بوخنوف بمتحف الفنون والتقاليد الشعبية

دعوة إلى وضع التحف في علب شفافة لمحاربة الرطوبة

دعوة إلى وضع التحف في علب شفافة لمحاربة الرطوبة
الأستاذ أرزقي بوخنوف
  • القراءات: 795 مرات
لطيفة داريب لطيفة داريب

قدم الأستاذ أرزقي بوخنوف عدة اقتراحات، للمحافظة على تحف المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، يأتي على رأسها، وضعها في علب شفافة مشكلة من مادة "بارالويد-بي 72"، تحميها من الرطوبة، خاصة في فصل الشتاء.

في هذا السياق، ألقى الأستاذ بوخنوف، أمس، بالمتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، مداخلة حول كيفية معالجة هشاشة الممتلكات الثقافية الثابتة والمنقولة، والمخاطر التي تنجم عليها. وقال إن نسبة الرطوبة التي تتعرض لها التحف الأثرية داخل المتحف، وبالأخص المشكلة منها من أكثر من معدن، تؤثر سلبا عليها، أكثر بكثير من تأثير ارتفاع الحرارة والضوء والضغط.

أضاف المحاضر، أن المعدن ليس في حالة استقرار، وأنه يبحث دائما عن حالته الأصلية، أي حالة الأم، لهذا فهو يتأثر كثيرا بالمحيط الذي يوجد فيه، مشيرا إلى أن أكثر التحف تأثرا بالرطوبة، هي التحف المركبة، مثل المشكلة من معدن وخشب أو من معدن وقماش. وأكد المتحدث استحالة توفير وسط خال من الرطوبة تماما، إلا أنه يمكن خفضها، من خلال استعمال المكيفات الهوائية، للمحافظة على التحف التي تتشكل من معدن، وكذا من مواد أخرى، مثل الخشب، حتى جدران المتحف تعرضت للتقشر وتلف في البلاطات الخزفية التي تزينها.

كما دعا بوخنوف، إلى عزل التحف في أماكن خاصة بها، من خلال فصلها عن المحيط الموجودة به، مثل وضعها في علب شفافة مصنوعة من "بارالويد بي-72"، في حين أن استعمال الزجاج ستكون له تكلفة مرتفعة، مؤكدا أهمية تنظيف التحف بمجفف كهربائي، واستعمال شمع العسل وليس الاعتماد على قماش، حسبما افترضه الأستاذ، حينما عاين بالعين المجردة حالة تحف متحف الفنون والتقاليد الشعبية. كما طالب المتحدث أيضا بدراسة جيدة لحالة التحف في المتحف باستعمال المجهر، لمعرفة طبيعة المعادن المشكلة للتحف، خاصة أن المعدن مثل الإنسان، له مدة حياة معينة، ثم يعود إلى أصله.

في المقابل، تناول الأستاذ في مداخلته، تاريخ اكتشاف الإنسان للمعادن، مثل النحاس والزنك والفضة والرصاص والقصدير، وكذا معرفته درجة حرارة انصهارها، ومن ثم اكتشافه لـ"التعدين"، ويقصد به إيجاد الخلطة المناسبة بين المعادن، خاصة بعد علمه بخطورة استعمال النحاس على صحته. وقدم مثالا عن حصولنا على الفضة من خلال فلزات، تتكون من الذهب والرصاص والنحاس والزنك، حيث يحترق هذا الفلز في فرن، فتترسب الفضة، أما البرونز فيتشكل من القصدير والنحاس، في حين أن الليتون يتكون من نحاس وزنك. علما أن الذهب هو المعدن الوحيد الموجود في الطبيعة في حالة نقية. أضاف أن التحف تتعرض إلى تآكل بتفاعلها مع الوسط الموجود فيه، كما يوجد نوعان من التآكل، الأول جاف، ويخص الصناعة حينما يتعرض المعدن إلى درجة حرارة مرتفعة جدا، بينما التآكل الرطب، فيسرع من تعرض التحف إلى التلف.