ينظّم مخبر الدراسات التاريخية والأثرية –فرقة العمارة والفنون الإسلامية- بمعهد العلوم الاجتماعية والانسانية "عبد الله مرسلي" بتيبازة اليوم 17 أكتوبر، ندوة بيداغوجية وطنية حول "السكة بالجزائر عبر العصور"، ويكتسي هذا الموضوع أهمية بالغة لارتباطه الوثيق بالتاريخ الوطني سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو العقائدية ، كما أنّ السكة مصدر موثوق لكتابة التاريخ.

تشرف على هذه الندوة الوطنية الدكتورة فهيمة رزقي ويسعى هذا اللقاء العلمي إلى عرض أهمية السكة في التاريخ لما تمثّله من كتابة ورموز وزخارف هندسية ونباتية من أبعاد لها علاقة بالجانب التاريخي، ولهذا فأهمية المسكوكات، حسب ديباجة الندوة، في تاريخ الحضارات الإنسانية تتجلى في أنها مصدرا موثوقا لكتابة التاريخ بمجالاته المتعدّدة. وتمثّل صناعة السكة جانبا حيويا ومميّزا للحضارات الإنسانية، بالإضافة إلى ما تحمله من جوانب تقنية وفنية تتمثل في طرق صناعتها من حيث المواد والمعادن المستعملة، وتنظيماتها الإدارية المشرفة على ضربها وضبط أوزانها ومعاييرها، ودورها الاقتصادي والسياسي والإشهاري. وللمسكوكة بما تحمله على الوجه والظهر من كتابة ورموز وزخارف هندسية ونباتية أبعاد لها علاقة بالجانب التاريخي والسياسي والاقتصادي والعقائدي، ولهذا فأهمية المسكوكات في تاريخ الحضارات الإنسانية تتجلى في أنّها مصدر موثوق لكتابة التاريخ بمجالاته المتعدّدة.

فالسكة والقيم النقدية هي العامل المشترك للنظام الاقتصادي لأيّ دولة وتعكس تطوّرها وتضمن لها السلطة السياسية داخليا وخارجيا، كما تقدّم لنا معلومات واضحة ومؤكّدة للتنظيم السياسي لمختلف المجتمعات، وتعتبر وسيلة تعريف لأيّ حاكم سواء أكان إمبراطورا، أو ملكا أو سلطانا. وتزخر المتاحف الجزائرية بمجموعات كبيرة وقيمة من السكة الجزائرية بمختلف فتراتها تؤرّخ لتاريخ الجزائر ومكانتها في حوض البحر الأبيض المتوسط، والتي تعدّدت أنواعها وأصنافها من حيث  الوزن والشكل والمحتوى ودور ضربها. وتظهر أهمية السكة في استخدام طبيعة المعدن، وصفاء العملة وتقاتها، ومقدار وزنها وعيارها، وانتشار ورشاتها، ومدى اتّساع رقعة تداولها، أما بالنسبة للمجال الفني فإنّ المسكوكات تفتح أمام الباحثين نافذة عن صناعة المعادن وتقنية زخرفتها، ومضامينها الكتابية، وتواريخ ودور ضربها. وعليه فإنّ إشكالية الندوة تتمحور حول التساؤل التالي “فيما تمكن اهمية السكة؟، وما مدى مواكبة المتاحف بالجزائر لمقاييس حفظ السكة وعرضها وتثمينها مع الطرق والوسائل المعمول بها عالميا".

من أهداف هذه التظاهرة العلمية، تسليط الضوء على تاريخ العملة الجزائرية عبر العصور من خلال المجموعات المحفوظة بالمتاحف، مع التعريف بتقنيات صناعة السكة الجزائرية عبر العصور، وكذا إبراز الكتابات والنقوش الواردة على السكة الجزائرية عبر مختلف العصور التاريخية. هناك أيضا مسألة ابراز التأثيرات المحلية والأجنبية التي ظهرت على السكة الجزائرية عبر مختلف العصور التاريخية، وكيف استخدمت السكة الجزائرية كأداة للدعاية، مع كيفية حفظ ودراسة وتوثيق وعرض السكة الجزائرية، وإبراز دور الرقمية والتكنولوجيا الحديثة في دراسة السكة الجزائرية. ومن محاور التظاهرة يوجد المحور الأول المتعلّق "بالسكة الجزائرية عبر العصور"، وأيضا "تقنيات دراسة السكة الجزائرية"، و"دور المخابر التقنية في دراسة السكة الجزائرية"، و"الحفظ".