اليوم بمسرح تيزي وزو
تكريم فتيحة بربار ورويشد
- 2408
دليلة مالك
يستقبل المسرح الجهوي «كاتب ياسين» بتيزي وزو، اليوم، تكريم الفنانين الراحلين فتيحة بربار وأحمد عياد المعروف باسم «رويشد»، لما قدّماه للمسرح الجزائري على وجه الخصوص من أعمال مسرحية راقية، وكذا نشاطهما المميّز في الشاشة الصغيرة، إذ شكّلا ثنائيا جميلا في عدّة أفلام جمعت هذين الاسمين، اللذين أحبهما الجمهور وكسبا شعبية منقطعة النظير.
سطّرت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو عبر مرفقها المسرح الجهوي «كاتب ياسين»، برنامجا لإحياء التظاهرة، بتنظيم معرض حول مسار الفنانين، وعرض شريط وثائقي يروي مشوارهما الفني، وشهادات عن حياتهما الاجتماعية والفنية يدلي بها عدد من الفنانين، منهم إبراهيم شرقي ورابية عبد الحميد ومكيو سكينة المعروفة باسم «صونيا»، فضلا عن تقديم مونولوج «آخر المترشّحين» للمخرج أحمد عقون وبطولة كمال بوعكاز.
وشكّل الممثلان ثنائيا ناجحا في فيلمي «البوابون» و»حسان الطاكسي»، وكان الفنان القدير الراحل محي الدين بشطارزي نقطة مشتركة بينهما، إذ بفضله اكتشفت الموهبتان، وعلى يده كانت انطلاقتهما في عالم المسرح والسينما وكذا التلفزيون.
ويعدّ المرحوم رويشد ممثلا وكوميديا كبيرا في تاريخ التمثيل في الجزائر، اسمه الحقيقي أحمد عياد، ينحدر من منطقة القبائل، ولد عام 1921 في الجزائر وتوفي في 28 يناير 1999 بالأبيار. مثّل رويشد في عدّة أفلام واشتهر في أدوار «حسن نية» و»حسن طيرو» و»حسن طاكسي»، وافته المنية سنة 1999 بالأبيار في الجزائر العاصمة.
واشتق اسم «رويشد» من اسم فنان آخر يعتبر من أعمدة الفن الجزائري، وكان أحمد عياد مولوعا بفنه، وهو الراحل «رشيد قسنطيني»، فأطلق هذا الاسم على الكوميدي «أحمد عياد» الذي أصبح فيما بعد يدعى «رويشد».
مشواره الفني انطلق في بداية الأربعينات وبدعوة من المخرج عمر لعواصي الذي كان يشرف على فرقة «رضا باي» للمسرح الهاوي بالعاصمة، قام بأول أدواره المسرحية في تلك الفترة، ورغم أنها كانت قصيرة في مجملها، إلا أنها كانت أول اللبنات التي أسست لميلاد ملامح ممثل هاوي سطع نجمه في الأفق لعدة عشريات من بعد.
فسنة 1942، رأى فيه محي الدين بشطارزي القدرة على تقمص الأدوار والعفوية في الإلقاء وكذا الأسلوب السلس في تمرير الرسالة إلى المتفرج من خلال الأعمال الفنية المسرحية أو السينمائية، فوصفه حينها بـ»الناجح قبل آوانه»، وكان محي الدين بشطارزي يشرف آنذاك على فرقة «المسرح العربي» بقاعة «الأوبرا» في الجزائر العاصمة، دعاه إلى الانضمام إلى هذه الفرقة فوافق رويشد وعمل فيها مدة سبع سنوات كاملة.
وفي عام 1949، انتقل إلى فرقة «محمد الرازي» وهنا احتك بأهرامات التمثيل والكوميديا في الجزائر في تلك الفترة، على غرار حسان الحسني، حيث مثّل إلى جانبه في أعمال مسرحية خالدة إلى حد اليوم، منها «مصائب بوزيد» و»بوزيد والجن»، وسنة 1953 انضم إلى الإذاعة الوطنية ومثل العديد من السكاشات القصيرة في حصص إذاعية مختلفة، منها «الدراوشي»، من بعدها حصة أخرى «اشرب وأهرب»، وعرف عنه النظرة العدائية للمستعمر الفرنسي، فجاءت بعض أعماله مناقضة للتفكير الاستعماري فحوكم وسجن مدة عامين بـ»سركاجي».
بعد الاستقلال، أصبح عضوا في فرقة المسرح الوطني، ألّف العديد من الأعمال منها»حسان طيرو» للمخرج مصطفى كاتب، و»البوابون « لنفس المخرج، كما عمل إلى جانب المخرج الكبير عبد القادر علولة في مسرحية «الغولة».
أعمال لم تمر مرور الكرام في مسيرته الفنية، فقد نالت إعجاب العديد من الشخصيات الفنية والمسرحية في تلك الفترة، نال بها الجائزة الأولى في مهرجان تونس سنة 1970، إلى جانب أدوار مسرحية وأخرى سينمائية شهد لها كل من عرف الكوميدي «رويشد»، ولعل عنوان مسرحية «آه يا حسان» التي ألفها بنفسه وأخرجها، تعبر بصدق عن كوميديا الرجل والقدرة على التمثيل.
أما المرحومة فتيحة بربار التي رحلت عنا قبل أيام، فتعد ممثلة متفردة بشخصيتها الراقية، اسمها الحقيقي فتيحة بلال، ولدت في 11 فبراير من عام 1945 في حي القصبة بالعاصمة، وبدأت مشوارها الفني كمغنية عام 1959، حيث انضمت إلى الفرقة الموسيقية للراحلة مريم فكاي والمطربة فضيلة الدزيرية من بعدها، والتي اعتبرتها فتيحة أحد أقرب الناس إلى قلبها. قبل أن تلتحق بالمعهد الوطني للموسيقى فرع التمثيل في نفس السنة، اكتشفها محي الدين بشطارزي وأدخلها المسرح، لكن السينما أغرتها فقدمت فيها أدوارا مميزة كثيرة، نالت عبرها شهرة واسعة في الجزائر، حتى أنها لقبت بسيدة الشاشة والمسرح الجزائريين.
اختارها المخرج الراحل مصطفى قريبي لتقمص دور في مسرحية إحدى مسرحيات «موليير»، ولعل ظهورها البارز تجلى سنة 1965 خلال مشاركتها في فيلم «أمهاتنا» لمصطفى بديع، حيث قدمت في مشوارها الفني الطويل عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، وشاركت مع عثمان عريوات في فيلم «عايلة كي الناس» واشتهرت في التلفزيون الجزائري عبر مسلسلات رمضانية، مثل «المصير» وفي جزئي «البذرة» وغيرها.
توفيت الفنانة بسبب أزمة قلبية مفاجئة في العاصمة الفرنسية باريس، أثناء زيارتها لبناتها، يوم الجمعة 16 يناير الماضي عن سن يناهز 70 عاما.
سطّرت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو عبر مرفقها المسرح الجهوي «كاتب ياسين»، برنامجا لإحياء التظاهرة، بتنظيم معرض حول مسار الفنانين، وعرض شريط وثائقي يروي مشوارهما الفني، وشهادات عن حياتهما الاجتماعية والفنية يدلي بها عدد من الفنانين، منهم إبراهيم شرقي ورابية عبد الحميد ومكيو سكينة المعروفة باسم «صونيا»، فضلا عن تقديم مونولوج «آخر المترشّحين» للمخرج أحمد عقون وبطولة كمال بوعكاز.
وشكّل الممثلان ثنائيا ناجحا في فيلمي «البوابون» و»حسان الطاكسي»، وكان الفنان القدير الراحل محي الدين بشطارزي نقطة مشتركة بينهما، إذ بفضله اكتشفت الموهبتان، وعلى يده كانت انطلاقتهما في عالم المسرح والسينما وكذا التلفزيون.
ويعدّ المرحوم رويشد ممثلا وكوميديا كبيرا في تاريخ التمثيل في الجزائر، اسمه الحقيقي أحمد عياد، ينحدر من منطقة القبائل، ولد عام 1921 في الجزائر وتوفي في 28 يناير 1999 بالأبيار. مثّل رويشد في عدّة أفلام واشتهر في أدوار «حسن نية» و»حسن طيرو» و»حسن طاكسي»، وافته المنية سنة 1999 بالأبيار في الجزائر العاصمة.
واشتق اسم «رويشد» من اسم فنان آخر يعتبر من أعمدة الفن الجزائري، وكان أحمد عياد مولوعا بفنه، وهو الراحل «رشيد قسنطيني»، فأطلق هذا الاسم على الكوميدي «أحمد عياد» الذي أصبح فيما بعد يدعى «رويشد».
مشواره الفني انطلق في بداية الأربعينات وبدعوة من المخرج عمر لعواصي الذي كان يشرف على فرقة «رضا باي» للمسرح الهاوي بالعاصمة، قام بأول أدواره المسرحية في تلك الفترة، ورغم أنها كانت قصيرة في مجملها، إلا أنها كانت أول اللبنات التي أسست لميلاد ملامح ممثل هاوي سطع نجمه في الأفق لعدة عشريات من بعد.
فسنة 1942، رأى فيه محي الدين بشطارزي القدرة على تقمص الأدوار والعفوية في الإلقاء وكذا الأسلوب السلس في تمرير الرسالة إلى المتفرج من خلال الأعمال الفنية المسرحية أو السينمائية، فوصفه حينها بـ»الناجح قبل آوانه»، وكان محي الدين بشطارزي يشرف آنذاك على فرقة «المسرح العربي» بقاعة «الأوبرا» في الجزائر العاصمة، دعاه إلى الانضمام إلى هذه الفرقة فوافق رويشد وعمل فيها مدة سبع سنوات كاملة.
وفي عام 1949، انتقل إلى فرقة «محمد الرازي» وهنا احتك بأهرامات التمثيل والكوميديا في الجزائر في تلك الفترة، على غرار حسان الحسني، حيث مثّل إلى جانبه في أعمال مسرحية خالدة إلى حد اليوم، منها «مصائب بوزيد» و»بوزيد والجن»، وسنة 1953 انضم إلى الإذاعة الوطنية ومثل العديد من السكاشات القصيرة في حصص إذاعية مختلفة، منها «الدراوشي»، من بعدها حصة أخرى «اشرب وأهرب»، وعرف عنه النظرة العدائية للمستعمر الفرنسي، فجاءت بعض أعماله مناقضة للتفكير الاستعماري فحوكم وسجن مدة عامين بـ»سركاجي».
بعد الاستقلال، أصبح عضوا في فرقة المسرح الوطني، ألّف العديد من الأعمال منها»حسان طيرو» للمخرج مصطفى كاتب، و»البوابون « لنفس المخرج، كما عمل إلى جانب المخرج الكبير عبد القادر علولة في مسرحية «الغولة».
أعمال لم تمر مرور الكرام في مسيرته الفنية، فقد نالت إعجاب العديد من الشخصيات الفنية والمسرحية في تلك الفترة، نال بها الجائزة الأولى في مهرجان تونس سنة 1970، إلى جانب أدوار مسرحية وأخرى سينمائية شهد لها كل من عرف الكوميدي «رويشد»، ولعل عنوان مسرحية «آه يا حسان» التي ألفها بنفسه وأخرجها، تعبر بصدق عن كوميديا الرجل والقدرة على التمثيل.
أما المرحومة فتيحة بربار التي رحلت عنا قبل أيام، فتعد ممثلة متفردة بشخصيتها الراقية، اسمها الحقيقي فتيحة بلال، ولدت في 11 فبراير من عام 1945 في حي القصبة بالعاصمة، وبدأت مشوارها الفني كمغنية عام 1959، حيث انضمت إلى الفرقة الموسيقية للراحلة مريم فكاي والمطربة فضيلة الدزيرية من بعدها، والتي اعتبرتها فتيحة أحد أقرب الناس إلى قلبها. قبل أن تلتحق بالمعهد الوطني للموسيقى فرع التمثيل في نفس السنة، اكتشفها محي الدين بشطارزي وأدخلها المسرح، لكن السينما أغرتها فقدمت فيها أدوارا مميزة كثيرة، نالت عبرها شهرة واسعة في الجزائر، حتى أنها لقبت بسيدة الشاشة والمسرح الجزائريين.
اختارها المخرج الراحل مصطفى قريبي لتقمص دور في مسرحية إحدى مسرحيات «موليير»، ولعل ظهورها البارز تجلى سنة 1965 خلال مشاركتها في فيلم «أمهاتنا» لمصطفى بديع، حيث قدمت في مشوارها الفني الطويل عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، وشاركت مع عثمان عريوات في فيلم «عايلة كي الناس» واشتهرت في التلفزيون الجزائري عبر مسلسلات رمضانية، مثل «المصير» وفي جزئي «البذرة» وغيرها.
توفيت الفنانة بسبب أزمة قلبية مفاجئة في العاصمة الفرنسية باريس، أثناء زيارتها لبناتها، يوم الجمعة 16 يناير الماضي عن سن يناهز 70 عاما.