إطلاق منصة رقمية للأرشيف

حماية الذاكرة المسرحية ورقمنة التراث المسرحي

حماية الذاكرة المسرحية ورقمنة التراث المسرحي
  • 689
دليلة مالك دليلة مالك

أطلق المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزيط، مؤخرا، منصة رقمية جديدة مخصصة لأرشفة وتثمين التراث المسرحي الجزائري، وكانت المرحلة الأولى قد استهلت بالفترة ما بين 1963 إلى 1972، إذ تتيح المنصة للزوار استكشاف مضامينها، وفي مرحلة لاحقة، ستكون متاحة للجمهور العام عبر الأنترنت.
تتميز المنصة بواجهة سهلة الاستخدام، تسمح للمستخدمين بالتنقل بين مختلف العروض المسرحية، وتضم حاليا، بالنسبة للفترة من 1963 إلى 1972، إحصائيات مفصلة، ومعلومات قيمة عن 39 مسرحية، بالإضافة إلى حوالي 300 سيرة ذاتية لممثلين وفنيين ميزوا هذه الحقبة الذهبية من المسرح الجزائري.
يهدف هذا المشروع، الذي يعد ثمرة عمل دام ستة أشهر، إلى الحفاظ على تاريخ المسرح الوطني الجزائري وإتاحته للباحثين والطلاب وعشاق الفن الرابع، من خلال توفير منصة غنية بالمواد، تشمل وثائق وصورا ومعلومات حول العروض والفنانين الذين مروا على المسرح الوطني، وتُعد هذه المبادرة خطوة هامة في إطار حماية الذاكرة المسرحية والأرشفة الرقمية للتراث المسرحي الجزائري.
وأكد اسماعيل انزارن، المدير المركزي لتوزيع النشاط الثقافي والفني، ممثلا عن وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، على أهمية هذا المشروع من حيث جمع أرشيف المسرح، باستعمال الرقمنة التي فرضت نفسها في مختلف المجالات،  وكذا في حماية التراث المادي وغير المادي، بالإضافة إلى أنها تسمح بوضع كل المنتوج المسرحي أمام الباحثين والطلبة، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيكون بداية لإنشاء منصات.
ثمن مدير المسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي، مبادرة مشروع أرشيف المسرح الجزائري، وأوضح أن هذا المشروع بدأت بوادره سنة 2014، بهدف تنظيم وهيكلة وجمع مختلف مكونات المسرح، على غرار جمع الوثائق والصور والملابس، من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي للمسرح الوطني الجزائري، مع السعي لأن تتعمم في كل المسارح الجهوية.
وأكد المخرج المسرحي زياني شريف عياد، صاحب فكرة المشروع، على أهمية هذه المبادرة، مشيرا إلى أنها "لا تهدف فقط إلى الأرشفة، بل أيضا إلى الاستفادة من مختلف التجارب والإنتاجات، ما يساهم في بناء هوية فريدة للمسرح الجزائري. وتتكون هذه الهوية من أعمال جميع الفنانين والمخرجين"، وأضاف "يُتيح المشروع إمكانية الوصول إلى المسرح الجزائري لجمهور أوسع، بما في ذلك الباحثين والطلاب والأجانب، كما يسمح بدراسة وإعادة تفسير التجارب المسرحية السابقة".
واكب افتتاح المنصة، تنظيم مائدة مستديرة حول أرشفة المسرح الجزائري، بحضور العديد من الفاعلين في مجال المسرح الجزائري، وتناولت المائدة المستديرة مواضيع مختلفة، بما في ذلك بدايات التكوين المسرحي في الجزائر، قدمه الدكتور محمد بوكراس، مدير المعهد العالي لمهن فنون العرض، إذ أكد على أهمية التكوين لدفع المسرح الجزائري إلى آفاق جديدة.
قدم الباحث مخلوف بوكروح عرضا حول جمهور المسرح الوطني الجزائري، موضحا الارتباط التاريخي بين الجمهور والحركة المسرحية، وتناول الكاتب والمسرحي محمد بورحلة موضوع التأليف والترجمة في المسرح الجزائري، مستشهدا بمسرحية "حمق سالم" لعبد القادر علولة.
وتحدث المؤلف والمسرحي والناقد بوزيان بن عاشور عن "مهرجان مسرح الهواة في مستغانم"، الذي انطلق عام 1967، وأكد الصحفي والكاتب نجيب اسطمبولي على الدور الضروري للنقد المسرحي في الجزائر منذ السنوات الأولى للاستقلال.