عملية استثمارية كبرى لترميم المدينة القديمة بقسنطينة

"دار الإبداع" في قلب الرؤية الثقافية الجديدة

"دار الإبداع" في قلب الرؤية الثقافية الجديدة
وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة
  • 185
ن. جاوت ن. جاوت

تفتح قسنطينة، مدينة الجسور والذاكرة العميقة، صفحة جديدة في مسار صون تراثها العريق، بعد إعلان وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، عن إطلاق عملية استثمارية كبرى مخصّصة لترميم المدينة القديمة والحفاظ عليها. خطوة تندرج ضمن التوجّهات الاستراتيجية للدولة الرامية إلى حماية التراث الثقافي والمعماري وتثمينه، وإعادة الاعتبار للنسيج العمراني الأصيل الذي شكّل عبر القرون روح المدينة وهويتها.

ولا يقتصر هذا المشروع على الترميم في بعده التقني، بل يتجاوز ذلك إلى رؤية أشمل تسعى إلى بعث الحياة في المدينة القديمة، وجعل قسنطينة مركزًا ثقافيًا وسياحيًا نابضًا بالحركة والإشعاع، بما ينعكس إيجابًا على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، ويعيد وصل الماضي بالحاضر في تناغم يحترم الذاكرة ويستشرف المستقبل.

وفي قلب هذا المسعى، تابعت وزيرة الثقافة والفنون، رفقة الوالي عبد الخالق صيودة، أشغال ترميم الزاوية التجانية السفلى، أحد المعالم الروحية والتاريخية البارزة في المدينة القديمة. وخلال هذه الزيارة الميدانية، استمعت الوزيرة إلى شروحات معمّقة حول سير المشروع ومراحله، معبّرة عن إعجابها بالأشغال الجارية، مؤكّدة أنّ الحفاظ على هذا المعلم لا يعني صيانة حجر فحسب، بل صون جزء أصيل من الذاكرة الوطنية والتراث الروحي والثقافي للجزائريين.

ومن معالم الروح إلى فضاءات الإبداع، انتقلت الزيارة إلى متحف "دار الإبداع"، حيث وقفت الوزيرة على وضعيته الحالية وتفقدت مختلف فضاءاته. ودعت بالمناسبة إلى إعادة توجيه هذا الصرح الثقافي ليغدو متحفًا تاريخيًا وفنيًا يعكس غنى قسنطينة وتعدّد رموزها الثقافية والفنية، ويمنح الذاكرة المحلية مساحة عرض وحوار مع الأجيال الجديدة. وترى وزارة الثقافة والفنون في "دار الإبداع" أكثر من مبنى، بل فضاءً حيًا ومفتوحًا للمبدعين والفنانين والجمهور، ومركز إشعاع ثقافي يحتفي بالإبداع، ويعيد للفعل الثقافي دوره في الحياة اليومية للمدينة، في انسجام مع عمقها الحضاري وفرادتها التاريخية.