تكريم خاص للرئيس تبون

جائزة "آسيا جبار" تتوّج فرسانها

جائزة "آسيا جبار" تتوّج فرسانها
  • القراءات: 394 مرات
نوال جاوت نوال جاوت

وشّحت المؤسّسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، سهرة أوّل أمس، الأدباء الفائزين بالجائزة الكبرى "آسيا جبار" للرواية فكانت من نصيب إنعام بيوض، الهاشمي كراش وعبد العزيز عثماني عن أعمالهم الأدبية باللغات العربية، الأمازيغية والفرنسية. وشهد الحفل الذي احتضنه فندق "الأوراسي" تسلّم وزيرة الثقافة والفنون لتكريم خاص رفعته "أناب لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اعترافا وتقديرا لدعمه الدائم للثقافة والإبداع وللجائزة.
بالمناسبة، أكّدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أنّ الجزائر وبتوجيه من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تعمل على تأسيس منظومة جوائز تقديرية وتحفيزية تثري المشهد الثقافي والأدبي، وتحفّز التنافسية في مجالات الإبداع الأدبي والفني. وقالت “نحن ندرك كونَ الجوائز ما تزال جزءاً مهمّا في انتظام المشهد الأدبي والثقافي" موضّحة أنّ تسويق الألق الإبداعي والمنتوج الثقافي يحتاج آليات تحفيز من بينها الجوائز".
كما تحدّثت مولوجي عن تزايد عدد الوافدين الجدد على قائمة المتوّجين بالجائزة الكبرى للرواية آسيا جبار، معتبرة ذلك فخرا كبيرا للسّاحة الأدبية الجزائرية باحتساب المشاركات التي تتزايدُ، والجذب الذي تحقّقه الجائزة، مشيرة إلى أنّ مرافقة فعل الكتابة بدعم النشر والمتابعات النقدية وتوفير فضاءات النقاش، يقع في صلب ما تقوم به وزارة الثقافة والمؤسّسات تحت الوصاية.
وزادت الوزيرة أنّ الوفاء لذاكرتنا الثقافية يحيلنا إلى الاحتفاء بذاكرة رموز الثقافة من أدباء وفنانين ومبدعين كبار، لتستحضر المسار الإبداعي للراحلة  آسيا جبار، التي اعتبرتها، نموذجا استثنائيا في علاقاتها مع ثقافتها الوطنية، وحفظت من خلال إبداعها المتراكم قيم وممارسات الجزائر وهي تكتب أدبا رفيعا للعالم.

وواصلت تقول إنّ جبار لم تكتف بالكتابة فظلت تصرّح بانتمائها حتى وهي في منابر أدبيّة عالمية، وواجهت إغراءات الانتماءات المضادة بإصرارها أن لا تقول الصّدق والعواطف وكلمات الحب إلا من خلال أبجديات الجزائر، لتختتم كلمتها بالتأكيد على أنّ تأسيس جائزة باسم آسيا جبار هو سعي أوّل للاعتراف بأفضالها الأدبية والوطنية، وسيكتمل هذا الاعتراف بترجمة كلّ أعمالها والاحتفاء بها كسيدة للرواية الجزائرية.
من جهته، أكّد الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، مسعود ألغم، أنّ الجائزة التي بلغت طبعتها السابعة أضحت جزءا من تقاليد المؤسسة للاحتفاء بالتميز وصناعة الكتاب في بلادنا، مشيرا إلى أنّ اختيار شعار "أقلام صامدة" تكريم واستذكار للكتاب والأدباء الفلسطينيين الذين أثقلتهم اعتداءات العدوان الصهيوني، أكّد "لا يمكن الفصل بين نضال الكتاب والأدباء الجزائريين إبان الثورة التحريرية وبين نضال الكتاب والمبدعين الفلسطينيين اليوم".

وقبل توشيح المتميزين من الروائيين المشاركين في هذه الجائزة، أشار رئيس لجنة التحكيم البروفيسور عبد الحميد بورايو إلى تسجيل مشاركة 151 رواية منشورة بين 2022 و2024 في هذه الطبعة، 86 منها بالعربية، 9 بالأمازيغية و56 بالفرنسية، وباعتماد عدد من المقاييس على غرار الانسجام مع جوهر فكر آسيا جبار والعناية بالأسلوب السردي والبناء الفكري وكذا مراعاة القيم الإنسانية والوطنية، وصل 11 عملا روائيا إلى القائمة القصيرة.ليُفصح بعد ذلك عن فوز رواية "هوارية" لإنعام بيوض عن "دار ميم" بجائزة آسيا جبار للرواية المكتوبة بالعربية، وعادت باللغة الأمازيغية لرواية "1954، ثلالي أوسيرم" (ميلاد الأمل) للهاشمي كراش عن "دار تيرا"، فيما كانت الجائزة باللغة الفرنسية من نصيب رواية "سين، القمر المفتت" لعبد العزيز عثماني عن "منشورات القصبة".
بالمناسبة، أكّدت الأديبة إنعام بيوض سعادتها بالفوز بهذه الجائزة العريقة، خاصة وأنّها تحمل اسم آسيا جبار، وقالت إنّ أهمّ شيء في الأدب هو الصدق، مشيرة إلى أنّ "هوارية" كتبتها في 6 سنوات، ليس لصعوبة الوقت ولكنها “كانت متعة لم أرد أن تتوقّف"، وفيما شكر الهاشمي كراش القائمين على الجائزة، اعتبر عبد العزيز عثماني حصول "القمر المفتت" على الجائزة شرفا للأدب العلمي رافعا جائزته لفلسطين التي ستنتصر حتما.
الطبعة السابعة لجائزة آسيا جبار للرواية، شهدت تكريما خاصا لمبدعي فلسطين، لأدبائها، تراثها وشهدائها لحنظلة ناجي العلي، وغسان كنفاني ولكلّ الأقلام الصامدة، حيث وقدّمت "أناب" تكريما باسم الجزائريين إلى الأدباء الفلسطينيين تسلمها سفير دولة فلسطين بالجزائر الذي استذكر أسماء فارقة في سماء الإبداع الفلسطيني على غرار محمود درويش وفدوى طوقان وغسان كنفاني وناجي العلي وغيرهم ممن "واجهوا وما زالوا يواجهون الظلم، ويكافحون من أجل تحقيق النصر".

وتتوج هذه الجائزة الأدبية المرموقة، التي تم تأسيسها في 2015 وتحمل اسم الكاتبة والأكاديمية الجزائرية آسيا جبار (1936-2015)، أحسن عمل روائي مكتوب باللغات الثلاث، العربية والأمازيغية والفرنسية، وهي أيضا بمثابة تكريم لثراء وتنوع الأدب الجزائري، حيث تهدف إلى ترقية الإبداع الأدبي الجزائري والتعريف به على المستوى المحلي والدولي.