مستوحاة من قصة واقعية

حميد قرين يوقع «كلوندستين» بقسنطينة

حميد قرين يوقع «كلوندستين» بقسنطينة
  • 1241

وقع الكاتب والروائي حميد قرين، نهاية الأسبوع الماضي، بمكتبة «ميديا بلوس» في قسنطينة، بالإهداء، كتابه «كلوندستين» الصادر باللغة الفرنسية، عن منشورات «دار القصبة». وهو الكتاب الذي أنهاه سنة 2014 ولم يصدر إلا هذه السنة، معتبرا أن روايته لا تدخل في إطار الأدب الاستعجالي.

حسب الوزير السابق الذي كان محاطا بعدد من الأصدقاء والمعارف، فإنّ هذه الرواية التي بدأ كتابتها سنة 2011، مستوحاة من قصة حقيقية، تناولت العشرية الحمراء، مضيفا أن عددا قليلا من الروائيين تحدثوا عن هذه الفترة العصيبة من تاريخ الجزائر، وقال بأن عمله هذا ربما يفتح الشهية للروائيين الجزائريين لتولي موضوع بن طلحة أو مواضيع أخرى.

تحدث قرين في أمسية حميمية وقّع خلالها بالإهداء مولوده الجديد، عن فكرة هذه الرواية، التي قال بأنها جاءت خلال دردشة مع أحد أصدقائه بالعاصمة، وهو طبيب مختص في الأمراض الجلدية، متزوج من فرنسية. مضيفا أنّ صديقه الطبيب الذي كان يعيش حياة منعزلة عن المجتمع الجزائري، بسبب ميولاته الغربية، روى له قصة غريبة ومدهشة عن فتاة في مقتبل العمر تبلغ 19 سنة، تقدمت للعيادة الطبية من أجل بثر ثدييها، لتكون مثل الرجال وتتأقلم مع عملها في محطة تنظيف السيارات، لأن أنوثتها -حسب الطبيب- أصبحت تزعجها وتشكل لها عائقا أمام زملائها الرجال، خاصة أنها كانت تخبرهم بأنها رجل وليست بنتا، وحاولت إخفاء أنوثتها مرارا في محيطها الخارجي، من خلال قص شعرها وارتداء القبعة والملابس الرجالية.

حميد قرين الذي تناول القصة في روايته بنوع من التراجيديا، تطرّق عبر شخصية صديقه الطبيب الذي كان يجهل ما يحدث في الجزائر، كونه لا يتابع سوى نشرات الأخبار الفرنسية، إلى تفاصيل قصة بطلة روايته، التي نصحها بالذهاب إلى طبيب نفسي بعدما تأكد أن ثدييها ليس بهما أي مرض، لتتواصل القصة وتبرز خيوطها من خلال تسليط الضوء على المشكل الحقيقي لهذه الفتاة، التي كشفت تفاصيل الرواية أنها ضحية من ضحايا مجزرة بن طلحة التي خلفت القتلى والجرحى بسبب الإرهاب الوحشي.

قال قرين بأنه زار حي بن طلحة سنة 1999 وعاد إليه سنة 2003،  بعدما سمع قصة صديقه الطبيب إلى غاية سنة 2011، حتى يتقرّب أكثر من مكان الحدث الذي كان ضمن عناصر روايته، وأكد أنه وقف على الآثار البشعة التي خلفتها المجزرة الدموية التي وقعت أمسية 22 سبتمبر سنة 1997. مضيفا أن أثار المجزرة بقيت سنوات داخل هذا الحي وبين سكانه، وكشف عن أنه واصل من خلال مخيلته وحديثه مع بعض الأصدقاء الذين عايشوا الحدث، تصوير حياة هذه الشابة بعد الأحداث المأسوية ونسج خيوط روايته التي تحدثت عن عملية اختطاف وسبي داخل معسكر لأحد الأمراء، كما قال بأنه تحدث بتفاصيل دقيقة عن المجزرة في روايته قبل أن يضطر لحذف بعض المقاطع التي كانت تصوّر بشاعة المجزرة، بطلب من الناشر.      

للإشارة، صدر للروائي حميد قرين العديد من المؤلفات، على غرار كتاب «مثل الظلال الخفية» سنة 2004، «وقائع انتخابات مختلفة» سنة 2005، «استقبال النهار قبل الليل» سنة 2006. كما صدرت له أول رواية بعنوان «آخر الصلاة « وخمس 05 روايات بين سنوات 2007 و2011، وهي على التوالي «ليل الحقد»، «قهوة جاد»، «لن يكون طريقا طويلا»، «عطر الشيح» و»حياة على أطراف القدم» قبل الرواية الأخيرة «كلونديستين» التي صدرت سنة 2017.

 

ز. الزبير