الدورة 12 للمهرجان الدولي تخصّهما بتكريم
حسن عريبي وعلاوة بوغمزة.. أيقونتان في ذاكرة المالوف
- 483
كرّمت الدورة الثانية عشرة من المهرجان الدولي للمالوف، في قسنطينة، سهرة أوّل أمس، اسمين بارزين في عالم المالوف، هما الفنان الليبي الراحل حسن عريبي، وأحد أعمدة هذا الفن في الجزائر، شيخ عنابة علاوة بوغمزة؛ في لفتة تحمل معاني الوفاء والتقدير لأسماء تركت بصمتها في تراث الموسيقى العربية.
يندرج تكريم حسن عريبي وعلاوة بوغمزة في مهرجان المالوف الدولي بقسنطينة، ضمن روح الوفاء التي يتمسّك بها هذا المهرجان في الاحتفاء بالرموز الفنية التي ساهمت في إغناء التراث الموسيقي العربي. كما يُعدّ هذا التكريم دعوة مفتوحة للأجيال الصاعدة؛ للحفاظ على هذا الإرث الموسيقي الثمين، وضمان استمراريته في مواجهة تحديات العصر.
وشهدت السهرة الثانية تكريم الفنان الليبي الراحل حسن عريبي، أحد أبرز رموز المالوف الليبي، الذي كانت مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من نصف قرن، مَثلًا للتميّز، والعطاء.
وقد تَسلّم درع التكريم نيابة عنه، الأستاذ أحمد دعوب، مدير المركز القومي بالهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون في ليبيا، الذي عبّر عن امتنانه العميق للجزائر، ومحافظة المهرجان على هذه الالتفاتة، واصفًا إياها بـ"الوفاء الذي اعتدنا عليه من الجزائر". وفي كلمته، أشار دعوب إلى أنّ الفنان حسن عريبي يستحق هذا التكريم عن جدارة؛ نظراً لمساهماته الكبيرة في تطوير فن المالوف في ليبيا؛ حيث أسّس مركز البحوث ودراسات الموسيقى العربية في طرابلس. ولحّن العديد من الأغاني التي أصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من التراث الليبي. كما ترأّس عريبي مجمع الموسيقى العربية التابع لجامعة الدول العربية في بداية الثمانينات. وكان له دور بارز في اكتشاف العديد من الأصوات الفنية المتميّزة أثناء إشرافه على قسم الموسيقى في ليبيا.
وأضاف المتحدث أنّ حسن عريبي جمعته علاقات وطيدة بالجزائر؛ حيث شارك في ستينيات القرن الماضي في معظم المهرجانات الموسيقية التي أقيمت في الجزائر، ممثلًا ليبيا من خلال الفرقة الموسيقية التي ترأّسها في الإذاعة الليبية.
وحظي شيخ عنابة علاوة بوغمزة، أحد أبرز أعلام المالوف في الجزائر، بتكريم أيضا. ورغم غيابه عن منصة التكريم، فقد تَسلّم درع التكريم نيابة عنه، الفنان سليم رفاس، الذي أشاد بهذه المبادرة، ورآها تقديراً مستحقاً لشيخ قدّم الكثير لهذا الفن.
وفي كلمته، أكد رفاس أن هذا التكريم يُعدّ مبادرة هامة، تُبرز أهمية الاعتراف بعطاءات الروّاد، مضيفًا أنّ مثل هذه الخطوات تساهم في بناء جسور التواصل بين الأجيال الفنية، وتضمن انتقال هذا التراث الفني العريق من الشيوخ إلى الأجيال الجديدة، التي تمنى أن تكون خير خلَف لخير سلف.