"غزة من المسافة صفر 1" بمهرجان وهران

جرائم صهيونية موثَّقة بالصوت والصورة

جرائم صهيونية موثَّقة بالصوت والصورة
  • القراءات: 238
رضوان. ق رضوان. ق

 شهدت قاعة "سينما" السعادة، ضمن اليوم الرابع لمهرجان وهران للفيلم العربي، إقبالا جماهيريا كبيرا تزامن مع عرض وثائقي "غزة من المسافة صفر" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وكذا مع الذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"؛ حيث تفاعل المشاهدون مع ما نقلته كاميرا المخرجين الفلسطينيين، من واقع ما يتكبّده الغزاويون يوميا منذ 365 يوم من العدوان الصهيوني.

من بين ما حمله "غزة من المسافة صفر، وثائقي "سيلفي" للمخرجة ريما محمود، الذي يرصد يوميات فتاة من غزة تعيش رفقة ابنها آدم وسط الدمار، في خيمة بمدينة رفح، كتبت رسالة لصديق مجهول، وضعتها في قارورة زجاجية، ورمتها في البحر؛ حيث غادرت ريما منزلها تحت وطأة الصواريخ الإسرائيلية. وخاطرت بحياتها للعودة إلى منزلها الموجود بمدينة خان يونس لأخذ بعض الملابس، لتكشف صورة الدمار الذي لحق بالمنطقة، وتنقل المأساة التي يعيشها المنكوبون؛ من تقتيل، وتشريد، وجوع إلى درجة اقتناء معلّبات غذائية منتهية الصلاحية رغم خطورة تناولها في ظل انعدام البديل.
للإشارة، المخرجة ريما محمود التي قدمت العمل الوثائقي، استشهد والدها و14 من أقاربها في غارة إسرائيلية، لكن أملها في غد أفضل باق.

أما فيلم "لا توجد إشارة" للمخرج محمد الشارفي، فيصوّر غزاويا يبحث عن شقيقه تحت أنقاض منزلهما وكله أمل في إيجاده على قيد الحياة رغم القصف المستمر. وأثناء البحث يعثر تحت الأنقاض على ابنة أخيه الطفلة نور. ويصر على مواصلة البحث تحت الردوم رفقة شخص كان مارا بالمنطقة لجمع الحطب، لكن خلال البحث تباغتهما طائرات العدو، وتبدأ بالقصف، ليغادرا المكان.
"أسف سينما" هو المساهمة التي يقترحها المخرج أحمد حسونة، ومن خلالها تجربته القاسية بالمخيمات؛ فهو شاب كان يحلم بتصوير وإخراج فيلم يكون أوّل عمل سينمائي فلسطيني طويل. وبعد 4 سنوات من التصوير، يشارك به في مهرجان خارج فلسطين، وينال جائزة. غير أنه لم يتمكّن من التنقل إلى التظاهرة بسبب بداية الحرب على غزة، لتتحوّل حياته إلى هروب متواصل من القصف رفقة عائلته.
ويصوّر المخرج مشاهد حقيقية لقصف جوي طال، واستشهد فيه شقيقه. كما يحكي عن المنطقة التي يقطن فيها، والتي لا تصلها المساعدات، ولا الدفاع المدني؛ حيث يلجأ إلى جمع الخشب للطهو. كما يقدّم مشهدا محزنا عن تسابق السكان للظفر بنصيب من المساعدات التي ترميها طائرات المساعدات جوا، وكيف يجمع السكان الدقيق والطحين من الأرض بعد انفجار الأكياس التي تحمل المواد الإغاثية، وكيف يضطر لكسر لوحة الكلاكيت الخاصة بتصوير المشاهد، واستعمالها في طهو الطعام.

وينقل فيلم "فلاش باك" للمخرجة فرح الزري، شهادة حية لطفلة في العاشرة من العمر، قُصف منزلها، ونجت من الموت بعد سحبها من داخل المنزل ما ولّد لديها هاجسا وخوفا نفسيا من القصف الجوي الذي زرع فيها الرعب. كما يعرج الفيلم على موهبة فرح في الرسم؛ إذ تحلم بصقل هوايتها، والالتحاق بمعهد للرقص، لتقدم، بذلك، بارقة أمل وسط المعاناة.
الجزء الأوّل من وثائقي "غزة من المسافة صفر"، شهد، أيضا، عرض فيلم "صدى" للمخرج مصطفى كلوب، الذي يحكي قصة مواطن فلسطيني من غزة، يتكلم مع ابنته ياسمين عبر الهاتف النقال وهو تحت القصف الإسرائيلي؛ حيث يسمع دوي التفجيرات. ومن حسن الحظ تنجو عائلته من القصف، ناهيك عن فيلم "كل شيء انتهى" لنضال دامو، الذي يصوّر المعاناة اليومية مع الماء. ويقدّم في صورة كبيرة طابورا طويلا أمام خزان للمياه، وكيف ينتظر السكان ساعات للحصول على دلو من الماء، وهنا تقوم شخصية الفيلم بالبحث عن الماء للاغتسال. وبعد ساعات يتمكن من الحصول على دلو ماء، غير أنه لا يكمل الاغتسال بسبب القصف.
وشخصية الفيلم فنان يتلقى اتصالا لتقديم عرض فني بمنطقة النصيرات، غير أنه بعد وصوله يتفاجأ بالمجزرة التي أدت إلى استشهاد 200 شخص في قصف جوي.

كما عرض "سوفت سكين" للمخرج خميس مشهراوي، وهو فيلم جمع بين واقع أطفال حقيقيين وفيلم تحريك وثائقي، مجموعة أطفال يصنعون أفلام تحريك، ويحكون تجربتهم الصعبة بشوارع غزة؛ حيث يكشف الأطفال عن هاجس يرافقهم، متعلق بقيام والداتهم بكتابة أسمائهم على أجسامهم؛ للتعرف عليهم في حال القصف والموت تحت الأنقاض. كما يكشف الفيلم كيف أن أحد الأطفال لم يستطع النوم بسبب ذلك؛ إذ داهمته الكوابيس.
ويتابع فيلم "المعلم" للمخرج علاء نجيم، يوميات معلم من غزة، ورحلة البحث عن الماء والطوابير الطويلة لجلبه، وكيفية شحن الهواتف النقالة بالشارع؛ بسبب انقطاع الكهرباء. ورغم انتظاره ساعة لم يتمكن من شحن هاتفه؛ بسبب العدد الكبير للأشخاص ممن يريدون شحن هواتفهم، فيما يقدم المخرج يحي سعد في فيلم "يوم في المدرسة" ، قصة تلميذ يذهب يوميا حاملا محفظته ليزور قبر معلمه، الذي استشهد في القصف إسرائيلي. ويصوّر الفيلم الطفل وهو يقرأ الكتب، ويكتب في الكراريس أمام القبر بعد فقدان معلّمه، وتدمير مدرسته.