ملتقى عن الزليج الجزائري بجامعة البليدة

توثيق للخصوصية المعمارية وشواهد تاريخية تبرز عراقته

توثيق للخصوصية المعمارية وشواهد تاريخية تبرز عراقته
  • 2197
مريم. ن مريم. ن

تحتضن جامعة البليدة "علي لونيسي" بالتنسيق مع مديرية الثقافة يوم 30 أفريل الجاري، أشغال الملتقى الوطني "الزليج فن معماري، تاريخ حضاري، ومرآة للهوية الثقافية الجزائرية"، الذي يتناول تاريخ هذا الفن العريق الذي لاتزال آثاره بارزة، تشهد بالتاريخ والأصالة.

جاء في ديباجة الملتقى، أن الزليج من أهم الشواهد المادية للزخارف الفنية التي نالت مكانة هامة، وتنوّعت مجالات استخدامها في تزيين المباني الدينية؛ كالمساجد والأضرحة والمباني المدنية؛ كالقصور والمنازل. وعرف المسلم فن الزليج مع توسع الفتوحات الإسلامية؛ إذ لم يبتكر هذه الطريقة وإنّما ورثها عمن سبقوه من الحضارة الرومانية والبيزنطية؛ حيث وصلت أوج ازدهارها في تلك الفترة وانتشرت في أغلب المباني الدينية والمدنية، فكانت عبارة عن مكعبات من الحجارة الصغيرة، تمثل مواضيعها مشاهد الحرب والصيد والمصارعة والحياة اليومية. واستمر الفنان المسلم في استخدامها.

وخير دليل على ذلك قبة الصخرة، والمسجد الأموي، لتظهر في العصر العباسي تقنية جديدة لتكسيه الجدران واستعمال البلاطات الخزفية التي كانت تعطي للفنان حرية في استعمال العناصر الزخرفية، وتنفيذ المواضيع بأريحية، فانتشرت هذه التقنية في كل من إيران، وبلاد الرافدين الشام ومصر. وفي الجزائر استُعمل الزليج في حكم المرينيين، الذين اهتموا بالفنون المعمارية إلى أن وصل أوج ازدهاره، خاصة عند هجرة الكثير من المسلمين الأندلس واستقرارهم بالمدن الكبرى كمدينة الجزائر، وقسنطينة وتلمسان، وغدا طابعا معماريا فنيا مميزا لقصورها ومنازلها يحمل دلالات جمالية، وصورا فنية إبداعية، تبرز مضامين ثقافية واجتماعية، جسدتها أنامل مختصين من الحرفيين والفنانين الجزائريين طيلة التاريخ الثقافي الاجتماعي للحواضر الجزائرية إلى يومنا هذا. وتحافظ عليه كموروث حضاري جزائري خالص، يعكس ثراء وغنى وتنوّع الهوية الثقافية الجزائرية.

هذا الملتقى الموسوم بـ"الزليج فن معماري.. تاريخ حضاري ومرآة للهوية الثقافية الجزائرية"، جاء، حسب المنظمين، كمحاولة لخلق أرضية معرفية علمية بحتة، تهدف إلى جمع القدر الكافي والوافي من المساهمات والمقاربات العلمية والفنية والتقنية من أساتذة وباحثين ومختصين بالجزائر من مختلف التخصصات في ميدان العلوم الإنسانية.  ومن أهداف الملتقى إبراز البعد التاريخي لطابع الزليج، كتراث معماري جزائري، مع تسليط الضوء على الخصوصيات الجمالية لطابع الزليج العمراني الجزائري الذي تميّزه عن غيره في منطقة شمال إفريقيا، وتوثيق مساهمات علمية تأصل العرافة طابع الزليج العمراني في المجتمع الجزائري ضمن الجهود المبذولة في إطار الحفاظ على التراث المادي للبلاط، والكشف عن الدلالات الثقافية والاجتماعية التي يحملها الزليج العمراني كفن وموروث جزائري تقليدي. ومن محاور الملتقى المحور الأول عن الأصول التاريخية، والتواجد المعماري للزليج في الحضارة الإسلامية وشمال إفريقيا، والزليج وقيمته المعمارية والفنية، وكذا المضامين والدلالات المحمولة في الزليج العمراني (هوية تراث وثقافة).