تسعة عروض مسرحية بُرمجت لشهر رمضان بقسنطينة

جمعيات تفوقت على مسارح جهوية

جمعيات تفوقت على مسارح جهوية
  • 1618
سطّر مسرح قسنطينة بالتنسيق مع دائرة المسرح التابعة لمحافظة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 وتزامنا مع شهر رمضان الفضيل، برنامجا متنوعا على مدار 26 يوما انطلق يوم 20 جوان، وسيمتد إلى غاية 16 جويلية، حيث تم برمجة 9 عروض مسرحية، وكانت الفرصة للجمهور القسنطيني كبيرة للاستمتاع وعدم تضييع فرصة الفرجة، خاصة أن كل عرض كان يبرمَج على مدى 3 ليال متتالية.
وتناولت المسرحيات المعروضة التي أنتجتها جمعيات ومسارح جهوية من مختلف أنحاء الوطن، العديد من المواضيع والقضايا اليومية للإنسان، على غرار المرأة، الحب، الوطن، المقاومة والتمسك بالهوية. كما تناولت أحداثا تاريخية وشخصيات جزائرية سياسية وثقافية وحتى اجتماعية، نحتت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ قسنطينة والجزائر بشكل عام، على غرار شخصية "صالح باي"، "مالك حداد" و«لالا عزيزة".
وافتُتح البرنامج بمسرحية "نساء المدينة" لمسرح قسنطينة الجهوي، قبل أن يتم عرض مسرحية "صالح باي" لجمعية الشهاب للفنون الدرامية من عنابة، ثم مسرحية "سقوط حصن وهران" للمسرح الجهوي لسعيدة، ومسرحية "مالك حداد" للمسرح الجهوي لمعسكر، مسرحية "الحب والروح" للمسرح الجهوي لقالمة. كما قدّمت جمعية "أصدقاء الفن" من الشلف مسرحية "لالا عزيزة" وجمعية "البليري" من قسنطينة مسرحية "قسنطينة". أما الجمعية الثقافية "صرخة الركح" من ولاية تمنراست، فقد شاركت بمسرحية "يا ولفي مريم"، وجمعية مسرح المدينة من وهران بمسرحية "واو".
واعتبر مدير مسرح قسنطينة الجهوي محمد زتيلي، أن مسرح قسنطينة ينفّذ حرفيا برنامج دائرة المسرح بمحافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، مضيفا أن هذه الفعاليات ستسمح للجمهور القسنطيني العاشق للفن الرابع، بأن يستمتع بمسرحيات من مختلف أنحاء الوطن، وهي فرصة لتحريك المشهد الثقافي والفني بعاصمة الشرق خلال شهر رمضان، وفرصة أيضا لترسيخ ثقافة المسرح داخل المجتمع القسنطيني من خلال غرس هذا الفن بصورة تلقائية.
وعن مستوى العروض المقدَّمة من طرف الفرق المشاركة، قال مدير مسرح قسنطينة الجهوي، إن العروض متفاوتة المستوى من ناحية الإنجاز والإنتاج من فرقة إلى أخرى، مضيفا أن دائرة المسرح التابعة لمحافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وفّرت كل الإمكانيات المادية لإنجاز أعمال في المستوى. وقد ظهرت، حسب رأيه، أعمال مقبولة خاصة من طرف الجمعيات الثقافية، التي قدّمت أعمالا أحسن حتى من أعمال وإنتاج مسارح جهوية.
ويرى الأستاذ محمد زتيلي أن من الضروري إعادة النظر في شكل دعم الجمعيات والتعاونيات الثقافية والفنية التي أثبتت حضورها على خشبة المسرح، وبأعمال تضاهي أعمال مؤسسات ثقافية قائمة. كما يتمنى أن يكون هناك بعد سنة 2015 وتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، إعادة للنظر في طريقة تسيير وتفعيل المسارح من خلال جلسات عمل بين الفاعلين في الميدان؛ من أجل التقييم وإعادة النظر في سياسة التكوين واكتشاف المواهب، والتركيز على التكوين الذي يُعد الحلقة الأضعف، حسب مدير مسرح قسنطينة الجهوي، وهو يكاد يكون غائبا، مما سيؤثر على الإبداع في ظل وجود جمهور ذواق، يطالب دائما بعمل فني مسرحي في المستوى.
وأكد مدير مسرح قسنطينة الجهوي، أن وزارة الثقافة أدركت هذه النقائص، وهو ما استنتجه من التصريحات الأخيرة لوزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي خلال اختتام المهرجان الوطني للمسرح، والتي ركز فيها على ضرورة تحسين المستوى. وطالب القائمين على المسرح بالاقتراب من المواطن والاهتمام بالتوزيع الجواري للأعمال المسرحية، وعدم حبس هذه الأعمال داخل جدران مؤسسة المسرح، ليضيف السيد محمد زتيلي، أن من الضرورة التركيز على النصوص الجزائرية الجيدة وعدم الاعتماد على كتابات مسرحية وأدبية ضعيفة عرفت انتشارا كبيرا لدى معظم المسارح التي باتت تعتمد على نصوص ضعيفة لأشخاص كرسوا أنفسهم ككتّاب للمسرح وهم أبعد من ذلك، بل ليس لهم علاقة تماما بالكتابة المسرحية!