الشاعرة نعيمة بوستة لـ ”المساء”:
جعلتُ الحرف متناغما مع روحي لأكوّن فكرا جميلا
- 954
اعتبرت الشاعرة نعيمة بوستة الشعر وسيلة تعبير حقيقية قريبة من النفس البشرية. وأضافت: ”أنا لم أدمن الكتابة من عبث، إني عاشقة للحرف، بكلّ مقال يأتيني الحرف مطيعا متناغما مع روحي لأكوّن فكرا جميلا”، أوضحت ضيفة ”المساء” على هامش تكريمها من قبل أعضاء ملتقى شعراء” الألم والأمل” الذين منحوها وسام التميّز.
أضافت المتحدثة أنّ الاستحقاق الذي تحصّلت عليه جعلها فخورة، ويشكّل فاتحة لمشوارها الطويل في التجربة الشعرية النسائية. وفي الموضوع نفسه تحدّثت عن عيون الحروف وفي سماء الإبداع الروحي في هذا الفضاء الممزق. واستطردت: ”نحاول إصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيل ميل، أن نحسّ بالتميّز، وأن خطواتنا خاصة المتلهفة للمضيّ قدما بأننا على الدرب الصحيح”، موكدة أنّها شاعرة من عالم ترسمه لنفسها، عصامية تشتهي الرسم على شفاه الشمس حتى وإن كانت الأمنية خرافية.
واعتبرت وسام التميز دعما لمسعاها كامرأة شاعرة، ويدحض ادعاءات البعض التي تتحدث عن إقصاء المرأة وتهميشها. وأضافت أنّها فخورة بانتمائها للأصالة الضاربة في عمق التاريخ ولا تتنفس سوى طقوس قروية، تنبعث منها رائحة الستور والعرعار؛ في فسيفساء متناغمة معبرة عن طقوس الريف الأوراسي، ألفتها في محيطها ومسقط رأسها الشناورة بدائرة تكوت ولاية باتنة. وفي لقاء ”المساء” بها تحدثت عن تأثير البيئة في شخصية الشاعر، الذي، حسبها، لن يكتب سوى عن كل ما له علاقة روحانية ووجدانية لتتذكّر الموطن والأرض التي ترعرعت فيها وسط طقوس أمازيغية ضاربة في عمق التاريخ، لتحدّثك بعفوية شاعرية، عن حضارة قامت هناك في ربوع الأوراس الكبير. وقالت أيضا: ”إن معادلة الحياة بشكلها الكامل قائمة على رجل وامرأة بدون الخوض في المحاولات العابثة”.
واعتبرت، من جهة أخرى، أنّ الحياة قضية ورسالة وهدف، قوامها شعر؛ باعتباره وسيلة تعبير حقيقية قريبة من النفس، والمعبر الوحيد المعبّر عن الضمير الإنساني. كان صدر للشاعرة نعيمة بوستة التي توقع أشعارها بشموخ امرأة، سنة 2017، ديوان شعري عنونته ”إرهاصات قلب متعب”، تضمّن 22 قصيدة، صدر عن دار ”الماهر” للنشر بسطيف، وتحضّر لطبع ديوان ثان مع نهاية السنة الجارية. كما شاركت الشاعرة، وهي عضو بملتقى عربي ”شعراء الألم والأمل”، في عدة ملتقيات داخل الوطن، وقدّمت عدة دعوات من خارج الوطن؛ من تونس ومصر والأردن، ولازالت تنتظر ردودا بالإيجاب.
كما شاركت في الطبعتين الأخيرتين للمعرض الدولي للكتاب الذي يقام كل سنة في بلادنا. وكانت شاركت في مسابقة أدبية عربية بمصر، واجتازت المرحلتين الأولى والثانية، آملة بلوغ النهائيات. وختمت المتحدثة تقول إنّها تسعى بعفويتها، لأن تبرز خصوصيات الشعر النسوي الجزائري المميّز لتراث المنطقة والعمل على احتواء حركة الشعر الحر في العصر الحديث؛ في نقلة فنية وحضاريّة، واستيعاب الكثير من تجارب الشعر الحديث، وثقافاته المتنوعة، وستنهل مِن منابعه العدة.