ساهمت في التحسيس والتطهير وخياطة الكمامات
جمعيات وهران الثقافية تواصل نشاطاتها افتراضيا
- 1225
شهد الحقل الثقافي بولاية وهران، منذ بداية جائحة كورونا ”كوفيد 19” تراجعا كبيرا للنشاطات الثقافية ونشاطات الجمعيات المختصة في المجال، التي تحوّلت هي الأخرى لمتضرّر جراء الوباء بعد غلق قاعات العروض والمسارح ودور الثقافة أمام المواطنين، غير أنّ ذلك لم يمنع بعض الجمعيات الناشطة من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للنشاط والمساهمة في العمليات التحسيسية ضد الوباء وعمليات التطوع والتضامن الوطني.
سطّرت عدّة جمعيات ثقافية ناشطة بولاية وهران، رغم طابعها الثقافي برنامجا خاصا يتماشى والجائحة التي لا زالت متواصلة بالجزائر منذ مارس المنقضي، وذلك بتنظيم سلسلة نشاطات ثقافية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى تضامنية وتطوعية للمساهمة في القضاء على وباء كورونا.
ومن بين الجمعيات التي تقرّبت منها ”المساء” جمعية ”أمل للمسرح التكنولوجي” بوهران، برئاسة المسرحي والفنان والمخرج محمد ميهوبي، الذي كشف عن أنّ الجمعية كانت بصدد التحضير لبرنامج ضخم خلال السنة الجارية، غير أنّ انتشار الوباء وتجميد النشاط دفع الجمعية للتحول للنشاط عبر وسائط التواصل الاجتماعي،
وكشف محمد ميهوبي، عن أنه مباشرة بعد غلق القاعات وانتشار الوباء ”كنّا ملزمين بالمساهمة في محاربة الوباء وذلك من خلال عمليات تحسيسية وتوعوية لصالح الشباب للمساهمة في القضاء على وباء كورونا، ولقد لقيت العملية تفاعلا كبيرا من الجمهور خلف الشاشات الزرقاء”.
وأوضح ميهوبي، أنّ البرنامج ضمّ أيضا إطلاق مجموعة مسابقات لصالح الشباب والأطفال للمساهمة في إبقاء العائلات في المنازل، من خلال مسابقة في الارتجال وأخرى للكتابة في مسرح الطفل، وقال ”قدّمنا 40 درسا حول المسرح للمبتدئين عبر الفايسبوك وأخرى تطبيقية، كما سنقوم بإصدار مطوية خاصة صادرة عن الجمعية، ستضم طرق الحماية والتحسيس بفيروس كورونا لصالح الأطفال، وسيتم طبع وتوزيع 1000 مطوية على الأطفال بالأحياء الشعبية، إلى جانب سلسلة محاضرات حول وسائل حماية الأطفال من مرض كورونا بمشاركة فنانين ومختصين في المجال عبر الفايسبوك.
كما ستشرع الجمعية في التدريبات الخاصة لإنتاج مسرحية ”عربة وحكايات” الخاصة بالأطفال والتي تأجلت سابقا، حيث سيتم الشروع في التحضيرات داخل مقر الجمعية بتوفير شروط الوقاية والحماية، على أن تعرض عبر وسائط التواصل الاجتماعي لجمهور الأطفال ما سيساهم أيضا في التخفيف على الأطفال وإبقائهم بالمنازل في انتظار عرضها العام على خشبة المسرح بانتهاء الوباء والعودة للحياة الطبيعية.
كما تحضّر الجمعية ـ حسب ميهوبي ـ لإطلاق 30 مباشرا بمشاركة الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهي حصة أطلقت عليها تسمية ”حلقة فنان”، تخصّ المسرح ومحاربة كورونا وقال ”نحضّر لعمل مسرحي فردي آخر بعنوان ”احذر كورونا” حيث يتم التحضير للديكور وهو عرض سيكون بالمسرح مباشرة للتحسيس أكثر لما بعد كورونا وتجنّب عودة الوباء مستقبلا”، وذلك في الوقت الذي أعادت فيه الجمعية بث مسرحية ”أنا جزائري” بمناسبة ذكرى عيدي الاستقلال والشباب.
من جانبه أكّد بوعلام عبد الحفيظ، الأمين الولائي للاتحاد الولائي للفنون الثقافية، أنّ الجائحة ساهمت أكثر في تعميق مشاكل الفنانين المهمّشين أصلا، موضّحا أنّ المكتب الولائي كان بصدد التحضير لعارضة مقترحات كانت ستعرض على وزارة الثقافة، خاصة بوضعية الفنان وقانونه، حيث تم استقبال الفنانين التشكيليين من عدة ولايات، ثم تبعه لقاء مع المنتجين في مجال السينما، غير أنّ الاجتماعات توقفت بسبب الجائحة.
وأوضح المتحدّث أنّ المكتب عبر فرعه ببلدية وادي تليلات، نظّم عمليات تعقيم وتطهير للشوارع وشارك في حملات التحسيس، كما تمّ تنظيم زيارات لبعض الفنانين، وأكّد المتحدّث أنّ جائحة كورونا، أكّدت مجددا على ضرورة وجود قانون خاص بالفنان، يحدد الحقوق والواجبات، خاصة وأنّ المساعدات المالية التي أقرتها الوزارة لم تصل بعد لعدد كبير من الفنانين الذين يعانون في صمت بعد توقف النشاط، إلى جانب عدم تحديد المستفيدين وكيفية تحديد القيمة المالية ولا الفنانين المعنيين، سيما بوجود فنانين لا يملكون بطاقة ”أوندا” وينشطون منذ سنوات، ودعا المتحدث لضرورة العمل على إنقاذ الفنانين خلال الفترة الحالية والذين لم يجد بعضهم حتى مبلغا للتنقل من بلدياتهم نحو مقر الجمعية بقلب مدينة وهران.
من جهتها أكّدت السيدة حليمة طبجي، رئيسة جمعية ”جوهرة وهران الباهية الثقافية”، أنّ الجمعية رغم تواجدها بالساحة الفنية منذ أشهر فقط، إلا أنّها ساهمت في عمليات التحسيس والتطوع خلال الأشهر الأخيرة، وذلك من خلال خياطة المنخرطات الكمامات التي وزعت على المواطنين وتجاوز عددها 2000 كمامة، إلى جانب توزيع مواد التعقيم والمطويات، كما لم تهمل الجمعية دورها التضامني من خلال زيارات بعد المرضى والمجاهدين والمتقاعدين وأئمة المساجد وعمال النظافة ممن ساهموا ولازالوا في الصفوف الأولى لمحاربة الوباء.
وتحضّر الجمعية حاليا، لبرنامج خلال موسم الصيف لصالح الأطفال من خلال زيارات وتسليم ألعاب ومواد رسم وألوان زيتية للمساهمة في دعم الأطفال نفسيا والبقاء بالمنازل. جمعية ”القارئ الصغير” التي تعدّ من أنشط الجمعيات بوهران، أكّدت عبر موقعها الالكتروني تأجيل مهرجان القصة الذي كان مقررا شهر مارس وذلك بسبب الوباء وشاركت الجمعية من خلال شبكة التواصل الاجتماعي في عمليات التحسيس من خلال الملصقات والمطويات الخاصة بكيفية تنظيف اليدين وسبل الوقاية خاصة لدى الأطفال، فيما تبقى الجمعية في انتظار القضاء على الوباء للعودة للنشاط خاصة وأن نشاطاتها تخصّ الأطفال الذين هم ملزمون بالبقاء في المنازل. من جانبها، جمعية ”نوميديا الثقافية” على لسان رئيسها سعيد زموشي، أكّدت أن الجمعية وضمن برنامجها للمساهمة في القضاء على انتشار وباء كورونا، نظمت عدة عمليات تحسيس وتوعية وسط المواطنين مع المشاركة في القضاء على الإشاعات التي روّجت حول عدم وجود الوباء، من خلال أعضائها والتقرب من المواطنين، إلى جانب تنظيم مطعم للرحمة خلال رمضان وتوزيع 100 وجبة محمولة يوميا بمساهمة أعضاء الجمعية ومحسنين، وفي المجال الثقافي قامت الجمعية بالتنسيق مع جمعيات أخرى والمحافظة السامية للأمازيغية بإطلاق مشروع ثقافي خاص بترجمة عدة قصص، ونوّه المتحدث بالحس المدني للمواطنين.