مـــــونـــودرام “طــــرزان” لأيمـــن فيطــــس وتمثـــيل بـــلال مـــدني

تنشيطٌ احتفاليٌّ أم عرض مسرحي؟

تنشيطٌ احتفاليٌّ أم عرض مسرحي؟
  • 592
دليلة مالك دليلة مالك

استقبلت قاعة "الحاج عمار" بالمسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، مساء أول أمس الخميس، العرض الشرفي لمسرحية "طرزان" للجمعية الثقافية "فن بلا حدود" لولاية تيبازة. والعمل الذي صُنّف ضمن نوع الكوميديا السوداء، وكتب نصه فتحي كافي، وأخرجه أيمن فيطس، ومن تمثيل بلال بلمداني، لم يكن نضجه مكتملا من عدّة نواحٍ.

تقع مسؤولية هذه النتيجة على المخرج، والممثل المؤدي بشكل واضح. فالمخرج أيمن فيطس الذي أراد أن يخلق جوّا تفاعليا مع الجمهور الحاضر بإشراكه في الحكاية، لم يكن بالإتقان المنشود، وجعل الممثل بلال بلمداني يتحرك على الخشبة كيفما يشاء بحركات عشوائية، غير مدروسة، أفضت إلى تشتّت انتباه المتفرّجين. والأكثر من ذلك، لم يكن لها داع. وانتهى العرض بعد أكثر من ساعة عوض 45 دقيقة المشار إليها في البطاقة التقنية.
وتُذكّر الحركات المرافقة للأغاني التي يقودها الممثل، بتلك الأنشطة التي تقام في مراكز العطل للأطفال في الصيف، الغرض منها استجداء الجمهور للتفاعل. كان ذلك، لكن بطريقة تفتقد للجمالية المسرحية.
المونودرام يروي قصة مصوّر فوتوغرافي، لكن لم تظهر ملامح هذه الشخصية من الناحية الدرامية. وتم الاكتفاء بأن يعلّق الممثل كاميرا صغيرة على صدره. والمشكل الأكبر الذي ظهر على الممثل هو صوته، أو طريقة إلقائه؛ لم يكن للجمهور أن يستمع جيّدا، أو يفهم القصة جيدا للأسف!
ويمكن هذا العملَ أن يتدارك أخطاءه، ويصححها بعد العرض الشرفي الأول له؛ بوضع النص محلّ اهتمام بالدرجة الأولى، عوضا عن التنشيط الاحتفالي.
ومونودرام “طرزان”، حسب الورقة الفنية، تدور وقائعه في حي شعبي بسيط؛ حيث يجد مصوّر نفسه متورطا في مغامرة غير متوقعة مع كلب اسمه "طرزان". وهو مصور فوتوغرافي، يسعى لالتقاط جوهر الحياة في هذا الحي، وسرعان ما يكتشف أن الكلب طرزان ليس مجرّد كلب عادي، بل هو مفتاح لسلسلة من المواقف الكوميدية والدرامية، التي ترصد جوانب خفية في المجتمع والأفراد.
وفي حديث سابق لـ«المساء”، قال الممثل بلال بلمداني إنّ النص سحره عندما اطلع عليه. وبعد القراءات الأولى وجلسات تحليلية، وجدوا أنفسهم قد أنتجوا عرضا مونودراميا وصفه بغير المألوف. لكن بهذا الخصوص، هل فكّر الفريق بأخذ نصائح، أو الاستماع إلى أصحاب الخبرة، ليكون العمل غير مألوف، ومقبولا مسرحيا؟.
وتحدّث بلال بلمداني عن الابتكار وطرح الجديد من الأفكار لتكون قريبة من عامة الشعب بكلّ فئاته الاجتماعية؛ من أجل ترويجه، وتسويقه تجاريا. وهنا تناول الممثل فكرة كبيرة جدا لما قال إنّ رؤيتهم هي دخول مجال المقاولاتية الفنية من خلال هذا العرض، وهذا هدف مشروع لهم، ومن حقهم لا محالة. لكن هل سيتمكّنون من ذلك بهذا المستوى؟.