في سهرة للتكريم والتأكيد

تيمقاد تودّع مهرجانها الدولي

تيمقاد تودّع مهرجانها الدولي
  • 474
ع. بزاعي ع. بزاعي

أحيا مغني الراب "فلان" سهرة اختتام فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي في أجواء صنعت الفرجة بعد 3 سهرات عاشها الجمهور قبل أن يودّع الطبعة الثانية والأربعين، بتفاعل جميل مع النغمة الشبابية تجسّدت في الاستقبال الرائع الذي حظي به "فلان" على وقع الزغاريد والهتافات. السهرة عرفت حضورا مكثّفا للجمهور الذي غزا مدرجات المسرح الجديد منذ الثامنة مساء، ما ينمّ عن نجاح الحفل بدءا بالتنظيم المحكم الذي طبع سير السهرة الختامية. والبداية جسّدها الاستعراض الكوريغرافي من توقيع المخرج الشاب فوزي بن براهيم بعنوان "تحويسة-دي زاد" الذي شمل صورا عصرية تمثّل كلّ الطبوع الجزائرية، في 5 لوحات.

وتخلل هذا العرض الغنائي الراقص وقفة تكريمية لثلاثة فنانين متوفين تركوا بصمتهم في الساحة الفنية وهم كاتشو وعيسى الجرموني وبقار حدة. وهو عرض قال المخرج إنّه يحاكي التاريخ بطريقة عصرية في 30 دقيقة موجّهة للشباب في ستينية الاستقلال، مضيفا أنّ اللوحات الفنية المنسوجة من عمق تراثنا الجزائري، تبرز تقاليدنا وأعرافنا وتعتمد على كلّ عناصر الفرجة والمتعة.

اختتام دورة هذا العام، جاء بصوت "فلان" الذي قدّم أكثر من 19 أغنية ردّدها الجمهور معه وتفاعل معها على وقع الرقص في سهرة حضر فيها الراب بقوّة. كما شهدت السهرة مبادرة المحافظة بتكريم عدّة وجوه فنية منهم الكاتب المسرحي فوزي بوصلاح. فريد جويمعة عضو سابق في محافظة المهرجان. الممثل المسرحي صالح بوبير والموسيقي عقبة جوماطي. وحضر السهرة الختامية ممثلا عن وزيرة الثقافة والفنون مدير التنظيم والتوزيع والإنتاج الثقافي والفني بذات الوزارة سمير الثعالبي وكذا المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام نور الدين عبدالله بوقندورة الذي عين محافظا للمهرجان الثقافي الدولي لتيمقاد خلفا لمحافظ التظاهرة السابق يوسف بوخنتاش الذي أنهيت مهامه على إثر توقف السهرة الافتتاحية.

ورغم الانطلاقة المتعثرة لهذه التظاهرة الدولية إلاّ أنّ المهرجان استعاد حيويته في السهرة الموالية ليشهد بعد ذلك إقبالا لافتا للجمهور، حيث عرف المهرجان لحظاته القوية مع نجوم الأغنية الشبابية الجزائرية لتبلغ ذروتها في السهرة الثالثة التي أحياها الفنانون حميد بلبش وفرقة تيكوباوين وجليل باليرمو وبلال الصغير وديدين كانون، امتزجت فيها النغمة الشاوية بالنغمة الصحراوية و "الراي" وكذا "الراب" و"الزنقاوي". وتميزت كل السهرات التي غلب عليها الطابع الشبابي تزامنا مع ستينية الاستقلال بحضور لافت للعائلات التي توافدت على ركح تاموقادي من عديد الولايات لتعيش مدينة تيمقاد حيوية كبيرة طيلة فترة المهرجان الذي امتد من 27 جويلية إلى الفاتح أوت الجاري.

وقد استحسن الجمهور الذي كان نجم التظاهرة بامتياز بشهادة الجميع مجانية الدخول إلى مسرح الهواء الطلق المحاذي للموقع الأثري لمتابعة سهرات المهرجان وهو أحد الإجراءات التي اتخذتها وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي عقب توقف السهرة الافتتاحية. وعلى العموم فلم يخل المهرجان من بعض النقائص على غرار حادثة الخلل التقني في أجهزة الصوت الذي عجل بإنهاء مهام حافظ المهرجان يوسف بوخنتاش وتعيين مكانه المدير العام لديوان الثقافة والاعلام عبد الله بوقندورة.  إلاّ أنّ ذلك لا يمنع من تثمين دور المحافظة والسلطات الولائية بباتنة في إرساء طريقة التقاليد الجديدة للمهرجان من خلال الدعوة إلى تكريس الفعل الثقافي في ابعاده الفنية وأدواره الأساسية.