انطلقت سهرة أول أمس بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بالباهية، فعاليات الطبعة العاشرة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، بحضور كوكبة من نجوم الشاشة الفضية الجزائرية والعربية على غرار السورية رغدة، جمانة مراد والممثل القدير أسعد فضة واللبنانية مادلين طبر والمخرج المصري مجدي أحمد علي. ومن الجزائر الممثل صالح أوقرت والممثل عماد بن شني والممثلة سارة لعلامة.

في كلمته الافتتاحية، ثمّن وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي هذا الموعد السينمائي العربي الهام حيث قال «إنّ المهرجان يحتفي بطبعته العاشرة، وأصبح موعدا سنويا يشغل حيزه ومكانته ضمن خارطة المهرجانات السينمائية العربية المختلفة والمتعددة».

وأضاف «هذه اللحظة فارقة فعلينا أن نفكر في وضع آليات جديدة في مجال السينما من خلال تطوير الإنتاج العربي المشترك.. فقضايانا متشابهة وهمومنا متشابهة وهناك علاقات جيدة تربط الكثير من الفاعلين في المؤسسات السينمائية يمكننا أن نطورها إلى أعمال مشتركة لأن الصورة اليوم هي التي تغير الكثير من الذهنيات في العالم، وكثير من الأفلام في البلاد العربية تركت بصمة كبيرة في تحولات المجتمع العربي».  كما أوضح الوزير أنّ مسيرة هذا المهرجان الممتدة لعقد كامل احتفت بالفيلم العربي، أو أصبح يوجه اهتمامه بصورة كبيرة نحو الإنتاج السينمائي العربي وصناع السينما العرب، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة الحفاظ على هذا الموعد السنوي الهام، علما أن الحكومة الجزائرية لا تتأخر في دعم الصناعة السينمائية عملا بتوصيات رئيس الجمهورية.

من جهة أخرى، أكد المتحدث أنّ الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة حريصة على استقبال المشاريع الأكثر جدّية التي تسمح بتقديم وإنتاج أعمال مميزة وقيّمة.

في ختام كلمته، أكد الوزير على أن الوزير الأول كان قد أعلن من على المنبر البرلماني عن إرادة الحكومة في إعادة بعث الصناعة السينمائية لتكون من أهم روافد الاقتصاد والثروة الوطنية، وأيضا من أجل استعادة الجزائر لتألقها السينمائي الذي عرفت به، سواء بتقديمها لأسماء لامعة أو لإنتاجها أفلاما خالدة في سجل الذاكرة السينمائية الجزائرية والعربية والدولية بصفة عامة. كرم المهرجان في حفل الافتتاح الممثل الجزائري حسان بن زراري الذي شارك في تأسيس المهرجان من أول طبعاته والممثلة السورية رغدة والممثلة التونسية منى نور الدين والممثلة الجزائرية نادية طالبي، في حين غاب عن المهرجان الممثل المصري القدير عزت العلايلي أحد المكرمين الذي تعذر عليه الحضور بسبب وفاة زوجته. كما كرمت بالمناسبة أسماء أخرى على رأسها الروائي الجزائري الراحل مولود معمري والممثلة المصرية الراحلة كريمة مختار والراحل حسن الحسني. للإشارة، تعرف الطبعة العاشرة من مهرجان الفيلم العربي مشاركة 31 فيلما عربيا دخلت المنافسة يوم أمس، تتوزع على ثلاث مسابقات وهي الأفلام الروائية الطويلة بـ11 فيلما والأفلام القصيرة بـ10 أفلام والوثائقية بـ 10 أفلام من بينها 7 أفلام جزائرية.

وتعود الأفلام المشاركة لـ12 دولة عربية هي مصر، سوريا، لبنان، المغرب، العراق، الأردن، فلسطين، السودان، البحرين، السعودية وموريتانيا، إضافة إلى الجزائر.

وإلى جانب عرض الأفلام، ينظم المهرجان ندوات متخصصة تناقش «السينما وحقوق المؤلف» و»رقمنة الأفلام» و»النقد السينمائي»، وكذا ثلاث ورشات عمل تتناول «كيفية إنجاز فيلم من الكتابة إلى الإنتاج» و»إخراج وتصميم المؤثرات الصوتية»، و»علاقة المخرج بالممثل أمام الكاميرا»، إلى جانب منافسة بانوراما الفيلم القصير وفيلم الموبايل موجهة للشباب هواة السينما.

وسيتم عرض أفلام خارج المنافسة بالولايات المجاورة وهي مستغانم، معسكر على غرار الفيلم المصري المثير للجدل «مولانا» بحضور مخرج وأبطال العمل والفيلم التاريخي الجزائري عبد الحميد ابن باديس.

ويلتفت المهرجان هذه الطبعة لفرقة ثلاثي الأمجاد التي ستحظى بتكريم خاص نظير عطائها الطويل في مجال الكوميديا، بعدما كرم المهرجان في طبعته السابقة فرقة بلا حدود.