بن دودة تطلق مهرجان الفن التشكيلي المعاصر
تنوّع وتجارب عابرة للحدود في الدورة 9
- 109
نوال جاوت
افتُتحت بالجزائر العاصمة فعاليات الطبعة التاسعة من المهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، حيث أكّدت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، أول أمس، أنّ هذا الموعد الفني بات "فضاءً يتيح تلاقي التجارب التشكيلية المعاصرة من مختلف دول العالم، في بلد ظلّ منفتحاً فنياً وثقافياً على محيطه".
أوضحت بن دودة خلال حفل الافتتاح أنّ دورة هذا العام تحمل خصوصية بارزة، من خلال مشاركة مجموعة من الفنانين الجزائريين المقيمين في الخارج الذين يعرضون أعمالهم لأول مرة في الجزائر، بهدف إعادة وصل الجمهور المحلي بمساراتهم وتجاربهم. كما تميّزت التظاهرة بحضور فنانين من فلسطين والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في عروض تجسّد "فنّاً يواجه الظروف ويتخطّى الحدود"، انسجاماً مع شعار هذه الدورة "ما وراء الحدود".
وأضافت الوزيرة أنّ المهرجان يفتح آفاقاً جديدة أمام سوق الفن التشكيلي في الجزائر، عبر إشراك أصحاب الأروقة الفنية ومنح الفنانين فرصاً أوسع للوصول إلى جمهور داخل البلاد وخارجها. وجاءت جولة بن دودة عبر فضاءات العرض برواق "باية" في قصر الثقافة والفنون "مفدي زكريا" لتكشف عن تنوّع كبير في الرؤى والتقنيات.
وقد خُصّص رواق كامل لفناني المهجر الجزائريين، حيث عرض 11 فنانا، منهم مصطفى سجال، هليدا بوغريات، نصر الدين بن ناصر، عبد الرحمن ولد محند، بشير حاجي، رشيد نسيب، يزيد أولاب، زوليخة بوعبد الله، عبد السلام لوكواغات، محمد بورويسة ومراد مصبور، أعمالاً تنوّعت بين استلهام الذاكرة وتوظيف جماليات تشكيلية معاصرة. كما ضمّ المهرجان أعمال فنانين جزائريين آخرين ينشطون ضمن أروقة فنية بارزة مثل "الزوار آرت"، "أرتيسيمو"، "أحلام" و«آرت ويكا"، حيث قدّموا تجارب تعتمد تقنيات معاصرة متعددة.
في جناح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، قدّم الفنانون صوراً فوتوغرافية توثّق تفاصيل الحياة اليومية بالصحراء بعدسات محمد سليمان لبات، عدّاد عمي، إبراهيم شقاف وعائشة بن عمار، إضافة إلى عرض الفيلم القصير "توفة" للمخرج إبراهيم شقاف. أما الرواق الفلسطيني فجمع أعمال ستة فنانين هم سارة ماراكا، جريس شهاد، عبد القادر بسلات، هبة طنوس، نور شما ومروان نصار، في مجموعة تعكس تداخلاً بين الذاكرة والهوية والابتكار البصري.
شهدت التظاهرة حضوراً دولياً واسعاً بمشاركة فنانين من تونس، ليبيا، الكويت، مصر، قطر، إيران، المملكة المتحدة، الكاميرون، نيجيريا، لاتفيا، تركيا، إيطاليا والصين، ما أضفى على المهرجان بعداً عالمياً ورؤية فنية متعددة الخلفيات. وتستمر فعاليات الطبعة التاسعة من 29 نوفمبر إلى 6 ديسمبر، بمشاركة 120 فنان يمثلون 34 دولة، إلى جانب 22 رواقاً دولياً و8 جزائرية، ما يعزّز مكانة المهرجان ضمن أبرز المواعيد الفنية في الجزائر.