الملتقى الوطني "أعمال محمد ساري"
حديث عن النقد والترجمة ومحطة أخرى للأدب الشعبي
- 494
ينزل الأديب والمترجم محمد ساري، غدا، ضيفا على كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة معسكر حيث ينظم ملتقى وطني حول أعماله الروائية والنقدية والترجمية، وسيرافقه صديقه البروفيسور عبد الحميد بورايو.
أشار الأستاذ ساري عبر صفحته الإلكترونية أنه سيمر مع البروفيسور بورايو، اليوم بقسم الترجمة بجامعة غليزان حيث يتم تنظيم ملتقى وطني حول الترجمة والأدب. علما أن بورايو سيكون ضيف شرف اللقاء، كما أن عددا من المداخلات المبرمجة تتمحور حول اعماله الترجمية في الأدب الشعبي، وسيقدم البروفيسور بورايو بالمناسبة محاضرة عن "تجربته في مجال الترجمة والأدب الشعبي" فيما يقدم الكاتب محمد ساري "تجربته في مجال الترجمة".
في اليوم الموالي، يصل الصديقان إلى جامعة مصطفى اسطنبولي بمعسكر (كلية الآداب واللغات مخبر المناهج النقدية المعاصرة وتحليل الخطاب)، وسيتناول الملتقى الوطني "محمد ساري بين خصوصية الكتابة الابداعية والتجربة النقدية" عدة مشاركات منها مداخلة للبروفيسور عبد الحميد بورايو عن "خيارات ساري الموضوعاتية في الكتابة الروائية والترجمة والنقد" ويقدم ساري "السفر في كتابة الرواية والنقد والترجمة".
للإشارة، فقد كان ساري قد ثمن الدور الذي يمكن أن تقوم به الجامعة في مجال تطوير النقد الأدبي والبحث الأكاديمي في حقل النقد.
اعتمد ساري على البنيوية التكوينية في بداية مشواره الذي واصله بالبحث في نظرية الرواية وآليات كتابتها، كما شكلت الكتابات النظرية والممارسة التطبيقية التي أنجزها محمد ساري من خلال كتابه "البحث عن النقد الأدبي الجديد" محاولة جادة لطرح مقاربة أكثر دقة حول مسار النقد الجزائري ، مع السعي لتعزيز النقد الروائي على وجه الخصوص بأدوات وإجراءات إضافية تتبلور في منحى تحديث الخطاب النقدي الاجتماعي، وتوفر إمكانية أخرى تخلصه من المفاهيم الثابتة للانعكاس التلقائي والوثائقية، للصورة الاجتماعية في ثنايا النصوص الإبداعية التي عرفها النقد الاجتماعي على أيدي من سبقه من النقاد الجزائريين.
كما يرى ساري أن للنقد دور لا يستهان به في الترويج للعمل الأدبي، وعادة ما كان النقد (أو غيابه) عاملا حاسما في تحديد مصير بعض الكتاب، معتبرا أن هناك نقد يمارسه الجامعيون عبر رسائل الماجستير والدكتوراه، وللأسف يبقى سجين الجامعة لأنه لا ينشر ولا يصل خبره حتى إلى وسائل الإعلام.
بالنسبة للترجمة فهي عند ساري أمر معقد لأسباب متعددة، أهمها الازدواج اللغوي والإرث الاستعماري، معتبرا أن الترجمة الأدبية في الجزائر بقيت سنوات عديدة ملتصقة بترجمة جزائرية - جزائرية، أي أن أغلبية الترجمات التي أنجزت منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، انصبت على ترجمة الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية إلى العربية.
للتذكير، فقد اشتغل ساري في النقد الأدبي منذ سنوات الدراسة الجامعية وقد نشر كتبا عديدة منها "البحث عن النقد الأدبي الجديد، "محنة الكتابة"، "في معرفة النص الروائي: تحديدات نظرية وتطبيقات" "الأدب والمجتمع "، "وقفات في الفكر والأدب والنقد . كما ترجم روايات كثيرة من الفرنسية إلى العربية لكتاب جزائريين أمثال مليكة مقدّم، أنور بن مالك، بوعلام صنصال، ياسمينة خضرا (4 روايات)، سليم باشي، مايسة باي، جمال سويدي، حميد سكيف، مالك حدّاد (سأهديك غزالة)، رشيد بوجدرة (رسائل جزائرية)، وثلاثية الشمال (سطوح أرسول، غفوة حواء، ثلوج من رخام) لمحمد ديب، وروايتين لسانت إكسيبيري (أرض البشر والأمير الصغير).