يُعد أحد أعلام التصوف في المغرب العربي
دعوة إلى جمع تراث الشيخ سيدي أبي مدين شعيب

- 190

دعا مشاركون في ندوة فكرية حول مسيرة وفكر الشيخ سيدي أبي مدين شعيب الغوث؛ أحد أعلام التصوف في المغرب العربي، نُظمت بولاية الأغواط، إلى تشجيع الباحثين على جمع تراث الشيخ سيدي أبي مدين شعيب الغوث، وطباعته.
أكدت توصيات هذه الندوة التي عُقدت ضمن فعاليات الطبعة 11 من المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي والتي اختُتمت مؤخرا بدار الثقافة التخي عبد الله بن كريو، على العمل بخصوص تحفيز الدراسات الأكاديمية حول فكر هذه الشخصية الصوفية؛ من خلال الرسائل والأطروحات الجامعية، والاستفادة من الموروث الصوفي لهذا الشيخ الجليل، في تعزيز الوحدة الوطنية، والانفتاح على الثقافات الأخرى، كما أوضح لـ "وأج"، رئيس الندوة نور الدين بن نعيجة.
كما حث المشاركون على ضرورة ترجمة مؤلفات وأفكار أعلام التصوف الجزائري، وفي مقدمتهم الشيخ سيدي أبي مدين شعيب الغوث، إلى مختلف اللغات العالمية؛ لإبراز المساهمة الجزائرية في إثراء التراث الإنساني، والتأكيد، أيضا، على أهمية تعزيز البعد التربوي والأخلاقي للسماع الصوفي، وربطه بالقيم الاجتماعية الإسلامية، إضافة إلى الدعوة لإنشاء منصات رقمية ومواقع إلكترونية لجمع وتحقيق التراث الصوفي الجزائري، وإتاحته للباحثين والمهتمين، وفق المصدر ذاته.
وتم اقتراح، كذلك، إنتاج محتويات سمعية بصرية، تبرز الروابط الروحية والجهادية والتاريخية بين الجزائر وبقية دول العالم الإسلامي، وتوسيع نطاق جمع المخطوطات والدواوين المرتبطة بالطرق الصوفية. وخلصت التوصيات إلى ضرورة إبراز الأدوار التاريخية التي لعبها المتصوفة في مناهضة الاحتلال، ونشر قيم السلم، مع اقتراح تنسيق مؤسساتي بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والفنون، لإنشاء مشاريع بحثية مشتركة تُعنى بدراسة التراث الصوفي في الجزائر بمختلف أبعاده، كما جرى شرحه.
وأُسدل الستار على فعاليات الطبعة الحادية عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي (13-16 ماي) المنظم تحت شعار: "السماع الصوفي: إرث الماضي.. لحن الحاضر.. وآفاق المستقبل". وحسب محافظ المهرجان أحمد بن الصغير، فإن هذه التظاهرة جمعت بين عراقة التراث الصوفي وجمالية الفن الموسيقي الروحاني. وجاءت لتكرس الجزائر كفضاء عالمي للحوار الثقافي الروحي؛ من خلال مشاركة وفود فنية وفكرية من نحو 30 دولة من العالم العربي وإفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، مع اختيار جمهورية أوزبكستان ضيف شرف هذه الطبعة. وفي هذا الصدد، قال المنشد زكرياء السبهي من ليبيا: "حين ننشد في الجزائر نشعر أننا في حضن الأمة. ولوحات الغناء الصوفي تتجاوب مع الوجدان الشعبي بطريقة مذهلة".
من جهته، قال المنشد حسين بيومي من جمهورية مصر العربية، إن "المشاركة في مهرجان الأغواط تجربة روحية قبل أن تكون فنية. وإن الأجواء هنا تعكس عمق العلاقة التي تربط التصوف بالقيم الإنسانية". وعرفت هذه الطبعة التي حملت اسم "شيخ الشيوخ سيدي أبي مدين شعيب الغوث" ، حضورا جماهيريا كبيرا من مختلف الفئات العمرية، توافد من داخل وخارج الولاية، معبرا عن تعطشه لمثل هذه التظاهرات التي تحيي القيم الروحية والفنية، وتعيد إحياء التراث الصوفي بنفس معاصر.