بقسنطينة، مثل عبد الكريم بلموفق وموريس إيدري ويعقوب نابت وريمون ليريس، فيما كان كان العربي بلعمري (1893-1966) واسمه الحقيقي عبد الحميد، ينحدر من عائلة مفتين وأئمة، وفضّل الموسيقى على جميع المهن بالرغم من المعارضة الشرسة لأسرته. وذكرت ابنة أخيه بأنّ العربي بلعمري كان يمارس شغفه بالموسيقى بفندق بشطارزي وبأحد مقاهي سوق العصر، حيث أكّد العديد من هواة الموسيقى الذين حضروا تلك السهرة، أنهّ كانت لبلعمري قدرة استثنائية على التعلّم، مكّنته من تخزين جزء كبير من التراث الموسيقي القسنطيني الذي نقله للأجيال الصاعدة للموسيقى في تلك الحقبة.
وتحدّث شهود عن كلّ من قدور درسوني وخوجة بن جلول وحمو فرقاني، على أنهّم من بين تلاميذ سي العربي، كما كان عازفا مميزا على الطار والدربوكة وآلات موسيقية أخرى؛ حيث عمل بلعمري أيضا مع ريمون ليريس وسيلفان غريناسية.
للإشارة، سيتجدّد الموعد مع هذا النوع من القعدات الممتعة والغنية، بالعديد من التوضيحات حول الساحة الموسيقية القسنطينية في نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20 طيلة السنة؛ من خلال تكريم عدد من روّاد الموسيقى الحضرية القسنطينية.
المبادرة من توقيع دائرة التراث غير المادي والفنون الحية لتظاهرة ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”، وكانت مناسبة، استحضر فيها أصدقاء وأقرباء هؤلاء الفنانين الذاكرة الموسيقية للمدينة من خلال شهادات مؤثرّة حول مسيرة ومساهمة تلك الوجوه المميّزة في الحفاظ على هذا التراث الموسيقي العتيق.
وفي هذا الصدد، أشار ابن الفنان حسونة علي خوجة (1896-1971) الملقب من طرف أقرانه بـ ”الفنان المفكّر”، إلى أنّ الموسيقى كانت بالنسبة لوالده، شغفا كرّس لها كامل حياته بدون أن تكون بالنسبة له مصدر دخل، فقد عمل الشيخ حسونة بمصنع تبغ عائلة بن تشيكو، وبذل جهدا كبيرا من أجل إشباع شغفه بالمالوف والزجل والمديح والاستخبار والقصائد الكلاسيكية.
كما أكّد الموسيقيون الذين عايشوا الفنان، أنّه برع في الدربوكة والناغرات والعود أيضا، كما عمل الشيخ حسونة بدون كلل مع الشيخين قدور درسوني وعبد القادر تومي على المحافظة على الزجل (نوع من التعبير الشعري باللغة العربية الدارجة)، من الزوال؛ من خلال كتابة أغلب القصائد. وتمت الإشارة أيضا إلى أنّ ”الكراس السحري” لحسونة حافظ على جزء من الذاكرة الموسيقية للمدينة خصوصا، والجزائر عموما. ولدى تطرّقه لأحمد بسطانجي (1875-1946)، أكّد السيد محمد العلمي باحث متخصّص في التراث، أنّ الشيخ بسطانجي الذي كان من مريدي الأخوية الحنصالية، نجح، مثل جميع أفراد عائلته، في إدخال بعض الآلات الموسيقية على هذه الأخوية. وكشف هذا الحديث الشيّق المفعم بالحنين، بأنّ أحمد بسطانجي الذي كان عازفا فوق العادة على آلة الكمان، لحّن أيضا قصائد ”العقيقية” للشاعر سيدي سعيد المنداسي، و«الفياشية” التي كُتبت في القرن الـ17 من طرف الشاعر الأسطوري سيدي بهلول شركي.
وأكّد المتحدّثون أنّ الراحل كان ماهرا في العزف على العود؛ لذلك لُقّب بـ ”أستاذ العود العربي بقسنطينة”؛ حيث جعل من فنادق مدينة الجسور المعلقة، تلك العمارات متعددة الوظائف، مكانا لتعلّم الموسيقى الكلاسيكية.
أما عبد الكريم بسطانجي فكان مكوّنا لألمع دفعات عازفي العود في بداية القرن الـ20 بقسنطينة، مثل عبد الكريم بلموفق وموريس إيدري ويعقوب نابت وريمون ليريس، فيما كان كان العربي بلعمري (1893-1966) واسمه الحقيقي عبد الحميد، ينحدر من عائلة مفتين وأئمة، وفضّل الموسيقى على جميع المهن بالرغم من المعارضة الشرسة لأسرته. وذكرت ابنة أخيه بأنّ العربي بلعمري كان يمارس شغفه بالموسيقى بفندق بشطارزي وبأحد مقاهي سوق العصر، حيث أكّد العديد من هواة الموسيقى الذين حضروا تلك السهرة، أنهّ كانت لبلعمري قدرة استثنائية على التعلّم، مكّنته من تخزين جزء كبير من التراث الموسيقي القسنطيني الذي نقله للأجيال الصاعدة للموسيقى في تلك الحقبة.
وتحدّث شهود عن كلّ من قدور درسوني وخوجة بن جلول وحمو فرقاني، على أنهّم من بين تلاميذ سي العربي، كما كان عازفا مميزا على الطار والدربوكة وآلات موسيقية أخرى؛ حيث عمل بلعمري أيضا مع ريمون ليريس وسيلفان غريناسية.
للإشارة، سيتجدّد الموعد مع هذا النوع من القعدات الممتعة والغنية، بالعديد من التوضيحات حول الساحة الموسيقية القسنطينية في نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20 طيلة السنة؛ من خلال تكريم عدد من روّاد الموسيقى الحضرية القسنطينية.