اختتام مؤتمر "تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية"

دعوة إلى التجديد والوسطية والمراهنة على الأسس التعليمية

دعوة إلى التجديد والوسطية والمراهنة على الأسس التعليمية
  • 1840

أوصى البيان الختامي لأشغال المؤتمر الدولي حول "تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية"، الذي احتضنه فندق "الأوراسي" بالجزائر لمدة يومين (23 و24 أفريل الجاري)، بمشاركة العلماء والقائمين على مراكز البحث الأكاديمي من عدة دول، على "تجديد الخطاب الديني" واعتماد أسس تربوية، ركائزها الإيمان الصحيح ومنهاج الوسطية، بهدف صد ما يحاك ضد الأمة لضربها في عقيدتها.

تمت في هذا السياق الدعوة إلى "تحرير الفتوى من قبضة المخابر الإمبريالية التي تصدر لنا أشباه الفقهاء في أثواب وهيئات تعود إلى عهود الفتن والنزاعات التي لا تمت إلى واقعنا المعاش بصلة"، يضيف الموقعون على بيان الجزائر. أكد المشاركون بهذا الخصوص أن "مكائد القوى التي تمول الإرهاب لا تتوقف عن غيها مادام الإرهاب هو الأداة التي تكيد بها للإسلام، بعد أن وصمته ظلما بأنه مصدر الإرهاب والتخلف".

بالمناسبة، ذكر الموقعون على البيان أن "الجزائر بفضل حكمة قيادتها الرشيدة وبفضل سياسة المصالحة الوطنية، تمكنت من فك عقدة الإرهاب وضمدت الجراح، وجعلت الشعب الجزائري يعلن أن إسلامه أقوى من شعارات الإرهاب".

في نفس الإطار، دعا المشاركون أيضا إلى "العناية بالناشئة باعتماد أسس تربوية وتعليمية، ركائزها الإيمان الصحيح لمواجهة الهدم الديني،  ولباسها الأخلاق واحترام معتقدات ومذاهب الآخرين دفعا للفتن  والشحن المذهبي والطائفي".

شدد المشاركون كذلك على أهمية تطوير مضامين التربية الإسلامية في البلدان الغربية للجاليات المسلمة المقيمة هناك، بما يتوافق مع المجتمعات وخصوصياتها التاريخية، مع العمل على تبادل التجارب والخبرات بين القائمين على شؤون التربية والتكوين في البلاد الإسلامية.

في ختام الأشغال، كرم المجلس الإسلامي الأعلى منظم هذا المؤتمر،   رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بهدية رمزية.

للإشارة، تناول المشاركون خلال محاضراتهم وخلال الورشات، مسألة إصلاح وتجديد التربية الإسلامية والتعليم الديني من حيث المضامين وطرق التدريس وتكوين المكونين، علما أن ذلك يعتبر حاجة للمستقبل وليس استجابة للظرفية أو لاعتبارات سياسية عالمية، أو لامتلاءات ورؤية إيديولوجية، لكنها بهدف الحفاظ على مكسب التعليم القرآني ومدى علاقة هذا التعليم وحاجيات الواقع.

أبدى المشاركون انتقادهم من أسلوب التلقين في التعليم العشوائي، لأنه يؤدي إلى عواقب وخيمة، خاصة في عصرنا المتسم بالتعقيد والمتطلب للتخصص والمنهجية والمؤسساتية. وقد أبدت التجارب أن الممارسة العشوائية والفردية في هذا المجال أثمرت سلبا، فخرج علينا التشدد والتكفير باسم الإسلام، واتفق المشاركون في أشغالهم على الكثير مما يتعلق بالمناهج والبحث في الشخصية والفرد المراد تكوينه، وكذا دور الدين في حياتنا، مع تفادي النموذج السطحي البعيد عن الواقع والراهن المحتاج إلى التجديد للوصول إلى مسلم متصالح مع الحياة والكون والعلم.

كما حث الدكتور عبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى،  على أنه حان الوقت لاستعادة الوعي للانعتاق من التخلف واللحاق بالركب، أما إذا حصل غير ذلك، فستجرف العولمة المسلمين. علما أن الإسلام اليوم يتعرض لهجمة شرسة وتلصق به تهمة الإرهاب لتجريده من هذا المقوم الحضاري. كما أشار المتحدث في تدخله يوم الاختتام إلى أن الإرهاب لم تلده المدرسة على الأقل بالجزائر، لكنه غالبا ما ولد في مخابر أجنبية، ثم انفلت ليصبح ظاهرة تجاوزت الحدود.

مريم.ن