وسط دعوة لجعلها منبرا للحوار والرقيّ بأبي الفنون

تنصيب خلية المسرح بمقهى «مجاز»

تنصيب خلية المسرح بمقهى  «مجاز»
  • القراءات: 863

تم تنصيب خلية المسرح في إطار نشاطات المقهى الثقافي القسنطيني «مجاز»، أول أمس، بقاعة المحاضرات لقصر الثقافة «محمد العيد آل خليفة»، بحضور وجوه فنية وأدبية والكثير من مبدعي الولاية، حيث كانت الفرصة سانحة للمّ شمل الأسرة الفنية خاصة بالمسرح.

أشرف مدير الثقافة زيتوني عريبي على تنصيب خلية المسرح، حيث أكد أنها تجمع خيرة الممثلين، وتساهم في صنع مشهد ثقافي مسرحي مشرق يليق بولاية قسنطينة المعروفة بفنها وفنانيها خاصة في مجال المسرح. كما أنها ستعمل على إعطاء دفع جديد للحراك المسرحي بالولاية؛ من خلال العديد من البرامج والاقتراحات التي سيقدمها الفنانون القائمون على هذه الخلية، واعتبرها بمثابة مولود ثقافي جديد، سيثري الساحة الفنية بعاصمة الشرق، وسيعمل على لم شمل فنانيها ومبدعيها. كما دعا المتحدث إلى ضرورة توظيف خبرة الجيل القديم من المسرحيين؛ نظرا لخبرتهم الكبيرة؛ قصد دعم وتكوين المواهب الشابة، وجعل خلية المسرح الجديدة منبرا للحوار والتواصل مع الفنانين والجمعيات والتعاونيات ومع كل الناشطين في المجال الثقافي بالولاية، مشيرا في نفس السياق، إلى أنّ مسرح «محمد الطاهر الفرقاني» يفتح أبوابه لاستقبال النصوص المسرحية الجديدة بعد عرضها على اللجنة المختصة قبل إنتاجها في إطار استراتيجيته للسنة الجارية من أجل النهوض والرقي بالفن الرابع بالولاية، وتقديم إضافة لهذا الفن؛ قصد احتلال مركز يليق بقسنطينة في المجال الفني على المستوى الوطني.

وقد عرفت خلية المسرح التي تم تنصيبها العديد من المداخلات لأسماء فنية مسرحية قديمة وجديدة، على غرار الفنان المسرحي عنتر هلال، جمال دكار، نور الدين بشكري، حكيم دكار، علاوة زرماني، كريم بودشيش، جمال مزواري وغيرهم من المسرحيين المعروفين، والذين أجمعوا على ضرورة فتح الباب لاستقبال كل مبدعي الولاية في حضن أبي الفنون. كما تم الحديث عن واقع مسرح قسنطينة، وسبل الرقي بالأعمال المسرحية المقدمة حاليا.

ونوّه الفنان المسرحي عنتر هلال خلال مداخلة «مسرح قسنطينة أسطورة الإبداع الخالدة»، بالعلاقة الحميمة والأخوية التي كانت تجمع الفنانين القسنطينيين خلال الثمانينيات، والذين كانوا يتشاركون الأفكار والتأليف، وكانوا يقومون بتأليف النصوص المسرحية لأعمالهم جماعيا، وهي الفكرة التي كان يتقاسمها كل من جمال دكار وعيسى رداف وعمار محسن ضمن خلية الكتابة التي تم إنشاؤها خصيصا لهذا الغرض، مضيفا في سياق حديثه، أن العلاقة الأخوية بين الفنانين هي ما عزّزت فكرة التأليف الجماعي للنصوص المسرحية الفنية، والتي عرفت وقتها نجاحا وتميزا كبيرين، وكانت سببا وراء تألق أعمالهم آنذاك، خاصة أن نصوصهم كانت كلها تعتمد على الواقع المعيش، كما تطرق الفنان مطولا لمسرح الهواة، الذي قال عنه عنتر إنه شكّل خزانا هاما لتزويد مسرح قسنطينة الجهوي بالممثلين؛ على اعتبار أن أغلب مسرحيي قسنطينة من خريجي مسرح الهواة.

أما الفنان جمال دكار فرجع بالحضور الكبير من الفنانين والمبدعين، إلى سنوات تأسيس المسرح الجهوي لقسنطينة، حيث تحدّث بإسهاب، وشارك رأي الفنان عنتر هلال في أن مسرح الهواة والكتابة المشتركة كان لهما الأثر الكبير في نجاح العديد من المسرحيات التي تركت صدى كبيرا في نفوس الجماهير آنذاك، على غرار مسرحية «هذا يجيب هذا» و»ريح سمسار»، اللتين لقيتا نجاحا كونهما كغيرهما من الأعمال، كانتا تركزان على الواقع المعيش. كما اعتبر الفنان أن العمل الجماعي الذي جمعهم، سمح، فيما بعد، ببروز مبدعين في مجالات الإخراج والتأليف والسينوغرافيا.

 

شبيلة.ح