المركز الثقافي بباريس يستضيف كريستيان فلين

حديث عن محامي الضعفاء موريس الأدميرال

حديث عن محامي الضعفاء موريس الأدميرال
  • القراءات: 750
مريم. ن مريم. ن
يستضيف المركز الثقافي بباريس، مساء يوم الخميس، المؤرّخ ورجل القانون المعروف كريستيان فلين المعروف بمواقفه الملتزمة تجاه الجزائر، لتقديم كتابه الجديد "غواد لوبي في الجزائر، 1864- 1955" الذي يبرز مسار محامي الجزائريين الضعفاء موريس الأدميرال.
يعتبر موريس القوادالوبي شخصية حاضرة في تاريخ نضال الشعب الجزائري إبان الفترة الاستعمارية، هذا الرمز الآتي من خارج الجزائر كابن خلاسي (هجين) عانى العبودية ومرارتها ليستقر مبكرا في الجزائر ويشقّ طريقه نحو المجد من خلال تبنّيه للقضية الجزائرية وكفاح الجزائريين «الأهالي» أو كما كانوا يسمون بـ»الأنديجين»، ولم يخش في ذلك لومة لائم ولم تتغيّر عزيمته ولا قناعاته حتى كتب له أن يشهد اندلاع الثورة التحريرية المباركة ليغادر الحياة في سنة 1955.
كان موريس الأدميرال الناطق الرسمي باسم الأهالي، لذلك ارتفع صوته مدويا في المحافل وفي قلب الإدارة الاستعمارية وعبر ساحات محاكمها، بالتالي أطلق عليه اسم «أنديجنوفيل» باعتباره متعصّبا للأهالي، بينما لم يكن سوى صوت الحق في زمن الظلم والاستعمار.
اشتغل الراحل موريس مستشارا في المجالس المحلية مكلّفا بشؤون الأهالي من سنة 1908 إلى عام 1919، ورأس أوّل بعثة منتخبة انتقلت لباريس للمطالبة بحقوق أوسع للمسلمين (الجزائريين) فيما يتعلّق بالحقوق المدنية، ثم اختير محاميا معتمدا من طرف زملائه الأوروبيين عام 1913 ليحتفظ بهذا المنصب حتى اندلاع الحرب العالمية الكبرى سنة 1939.
ارتبط اسم موريس الأدميرال بثورة «مارغريت» وهو اسم قرية «عين التركي» قرب عين الدفلى التي ثارت ضدّ فرنسا وصدرت أحكام جائرة في حق أبنائها سنة 1901، فتكفّل بالدفاع عنهم حتى الاستماتة ليكتسب شهرة كبيرة في الأوساط السياسية والقانونية وتتعزّز مكانته أكثر في الضمير الثوري للجزائريين، كما تكفّل الراحل بالتصدي لسياسة مصادرة الأراضي وكشف كذب الدعاية الاستعمارية بأن «الجزائر مسالمة»، أي أنّها راضية بالاحتلال.
وسجّل ألبير كامو مواقف موريس عندما كان صحفيا مبتدئا خاصة في قضية الشيخ الطيب العقبي ومقتل المفتي الأكبر، وبعد سنة 1945 أصبح موريس رمزا وقدوة لجيل كامل من المحامين الشباب ممّن دافعوا عن المناضلين الجزائريين الوطنيين، خاصة من الحركة الوطنية، ليبقى حتى رحيله يعشق الجزائر بجنون وينتظر بزوغ حريتها وكان له الحظ في أن يشهد اندلاع الثورة التحريرية التي فجّرها أبناء «الأنديجين» الذين دافع عنهم وذاق مثلهم ألم العبودية.
للإشارة، سبق للكاتب كرستيان فلين أن أصدر العديد من الكتب والدراسات الخاصة بالتاريخ الاستعماري في الجزائر كان آخرها «مارغريت الثورة المنسية» سنة 1912، والأستاذ كريستيان من عائلة فرنسية عاشت في الجزائر عبر أربعة أجيال، اشتغل متعاونا مع وزارة الفلاحة والاستصلاح الزراعي بالجزائر عقب الاستقلال وشارك في نقاشات خاصة بتاريخ الجزائر منشورة  في «صوت جزائري» ولا يزال يكتب إلى اليوم كمؤرّخ وكاتب ملتزم، علما أنه يمارس أيضا مهنة القضاء في العاصمة باريس.